المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٥

الرسم في غيبوبة / فارةق يوسف كاتب عراقي

صورة
الرسم في غيبوبة الرسم لم يعد مفاجئا والرسام لم يعد فاتحا نرى في رسوم اليوم ما كنا رأيناه في رسوم الأمس، أما الرسام فإنه لا يعدو سوى أن يكون منفذا للوحات كانت قد رسمت من قبل. العرب فاروق يوسف [نُشر في 14/09/2015، العدد: 10038، ص(16)] لا أظن أن الرسامين في العالم العربي يعرفون اليوم ما يفعلون، معظمهم يرسم بحكم العادة، منساقا وراء رغبته في قضاء الوقت مثلما كان يفعل دائما. لقد تمكن منهم الرسم، من غير أن يتمكنوا منه، فصاروا عبيدا له، يجرهم مثل خراف إلى المواقع التي اعتاد أن يرتادها، فصاروا يرسمون ما سبق رسمه، كما لو أنه لم يُرسم من قبل. أعينهم مغلقة وأياديهم تتلقى أوامر من جهة خفية، أقول لأحدهم “كل ما تملكه من المهارات يؤهلك إلى أن تكون رساما جيدا، غير أن لوحاتك رديئة” لا يفهم. فهو مستغرق في عماه التصويري، لا يقدر أن يضع فاصلة بين ما يستطيع أن يرسمه مقلدا رسوم الآخرين وبين ما يجب أن يرسمه ليكون مخلصا لمهاراته. خيال رسامينا في إجازة.. إنهم يرسمون فقط ليمارسوا الرسم، حتى يكونوا رسامين بغض النظر عن قيمة ما تحمله رسومهم. موعظتهم الوحيدة تكمن في أنهم ما زالوا مخلصين للرسم، فعل بحث دؤوب عن

الناقد في آخر القائمة / فاروق يوسف كاتب من العراق

صورة
          الناقد في آخر القائمة الصدق والإخلاص وحدهما لا يكفيان ما دام المفهوم غائبا، فلا نقد من غير خبرة أو معرفة. العرب فاروق يوسف [نُشر في 21/09/2015، العدد: 10045، ص(16)] غالبا ما يتم الحديث عن النقد الفني في العالم العربي باعتباره مؤسسة قائمة، البعض يهجوها وينعتها بالفشل، ويغمرها البعض الآخر بالمديح، لكونها تساهم في الترويج للأعمال الفنية التي هي في النهاية بضاعة معروضة في السوق. ومع ذلك، يأتينا الواقع فيسحب البساط من تحت أقدام الطرفين، فالنقد الفني وإن كانت بداياته واعدة لم يعد له الآن وجود وليس له حاليا أثر في حياتنا الثقافية. كل ما يُكتب اليوم في ذلك المجال هو عبارة عن إنشاء صحفي، يغلب عليه الطابع الإخباري. وإذا ما كان بعض كتاب ذلك الجنس من الكتابة يملك مهارة لغوية متقدمة، فإن ذلك لا يعني في أي حال من الأحوال أن ما يكتبه يكون قادرا على أن ينتسب إلى مفهوم النقد الفني. فنحن في حقيقة أمرنا لم نتعرف على النقد الفني عبر تاريخنا المعاصر، لقد ترجمت إلى العربية كتب قليلة، بعضها أساسي مثل كتب هيغل الجمالية والبعض الآخر استعراضي لا قيمة له. وفي المقابل فإن حركة الترجمة غير المنتظم

تاريخنا الفني الذي زوره النقاد / فروق يوسف كاتب من العراق

صورة
    تاريخنا الفني الذي زوره النقاد النقد الفني في العالم العربي كان قد مارس نوعا من التجهيل بالفن، وهو ما أنتج ذائقة جمالية تستمدّ تخلفها من ذلك الجهل. العرب فاروق يوسف [نُشر في 05/10/2015، العدد: 10057، ص(16)] من المؤلم أن يكتشف المرء أنه قضى ردحا من حياته لم يتعلم فيه، نقاد الفن العرب وأنا واحد منهم يسلون أنفسهم بما يكتبونه عن نتاج فني هو في حقيقته صنيعة ذائقة فنية متخلفة. ذائقة لا تستند إلى معايير ثابتة تفرق بين ما هو جمالي وما يقع خارج مفهوم الجمال. لقد أغوتنا البلاغة فصرنا نكتب كمن لا يرى. نضلل المشاهد فنجعله يغلق عينيه على أصواتنا باعتبارها رسل الحقيقة. لقد زخرفنا الأكاذيب بلهاثنا الذي لم يكن يحمل معنى، سوى الجري وراء مديح الذات. كان علينا أن نتمهل قليلا من أجل أن نخرج رؤوسنا من النوافذ لنرى الفن في العالم ومن ثم نحكم على ما ينتجه فنانونا. ومع ذلك كنا محليين نسوّق بضاعة محلية لمشاهد قُدر له أن يكون محليا إلى الأبد. كان أعظم ما نقوم به يكمن في الترويج لانطباعاتنا، وهي انطباعات يغلب عليها المزاج الشخصي. لذلك حُرم الفنان في العالم العربي من النقد الذي يريه مواقع إخفاقاته مثلم

العيش في الفن / فاروق يوسف كاتب من العراق

صورة
العيش في الفن هناك شيء من الفن يظل عالقا في منطقة تقع بين الأرض والسماء، فكل ما يقال عن الإلهام الطبيعي والاجتماعي للفن لا يمكن أن يشكل إنكارا لعلاقته بعالم الغيب. العرب فاروق يوسف [نُشر في 28/09/2015، العدد: 10050، ص(16)] تستحق الحياة أن تُعاش، على الأقل من أجل الفن. هي فكرة قد تبدو مقلوبة، إذ الفن فيها هو ما يبرر الاستمرار في الحياة وليس العكس؛ نحن نحيا من أجل أن يكون الفن ممكنا، ننتجه، نشعر بلذته، نستغرق في سحره، نحلق بأجنحته، تلهمنا خيالاته فرصا مختلفة للعيش بنضارة، تفتح لنا صوره أبوابا على جنات متخيلة. ليس الفن حياة مجاورة فحسب، بل هو أيضا الحياة التي نعيشها خالية من شوائبها العابرة، الحياة التي يقترحها الفن لا ينقصها شيء. ومع ذلك فالنقصان والزيادة لا يمُتّان بصلة إلى العالم الذي يتشكل فيه الفن، فهما من المقاييس الأرضية والفن ليس نتاجا أرضيا محضا. هناك شيء من الفن يظل عالقا في منطقة تقع بين الأرض والسماء، فكل ما يقال عن الإلهام الطبيعي والاجتماعي للفن لا يمكن أن يشكل إنكارا لعلاقته بعالم الغيب. إن الموسيقى مثلا كلها رياضيات ولكن الرياضيات وحدها لا يمكن أن تنتج موسيقى، وجمال ال