أحوال اللون وحالاته عند الفنان فيصل تاج السر / بقلم : عدنان بشير معيتيق
أحوال اللون وحالاته عند الفنان فيصل تاج السر
par Adnan Meatek (Articles), vendredi 5 juillet 2013
بقلم : عدنان بشير معيتيق
الفنان فيصل تاج السر يرسم على أسطح متخيلة عالمه الخاص، يضفي ستائر من نور تزيد من بهاء المشهد وتحجب قبح العالم المستشري في أرجائه، انه يزيل التعكير في العيون ويعيد الصفاء إلى الروح بتلك الألوان المفعمة بالحيوية والنشاط وكله على استحياء، فالاختزال في الشكل يغلب على مفرداته في ظهور علني لبعض الموتيفات كانت قد ومضت فجاء كلمحة من نور في زوايا الأمكنة المظلمة.
مواد مختلطة بزفرات فرشاة الرسم وخطوط الأقلام الجافة تنسج خيوط الروح لجسد اللوحة مع بقع متناثرة في أرجائها تبدو واهنة، بالكاد تتنفس وفي أحيان أخرى تنشط وتصبح في كامل قوتها بصرخات لونية متدفقة توقظ النفس وتزرع أنغاما متناسقة بالوجدان, تدفع للتخييل ورسم أسطح مبهرة متواطئة مع ألحكي لقصص المدن والأرياف وما بينهم من رحلات المشقة والمرح تحت سحب بظلال بنفسجية مساحات صفراء ونسمات تلامس وجنات اللون في هجير الصيف ورذاذ الأجواء المطيرة العالق على أسطحه المخملية بكل خفة كستائر شفافة تعكس أطيافا وألوانا في تناغم موسيقي لا ينتهي.
تظهر الألوان عنده حسب الضرورة الداخلية فتارة تبدو شفافة هادئة وأخرى تبدو كأنها ستائر تحجب القبح وتفسح المجال لجمال خفي كان مركونا بين ركام الأشياء وأجساد الكائنات المسافرة في رحلة الوقت، وفي حالة مختلفة تتلوى خطوط وبقع في أجواء سديمية يتخللها الوشم، العلامات والرموز يحيطها الأسود بأرقامه المتعددة في تكوينات تبدو مبعثرة للوهلة الأولى وما أن تمعن النظر حتى تتجمع في تدفقات لونية متتالية لتصبح نصا بصريا يحمل الكثير من القيم والمعاني التي تنضح بها ذاكرة مثقفة واعية للمحيط وممتلئة بشاعرة اللحظة العابرة التي ترصد كل ما يمر على مهل.
تلك الأرضيات المهترئة التي تظهر على استحياء ما هي إلا نداءات خفية ومعلنة عن مضي الزمن وتلاحق الأسئلة بكل إصرار في معنى الكون بدون الخير، الحب والجمال موسومة بعناوين كأنها تساؤلات بدون أي انتظار لإجابات : أحوال الشمس، أقنعة، وشم، علامات، ذاكرة الرمل، حيرة، رقصة، عودة آخر الليل، آلم … كل هذا يجتمع على أسطح خشبية مخدوشة لطالما أكد الفنان على أنها تمتلك هذا النداء الخفي المعلن وما علينا إلا أن نتودد إليها عسى أن نظفر ولو بشرف التجربة.
دفاتر التدوين عنده هي قصص عابرة، ورسم الرسم وإعادة أشكاله بصيغ جديد تؤكد المعنى وتضفي عليه خطوط تتغنى بأصوات بالغة الرهافة والرقة في وئام دائم بين الاسكتش واللوحة تكون متنقلة سهلة العرض في متناول الجميع بين أياد الشعراء والمثقفين لتزيد مخيلتهم خصوبة وتدفق وربما لتفسح المجال لصناعة نص أو قصيدة جديدة قادمة .
تخرج الفنان فيصل تاج السر من القاهرة بكالوريوس علوم جيولوجيا وأقام العديد من المعارض في القاهرة و بورسودان أهمها في كافيه سيزاريا بالقاهرة , يقيم ويعمل بالسودان, ببورسودان.
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي وكاتب من ليبيا
2013.06.16
تعليقات
إرسال تعليق