محراب التشكيل

رحلتي للمشاركة بملتقى "عمان عربيا الثاني"  بالمملكة الأردنية الهاشمية بدعوة من جمعية "بقاء للثقافة والفنون " وهي أول رحلة لي بالمشرق العربي وأول بلد أزوره كان الأردن وبالتحديد "العاصمة عمان".  رفقة الفنان العراقي "علي رشيد"  وبدعوة من مديرة رواق "دار الأدنى". زرناها..بمجرد ما سألت الأستاذة "ما جدولين غزازي الغول" صاحبة الرواق عن النقد والنقاد على مستوى الأردن والعالم العربي في حوار تم بيني وبينها يخص فضاءها التشكيلي وأصدقائه.. بسرعة وبابتسامة ودودة جدا، كان اسم الفنان التشكيلي الناقد غسان مفاضلة، الاسم  الأول الموثوق فيه والدارج في القائمة التي لن تذكر منها أحدا بعده...وأردفت قائلة: وهو أحد أصقاء رواقي التشكيلي "دار الأندى". من بين نشاطات المدينة عمان.. زرت وصديقي الفنان العراقي علي رشيد وبقية المدعوين من الفنانين لملتقى "عمان عربيا الثاني" معرضا تشكيليا لثلاثة فنانات بمتحف الفنون المعاصرة بعمان، أين التقيت صدفة بالناقد الفنان التشكيلي غسان مفاضلة،  بمجرد ما قدم لي(بضم القاف)، بادرني بقوله:

قبل أن يرفع ملتقى "عمان عربيا الثاني" أوزاره، وقبل أن تدب فيه الحياة الإعلامية المصورة ، شهر الفنان الأستاذ مصطفى حسين أبو الذنين آلته الفوتوغرافية "الكاميرا" الملازمة له أينما حل وارتحل. بداية بتحضير ومعالجة صور الفنانين التي جمعتها الجمعية خصيصا لغرض لافتات الاشهار بأسمائهم التي علقت لاحقا على واجهات الأنفاق والجسور و في شوارع عمان على وسعها وكبرها.. وضعت أيضا على الجدران الصماء، فتحولت عمان مزهوة بصور الفانين المدعوين مهرجانا لفت انتباه المارة من كل حدب وصب الى هذا الحدث المقبلة عليه عاصمة الأردن عمان. عمان عربيا الثاني ومشاركة الفنان المصور الأستاذ أبو الذنين مصطفى باتا نقطة مهمة في المهام التي أوكلت له لتجعل من نفسها أيضا قيمة إضافية الى سيرة الفنان الحافلة بما جعل منه الفنان متعدد الوظائف والخدمات.. الفنان المصور مصطفى، من أبناء المخيمات الفلسطينية.. المخيمات التي عانت ويلات واضطرابات وقلة استقرار.. ما جعله يبوح لي متألما قائلا: طفولتي كانت قاسية جدا بدون الربيع الذي ينعم فيه الأطفال أمثالي.. تعثر وحرمان قاسي في كل شيء.. لكن كل هذا لن يمن

الفنان التشكيلي كمال إبراهيم عريقات..  !!! بملتقى عمان عربيا الثاني بداية شهر ماي سنة 2017 عرفت الفنان الجميل (الطفل البريء) كمال إبراهيم عريقات أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية بقاء للثقافة والفنون.. قلبه في كفه الممدود لمصافحتنا والقيام بخدمتنا ، ابتساماته   المتدفقة رقة وطيبة لا تغادر شفتيه .. يتردد كل صباح علينا واحدا واحدا للاطمئنان علينا مثله مثل باقي الأعضاء ..لكن بشئ مختلف عنهم لن أفهمه الى حد الساعة.. بهذا كسب قلوب الحاسين به وبما يملك من درجات الإنسانية العالية الطاغية عن سلوكه..   جنب الى جنب معنا على ظهر العمل بورشة التشكيل منهمكا في بناء لوحته ببقايا "السيجار" الذي   يدخنه وله مكانة عنده حد التقديس.. بقايا مختلفة الأحجام بخواتمها الاشهارية والأسماء المعروفة بها على اختلاف أنواعها.. أذواق مختلفة تختلف ألوان اللوحة الفسيفسائة بها   مثل ما تختلف أيضا طقوسه معها..   أحاسيس ومشاعر معاشة   يوميا يرصدها ويقدمها لنا بتركيبات مختلفة   مشهية ومثيرة حتى.. ما ان يراها المدخن الا ويسيل لعابه وخاصة اذا كانت بيد الفنان عريقات كمال   واحدة تحترق ..