محراب التشكيل

منحوتاته تزين اغلب واجهات محلات مدينته الفرنسية "اورلويون" ، تهمس في اذن الزائرين والسائحين وعشاق الرومانسية الباحثين عنها في مدينة الحب والعشق والنور والفن تغريهم بألوانها المشعة وأشكالها الجذابة المعاصرة تقف منتصبة بمظلاتها الحمراء والصفراء والزرقاء، تبادلنا النظرات همس وكثير من الكلام المباح في لحظة من الصمت الاثيري والانبهار ، وسرعان ما سألت احدهم لمن هذه الاعمال النحتية فأجابتني انها للنحات الفرنسي "باسكال نوتان Pascal Nottin " دون ان تنسى كلمة "مرسي" شكرا. "باسكال نوتان" واحد من الفنانين الفرنسيين المعاصرين الذي الهمهم الصلب وفتن مخيلتهن ورفدها بكثير من صور الجمال الذي يستمده من ذاته المتحررة ومن خصائص طبيعته الساحرة ومن مشاهد العشق الممنوعة والمتمردة والمتواترة امام عينية في كل حين ، تمرد على التقاليد والتابوهات وأيضا تمرد على المادة الصماء التي يخترق صمتها بكثير من الصمت والتحمل و الانتظار ، ليصل اخيرا الى جوفها جوف المادة فيفرغها من حمولتها الزائدة لتستحيل رقائق يعيد توظيفها من جديد في تشكيلات ملهمة ينبعث

الفنان الراقي الباحث التشكيلي محمد الجالوس من الفنانين الأردنيين الذين يعتبرون أركانها في عصرنا هذا.. فنان باحث معروف في عالمنا العربي بأسلوبه وتجاربه التشكيلية المجموعة في كتابه الضخم :   الجلوس : ثلاثون عاما في الرسم" Thirty years in paintig جمع بالصور تقريبا كل مراحل العمل التي مر بها.. أهداني إياه   يوم   18/8/2014 يوم التقينا بالمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بمدينة المحرس تونس بكلمة منه موقعة تؤرخ لذاك اللقاء الذي تكرر يوم زيارتي له بمعمله بعمان الأردن..   اثناء مشاركتي بملتقى عمان عربيا الثاني اتصلت به وحدد ميعاد اللقاء الذي كان بورشته على طبق من تمور الأردن ولبن ماعز جبالها وقراها. وجدته منهمكا في انجاز ورسم أكبر لوحة له من حيث المساحة والمضمون..   في تقديري لا تكون الا الياذة تشكيلية تؤرخ لما يقارب المئة سنة من النضج التشكيلي العربي، المدرسة التي جعلت منه أحد قاماتها المعاصرة. يمشي فوقها عابرا كل هذه المسافات وعمقها التاريخي والفني الذي احتوته القاعة التي تمثل عالمه ومعمله بالعاصمة عمان.. فنان متواضع مثقف موسوعي متدفق معرفيا وفنيا .. مر بالكت

بوخلدة حمزة ، فنان تشكيلي..    !!!   كل ما يمكنكم توقعه لتربية طفل وتكوينه أخلاقيا ، ثقافيا وفنيا،   تجسد في الشاب الذي عرفته يوما يتلمس طريقه الوعر والصعب من مئات المسالك، ان لم تكن الآلاف .. في محيط تنعدم فيه الإشارة والتوجيه، مسالك تغمرها ضبابية بالاستنساخ الركيك الموحش   الذي عم تقريبا معظم مدن الوطن وخاصة الشمالية منها ، هذا عندما يقتضي الأمر بمتابعة الدراسات الفنية الإبداعية والتعمق فيها وبما يميزها من حيث التفرد و من حيث هوية العمل المنجز.. هو الفنان "حمزة بوخلدة" ،   الفنان الذي احتل اليوم مربعه الفني التشكيلي مكانا مرموقا حسب نظرنا المتواضع بين مربعات فسيفساء التشكيل المغاربي والعربي..   للفنان "بوخلدة حمزة" فلسفة قامت عليها أفكاره واحاسيسه بالأشياء.. بعد أن عرف جيدا بأنه من الغير ممكن أن يكون بغير ذلك، وخاصة في عالم التشكيل عالم الملموس التعبيري المختلف والمتميز، المتفرد والمفيد. بأبسط الشيئيات من محيطه وبأقل ما يمكن منها، كانت أبجديات تعابيره وأسلوبه.. كان بذلك البصمة والتوقيع..   للفنان "بوخلدة حمزة"     م