في ملف " خِطاب المرأة في ميزان الأخلاق الذكورى" / الشاعرة والصحفية نوارة لحرش بجريدة النصر الجزائرية
في ملف " خِطاب المرأة في ميزان الأخلاق الذكورى" بجريدة النصر الجزائرية، إعداد الشاعرة والصحفية نوارة لحرش.
---------------------------
تفتقد المجتمعات العربية في هذا العصرإلى قيم العدالة والانصاف، مجتمعات تبحث عن العدالة وهي تفقدها في أبسط تعاملات أفرادها البينية اليومية، ولم تزل التراتبية إحدى محددات التمايز والتفاضل، مجتمعات يتعامل أفرادها مع بعضهم بعرقية، وطائفية ودينية، وأسرية البديل العصري للقبلية، وأيضا من خلال التمايز الجنسي، فلا يزال التصور لمكانة المرأة في هذه المجتمعات لم يتغير كثيرا، ولم يتزحزح من المرتبة التي وضعتها فيها الأعراف غير العادلة، رغم أنها أضافت الكثير لمجتمعها مثلها مثل الرجل.
الجميع، يشعرون بالحاجة إلى التعبير عن أنفسهم، وإلى من يسمعهم. باعتبارهم يتشاركون في الاحلام واللآلام والآمال، صحيح أن العقبات كانت قاسية بالنسبة للمرأة، وأنها لم تبدأ تتخطاها إلا مؤخراً.
إن النقد في تعامله مع ما تبدعه لم يكن منصفا لدرجة ترفع من شأن هذا الابداع، وإن حدث وإن احتفى فإما أن يكون تشكيكا وذلك بإحالتها إلى كتابات رجل، وهذا ماتعرضت له بعض المبدعات المتفوقات، ولنا في ما أثير حول كتابات أحلام مستغانمي خير دليل، أو يأتي إحتفائياً بشكل مبالغ فيه، ليس لأهمية ما تكتب بقدر ماهو محاباة لجنس الكاتبة.
إن الصوت الابداعي النسوي في مجتمعاتنا العربية لا يزال مغيبا ويتعرض لكثير من اللامبالاة مقارنة بما ينتجه الرجل وقد أشار الناقد عبد الله الغذامي في نظريته إلى تحيز اللغة للفحولة ولجنس الذكر، في حين نجد الغرب يشيد بدور المرأة ويشهر لصوتها الابداعي، ولنا في تصريح ميلان كونديرا بمدام جوستاف دليل على ذلك.
كل هذا لم يمنع أسماء كثيرة أثبتت حضورها، وكثيرا ما يعلق أعداء التراث ما يلحق بالمرأة إلى التاريخ والثقافة العربية، فإذا نحن أخذنا نموذجين لشاعرتين هما : الخنساء وميسون بنت بحدل الكلبية، لا نجد من أساء أو أنقص من قيمة الخنساء خلال حياتها أو بعدها، رغم أنها ظهرت في بيئة تزدحم بالشعراء، وإذا انتقلنا إلى ميسون التي تزوجها معاوية بن أبي سفيان و بنى لها قصرا جميلا فخما، مع وصيفات لها، لكن هذه الحال لم تعجبها وحنت إلى فضائها الطبيعي، فأنشدت:
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليّ من قصر منيف
إلى أن تصل في قولها:
وخرق من بني عمي نحيف
أحب الي من علج عنوف
فما أبغي سوى وطني بديلا
وما أبهاه من وطن شريف
فطلقها معاوية ثم سيرها الى أهلها، رغم أنها أبدت مشاعرها نحو غيره ووصفته بـ "العلج العنوف" وهي زوجته، ومع كل هذا لم يحاكمها معاوية ولا التاريخ ولا المجتمع.
---------------------------
تفتقد المجتمعات العربية في هذا العصرإلى قيم العدالة والانصاف، مجتمعات تبحث عن العدالة وهي تفقدها في أبسط تعاملات أفرادها البينية اليومية، ولم تزل التراتبية إحدى محددات التمايز والتفاضل، مجتمعات يتعامل أفرادها مع بعضهم بعرقية، وطائفية ودينية، وأسرية البديل العصري للقبلية، وأيضا من خلال التمايز الجنسي، فلا يزال التصور لمكانة المرأة في هذه المجتمعات لم يتغير كثيرا، ولم يتزحزح من المرتبة التي وضعتها فيها الأعراف غير العادلة، رغم أنها أضافت الكثير لمجتمعها مثلها مثل الرجل.
الجميع، يشعرون بالحاجة إلى التعبير عن أنفسهم، وإلى من يسمعهم. باعتبارهم يتشاركون في الاحلام واللآلام والآمال، صحيح أن العقبات كانت قاسية بالنسبة للمرأة، وأنها لم تبدأ تتخطاها إلا مؤخراً.
إن النقد في تعامله مع ما تبدعه لم يكن منصفا لدرجة ترفع من شأن هذا الابداع، وإن حدث وإن احتفى فإما أن يكون تشكيكا وذلك بإحالتها إلى كتابات رجل، وهذا ماتعرضت له بعض المبدعات المتفوقات، ولنا في ما أثير حول كتابات أحلام مستغانمي خير دليل، أو يأتي إحتفائياً بشكل مبالغ فيه، ليس لأهمية ما تكتب بقدر ماهو محاباة لجنس الكاتبة.
إن الصوت الابداعي النسوي في مجتمعاتنا العربية لا يزال مغيبا ويتعرض لكثير من اللامبالاة مقارنة بما ينتجه الرجل وقد أشار الناقد عبد الله الغذامي في نظريته إلى تحيز اللغة للفحولة ولجنس الذكر، في حين نجد الغرب يشيد بدور المرأة ويشهر لصوتها الابداعي، ولنا في تصريح ميلان كونديرا بمدام جوستاف دليل على ذلك.
كل هذا لم يمنع أسماء كثيرة أثبتت حضورها، وكثيرا ما يعلق أعداء التراث ما يلحق بالمرأة إلى التاريخ والثقافة العربية، فإذا نحن أخذنا نموذجين لشاعرتين هما : الخنساء وميسون بنت بحدل الكلبية، لا نجد من أساء أو أنقص من قيمة الخنساء خلال حياتها أو بعدها، رغم أنها ظهرت في بيئة تزدحم بالشعراء، وإذا انتقلنا إلى ميسون التي تزوجها معاوية بن أبي سفيان و بنى لها قصرا جميلا فخما، مع وصيفات لها، لكن هذه الحال لم تعجبها وحنت إلى فضائها الطبيعي، فأنشدت:
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليّ من قصر منيف
إلى أن تصل في قولها:
وخرق من بني عمي نحيف
أحب الي من علج عنوف
فما أبغي سوى وطني بديلا
وما أبهاه من وطن شريف
فطلقها معاوية ثم سيرها الى أهلها، رغم أنها أبدت مشاعرها نحو غيره ووصفته بـ "العلج العنوف" وهي زوجته، ومع كل هذا لم يحاكمها معاوية ولا التاريخ ولا المجتمع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
http://www.annasronline.com/index.php/2014-08-09-10-34-08/2014-08-25-12-21-09/15884-2015-07-13-23-43-15
تعليقات
إرسال تعليق