الواقعية الصوفية عند الفنان آرام خالد الرز / بقلم : عدنان بشير معيتيق
الواقعية الصوفية عند الفنان آرام خالد الرز
18 juillet 2013
بقلم : عدنان بشير معيتيق
منمنمات الروح وما يتخللها من بقع حمراء محشورة بين كل هذا الكلام وموسيقاه ، ومضات من النور المنتشرة في زوايا اللوحة تبدد ما علق بأرواحنا من قبح الأمكنة والمشاهد اليومية للقتلة والمجرمين، فالرقش والرمي يجتمع في أعمال الفنان آرام خالد الرز بكل إتقان تتوزع الأشكال والمفردات…. لا بل تأخذ مكانها بكل دقة ومهارة وكأنها كائنات تتفق على صنع عالم مختلف بذاكرة الشعوب جميعا.
تتعدد نقاط النظر ووقوعها خلف الموضوع وبالتالي تملأ فراغ اللوحة كله، بمخطوطات تشكيلية تتأرجح بين الرقش والرمي، فالرقش يميل إلى العقلانية والتأني والرمي يخضع إلى العفوية والتلقائية في الأداء وملامحها الصوفية المتمثلة في التكرار والتتالي للحالات وما ينتج عنها من ومضات مفاجئة تتخلل عتمة النسيج من وقت لآخر بظهور بقع زرقاء في مساحات قاتمة بمثابة مقامات ملونة تتمايل فيها الكلمات والجمل في رقصات بديعة موزعة على مساحات كبيرة تسرح فيها العين وتمرح بها النفس، هي تصوير إيضاحي لإيقاعات داخلية عميقة مترسبة منذ آلاف السنين متراكمة من تعاقب الحضارات في صرة الكون مركز العالم حيث اجتمعت كل الديانات واندلعت كل الحرب .
شمس، قمر، رموز لغزلان وجمال، مثلثات وأشكال هندسية، بقع ، خطوط متعرجة، حروف متقطعة، نصوص كاملة في عناق تام، كلمات متشابكة، عراك للونين، اختلاط مشاعر، تنهدات، حروف زرقاء مضيئة في غرف معتمة، تساؤلات تشكيلية ومتعة الطرح في مقترحاته الجمالية.
نقاء النصوص المرسومة والتي تؤثر في النفس فهي تتجاوز اللغة التقريرية إلى لغة أرحب في التواصل مع شريحة عريضة من الجمهور هي الإيحاء والوصف البصري في قصص الليل والنهار دون انقطاع أو استعمال إشارات دلالية غنية بالمادة التشكيلية التي توقظ الفكر وتحفزه المخيلة على صنع صور متقابلة في المعنى لما هو على سطوح لوحاته الفنية تتجاوز اللغة الكتابية وما تحمله من معان إلى صور ملونة يتواصل معها الجميع دون الحاجة إلى وسيط أو ترجمان.
التصوف في الرؤية وتحوير الشكل من سمات الفنان ومع هذا كله يحافظ على المسافة المتبقية بينه وبين المتلقي حتى لا تنقطع الصلة بينهم، فأعماله لا تتودد للجمهور بل تغويه بإمعان النظر في تلك المحسنات التشكيلية البديعة التي تكون جسرا إلى عالمه الخاص.
الفنان آرام صانع أفلام عديدة منها : السود 2012 والخيام 2012 والىأين 2010 نظم مهرجان رايات السلام مع الفنان الياباني توماس ماتسودا بفرنسا ونظموشارك في سمبوزيوم منظمة فنانون بلا حدود في ليون فرنسا وشارك في معارض فرديةوجماعية ومن أهمها معرضه الفردي في ابستركت لندن وغالري ترنس في بوسطن وعضو الكثيرمن المنظمات والجمعيات الفنية ومدير أكاديمية الفنون الجميلة الحرة في غوتينالمانيا .
وأعماله مقتناة في كل من:
سوريا / لبنان /الاردن / مصر / الكويت / المانيا / فرنسا / امريكا / بريطانيا / الصين / رومانيا /سويسرا / النمسا / اسبانيا / البرازيل / كندا / الدانمارك / روسيا / تركيا / ايران / تاهيتي /موناكو / تونس / المغرب / هنغاريا / كوريا الجنوبيه /بلجيكا.
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا
2013.07.12
تعليقات
إرسال تعليق