اليـسار الماركسي الجزائري / ميلود علي خيزار


اليـسار الماركسي الجزائري / ميلود علي خيزار

Miloud Ali Khaizar's Profile Photo, L’image contient peut-être : 1 personne , gros plan
ينقسم اليسار الجزائري إلى عدّة "طوائف" (عدا الطائفتين الإيديولوجيّتين الرئيسيّتين المتناحرتين داخل البيت الماركسي : اللّينينية و التروتسكيّة).
لكنّ الانقسام الكبير حدث و يحدث في المواقف الشّخصية للعناصر المنـتسبة إلى هذا اليسار، الذي ظلّ لصيقا "كالقُراد" بلحم النّظام الجزائري، فهو لا يُمكنه أن يتخلّى عن يونوبيا "الأمميّة الكونية"، و لو على حساب الوطن و ثقافة الوطن و انتمائه الثقافي التاريخي، لكنّه عاجز عن الامتلاك الشّرعي للأداة "التنفيذية" لتحقيق "الحُلم" و هو ما يضطرّه إلى "التحالف التكتيكي" مع القوى الحاكمة (العُصب) الممثّلة لهذا النّظام .
- بعضه، منخرط صراحة في خطاب و أجهزة النّظام (الفاسد، الرّيعي، المتحالف مع القوى الظلاميّة)، محاولا تبرير هذه "الردّة " الإيديولوجية المتحالفة مع "الاوليغارشية المستبدّة و المتخلّفة"، و من هؤلاء من أصبح "عرّابا" لمواقف السّلطة. و هم بهذا لا يتميّزون عن بعض "الجماعات الإيديولوجية" الإسلامية في سلوكهم. و يكون "الحلّ" غير المعلن "للطليعة الاشتراكية" قد ساهم في عودة الكثير منهم إلى "السرية" غير المعلنة.
- بعضه، منخرط كليا (فكرا و روحا و سلوكا) في الطائفة المنشقّة عن "التروتسكية"، و ما يزال وفيّا للخطّ الثّوري، الامميّ، الراديكالي .
- بعضه، انسحب إلى شانه الخاصّ، حفاظا على شرف "نقاء الفكرة"، و واصل حياته بعيدا عن الاستقطاب و التّجاذب و "الـردّة". مجتهدا في العيش بنبل و كرامة و شرف.
- بعضه، انخرط في العمل السّياسي "المنحرف"، وفق شروط تشكيل الجمعيات السياسيّة، و راح يلهث وراء الأصوات " المفبركة و المشبوهة"بأيّ ثمن، في "تناغم غير طبيعي" مع بعض عصب و قوى السّلطة "الرجعيّة".
في النّهاية، فشلُ الخطاب الماركسي في الانتشار "أفقيّا"، و اقتصر على بعض المنتسبين إلى طبقة "البورجوازية الصّاعدة، و المتعلّمة و بعض المثقّفين، هذا الوضع اضطرّه إلى البحث عن منافذ في "السُلّم" لضمان البقاء كطرح فكري و سياسي، في مجتمع يزداد انغلاقا كلّما تعاظمت قوّة رياح "الدّولة الكونيّة".
هؤلاء الماركسيّون الذين تحالفوا مع "نظام" أنـتج "التنظيمات الظلاميّة" و منحها حقّ الوجود القانوني، و هم ذاتهم الذين تحالفوا معه ليسحب منها الشرعيّة القانونية. و هم ذاتهم الذين تحالفوا معه ضدّ الديمقراطية التي "ليست في صالحهم"، و هم "ذاتهم" الذين "يجتـهدون" اليوم في تفسير و في تطبيق "برنامج فخامته" و هم ليسوا بعيدا عن "العلاقة المتأزّمة " بين الشّعب و هويّته و الدّولة و شعبها.
مثلهم مثل الإسلاميين الراديكاليّين، يدفعون بالسّلطة "غير الشّرعيّة" إلى المواقف العنيفة، و يدفعون بالتذمّر الشّعبي إلى حدوده القصوى الأكثر تطرّفا و يريدون "تسريع" نموّ دجاج "التّقدّم" بتكثيف الأضواء الليليّة و "علف" الإعلام الممزّق بين "حاقد" و "عميل" و "أجير".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح