.في جدلية النقد و الأدب.../ الناقد والقاص السعيد موفقي



।في جدلية النقد و الأدب... / الناقد والقاص السعيد موفقي

انتهت أشغال الأمانة العامة لاتحاد الكتاب و الأدباء العرب التي حضرها عدد معتبر من الوفود العربية و اختتمت الدورة بتشريف الجزائر بكرسي النيابة الأول ، و موازاة لذلك نشط اتحاد الكتاب الجزائريين ندوة أدبية محورها " مع...الم الحداثة في الأدب الجزائري المعاصر"
شارك فيها أساتذة و دكاترة من مختلف الدول العربية ، تفاوتت مداخلاتهم بين طرح أكاديمي و قراءات تاريخية عامة لمدونة الأدب الجزائري قصة و رواية و شعرا و نقدا، أثيرت خلالها جملة من القضايا النقدية و الإبداعية ، بين مستوى عميق وقراءات سطحية و دور الباحثين في تأطير النّص الأدبي الجزائري و غياب الطرح المتوازن لعملية التصنيف من حيث علاقاته العربية و الأجنبية ، و كان لابد من النظر إلى عملية التأثير و التأثر من الوجهة العلمية في ظل مفهوم الحداثة و تنوّع حدودها و ما تشكله ظاهرة المثاقفة و التفتح على خطاب الآخر في مختلف سياقاته باعتبار عملية التأسيس مسؤولية تاريخية و مساهمة الإبداع لها من الخطورة ما يضطر المبدع إلى قراءة الواقع و التاريخ و الحياة الاجتماعية بصفة عامة قراءة موضوعية و إن كان للذاتية حظها الأوفر في بناء النّص إجمالا، مما جعل رؤية النّص من متعدد و ظهور إختلاف واضح في التصور للأشياء و الأفكار و الأشخاص إلى حد التناقض و التعارض البيّنين ، و شكّل أدب الطفل أحد أهم النقاط التي أثيرت في الندوة باعتباره مستهدفا مهما في تشكّل المنظومة الاجتماعبة خاصة مع ثورة التكنولوجية و ما يلعبه العالم الافتراضي من دور ، بحدّيه ، الإيجابي و السلبي ، و حتى تأثيره في العملية الإبداعية إذ بات كثير من العمليات خاضعا لمنطق النظام الآلي في كتابة تجربة شعرية ، مثلا ، موزونة على الإيقاع الإليكتروني مما أفقدها أهم عنصر في مكونات الإنسان الفاعلة و المنفعلة ، و جدير بالذكر البحث عن نص إبداعي تتكامل فيه بنيته الفنية مع مستواه اللغوي و خطابه الهادف بعيدا عن الركاكة ، فيما تظل صورة الرواية محل جدل بين الكتاب الحقيقيين و تخليصها من الكتابات الفضولية التي تتشبه بها إدّعاء أو تقليدا و هي تفتقر إلى أبسط مقوماتها الفنية و اللغوية في حين أصبحت القصة شكلا متنوعا يحاكي مستويات أخرى من الأجناس الأدبية من حيث الحجم و الإيقاع و بلاغة الخطاب ...و يظل الأدب النسوي محل جدل يبحث عن تموقع حقيقي للأدب الفاعل و تأطيره بما يستحق و من ثم تأسيس نقد نسوي أيضا يعتمد قاموسا نقديا ، يتقاطع مع المصطلحات الحديثة في ظل توتر نفسي أكثر منه موضوعيا ، يتخذ أسلوب المغالبة هدفا رئيسا للعملية الإبداعية ، بحثا عن موقع للأدب النسوي الذي يعتقد أنّه مغيّب في العملية الإبداعية في مقابل غلبة الأدب الرجالي المزعوم . و بين هذا و ذاك يتحرك النقد في تناوله لكل المدونات بخلفيات متنوعة حدّ التناقض ، باعتباره ممارسة أدبية تكتسي صبغة علمية في كثير من جوانب النّص يستند إلى حقول مختلفة من العلوم الإنسانية و المعارف الأخرى ذات صلة به

تعليقات

  1. الفنان العالمي محمد بوكرش
    كعادتك تحسن تشكيل أشيائك بذكاء...
    شكرا على التواصل و الاهتمام.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي