الفنانة الشابة القطرية هنادي الدرويش بملتقى الأردن "عمان عربيا الثاني" / بوكرش محمد
الفنانة الشابة القطرية هنادي الدرويش بملتقى الأردن "عمان
عربيا الثاني"
سعدت بلقاء الفنانة الشابة القطرية هنادي الدرويش التي تحمل بين يديها قلبا
نابضا حيا بابتسامة لا تغادر محياها، ما دمت ملازما لها، أثناء قيامها ببناء
لوحاتها، بين ضربات ريشتها تلتفت لك مرة على مرة وكلها بساطة وتواضع وآذان صاغية..
طالبة منك رأيك كمتلقي وكفنان في نفس الوقت.
الفنانة الشابة هنادي واثقة من نفسها ومن قدراتها واثقة من الخبرة التي
معها والتي ضمنت لها ذلك دون إحساس بالنقص أو الغرور الذي فتك بالكثيرين ببعض من
تعاليهم (..) الغير مبرر ولا المؤسس حتى وهم لا يدرون أنهم مجرد فقاعات منتفخة
عرضة للانفجار الملوث في أي لحظة..
تجربتها ان اتسعت لشيء في عالم فنون التشكيل يبقى دائما يراودها إحساس بأنها
في حاجة الى تطعيمها واثرائها لتمكن يدها
من العروة الوثقى نسبيا بما يجاد عليها من نصائح قد تفيدها وقد تغير من حال ونوع
شيئيات بنية منجزها مستقبلا .
للفنانة الشابة هنادي بمحفظتها
أكثر من شيء جات به من قطر لغرض تشكيل وبناء لوحاتها بعمان الأردن، أشياء
أقل ما يقال عنها متداولة ومعروفة بين الدول كقطع من شباك الصيد البحري، قصاصات
ورق وأقمشة مزهرة وألياف متنوعة مستهلكة
بتكرار استعمالها في معظم أعمالها السابقة بقطر والتي عرضت في أكثر من مكان خارجه..
اذا اختلفت عن بعضها البض لا تختلف الا بمسحوق لوني هرموني يدمج بين ذا وذاك ليبدو
بناء اللوحة وحدوي ومختلف.. بدل هذه الأشياء التي هي في متناول الجميع عالميا..
أقترح على الفنانة شيئيات بديلة لها من صميم وعمق ما يميز قطر وما جاورها من بلدان
متقاربة ومشتركة معها في منجزات ثقافية فنية تشكيلية من التراث أو اقتناء ما يميز
البلد المضيف من شيئيات متواجدة حولها ملفتة للانتباه تفي بالغرض وتعبر عن الحدث
المعاش في المكان والزمان بتصرف فني ابن اللحظة والمناسبة.. وهذا يحسب لها كنباهة
وحضور وحسن استثمار الواقع برمته بتفاصيل الراهن والاختلاف بالمغامرة والتحرر من
القديم المألوف..
خبرة الفنانة هنادي الدرويش على المحك يوميا مالم تتحرر أكثر من المستهلك
المألوف، عليها أن لا تتكر وأن لا تتأثر باستنساخ ما هو تزييني لوني جذاب لأن الفن
التشكيلي فن تعبيري ينبغي أن يحيلنا الى المآسي والرداءة المفروضة علينا بالسياسات
الغير راشدة ولا الواعدة.. هل دور الفنان كشف العيوب بوجوهها الحاضرة.. أم التستر
عنها كشريك..؟
لعيوبنا وصور واقعنا السيئ ألوان أيضا يتقزز لها المتلقي ويتساءل.. مثيرة
للجدل الفلسفي والفكري ويحيلنا الكل معا بالاستفزاز الى ما ينبغي أن نكون عليه ..
الفنان التشكيلي لا يعمل كمزين ولا من دوره تجميل محيط القائمين على تشويه
حالاتنا السوية من... الى... الفنان التشكيلي يعمل على كشف المستور لفائدة العامة
بالمجتمعات المختلفة المتخلفة إنسانيا وفنيا بحثا عن المسالك التي تغير من وضعنا
المتدني وتصب بنا أين ينبغي أن نكون وكيف ينبغي أن نقف..
للألوان الرمادية والفحمية والبنية والبيضاء والترابية قوة وقدرة ونفوذا فنيا
تشكيليا بديلا لما تعود الفنانون عليه..لا يهمني ان وجدت لوحتي زاهية الألوان اقبالا .. بل يهمني ما يستنكره
المتلقي ويستفزه ليرى حقيقة وجوده الحقيقي من عدمه.. اللوحة بمثابة مرآت تعكس
حقيقة واقع المتلقي والفنان نفسه..
هل للجميل والجمال نصيب فينا..؟ كيف؟.
الفنانة ضيفة المقال كموضوع تستحق منا التقدير والثناء على أخلاقها العالية
وتربيتها الراقية وبحثها المستمر في انتظار وقوفها وتوازنها البناء تشكيليا
كواحدة من فنانات الحاضر والمستقبل الواعد..
شكرا ابنتي الفنانة الواعدة هنادي الدرويش على الوقت الذي منحتني إياه
لأتبادل معك جميل الكلام ..وأرقى الآراء بكل محبة واحترام.
بوكرش محمد الجزائر 16/05/2017
تعليقات
إرسال تعليق