الفنان محمد سحنون واستمرارية الفنان الراحل علي ناصف اطرابلسي.


الفنان محمد سحنون وبعض صور لأعماله

جميل جدا أن نعمل في حقل الفنون .. نردد معتمدين عذب صوتنا لنغني أغاني غيرنا بنفس الإيقاع والوزن، والأجمل من ذلك أن نغني نفس المفردات  بما عندنا من مهارات صوتية طبقية بإيقاعات مختلفة.. لكن الفضل الذي لا يعلو عليه شيء يرجع دائما للشاعر كاتب المفردات المستفزة والموحية بكم هائل من طرق الالقاء والاثارة بتفاوت حسي، الأولوية فيها بالمقاربة لكل ما له نفوذ يصل القلوب ويأسرها بسحره مباشرة..


مثل هذا تماما ينطبق على ممارسي الفن التشكيلي عندما يلتقطون من غيرهم وسابقيهم مفردات تشكيليه عرفوا بها، مثل المفردات التي  عرف بها المتنبي.. أو نزار قباني  في فن الشعر على سبيل المثال..
 L’image contient peut-être : Mohamed Sahnoun

توفي الفنان التونسي المرحوم علي ناصف اطرابلسي الذي عرفته  بالتسعينيات  وترك وراءه من المفردات والجمل التشكيلية المغرية، كان ذلك بالنحت أو بحباكة الزربية المعاصرة ما يسيل لعاب التشكيليين المتمكنين وخاصة بالنحت المعروف بجمال صعوبته والتعقيدات..


للفنان الشاب محمد سحنون الجدارة والمهارة الكافية والاستعداد التام للتقاط تلك المفردات التي بنت وكونت معظم أعمال الراحل علي ناصف اطرابلسي  وبحوثه التصميمية.. وذهب بها محمد سحنون الى أجمل ما يمكنه أن يكون منها بالنيابة دون علم وقصد عاملا  على اطالة  وتمديد عمر أبجديات  وجمل الراحل التشكيلية الفنية، أبجديات الفنان الراحل الذي أحياه وتبادر لشاشة ذهني بمجرد رؤية أعمال الشاب محمد سحنون..


وبالتالي يمكنني القول جازما : أسس الفنان علي ناصف اطرابلسي عتبة مشروع مدرسة تشكيلية ورحل.. رحمة الله عليه..شكرا للفنان محمد سحنون رائدها اليوم بلا منازع.

بوكرش محمد منستير تونس 08/04/2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي