بالناصية .../ محمد علي سعيد


بالناصية .../ محمد علي سعيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يكْسِرون الأذانَ فهل كسَروا صلوات السّماء ، و هل كسروا قِبلةً هي كلّ الجهاتِ ، فأنّى تُولّي فثَمّةَ ذاك الأذانُ ، و ما ارْتدَّ طَرْفٌ ، و لا هبّت النّسماتُ ، و لا وُلِدَتْ نجمةٌ دون ذاك الأذان بها ، ذا الأذان الذي يكْسِرونَ/ ، لكُمْ ما لكُم و لنا وطنٌ فاخْرُجوا من دمانا اخرجوا من رؤانا اخرجوا من هوانا اخرجوا من فَضَانا اخرجوا من قُرانا ، اخرجوا من كتاب السّياسة و الحُكْم فينا ،اخرجوا من جميع الكتابِ ، دَعُونا ، فنحْن هنا مُذْ تَخَلَّقَ وقتٌ و طاب تُرابٌ و هيّأَ للعيش ربٌّ مكانا لنا ، هو نحن هنا ، فاخْرجوا و دَعونا / امْنعوا كلّ شيء عساكم تكونون لكنّكم تُقْهَرونَ ، ظَلَمْتُمْ أيا ظُلمة الظّلُمات جميع الذي من حياة يجيءُ ، ظَلَمْتُم أيا ظُلْمة الأرض كلّ نبيٍّ و كلّ صغيرٍ و كلّ شعوب النّقاءِ على كلّ أرضٍ و جِئْتُم كما لَوَّنَ الجُدَرِيُّ الوجوهَ ، كما انْتَشَرَتْ حُمَّياتُ الوباءْ ...
يَكْسِرون الأذان فقلتُ استبيحوا دمي أوّلا ، ذا دمي لم يكن لِيُباحَ هو المستحيلُ ، هو المستحيل من المنع ذاتي و نفيُ النّهارِ/استبيحوا دمي أوّلا ، حينها تعرفون إذا وردةٌ مَزَّقَتْ سِتْرها كيف تَذْوُونَ ، تصبِح كلّ الجلاء بها ناصرا أو مريدا ، و كلّ حجاب بها فاعلا أو شهيدا ، و تُصبح ساكنة البرّ و البحر و الرّيح و السّرّ و النّور حتّى الظّلام و كلّ الذي لا يُقال و كلّ الحروف ورودا و ساحرة من فيوض الهُيام الذي من لظانا تَشَكَّلَ فينا و حامَ ، كَأنّي به من سماءٍ تُعيد السّماءَ و من لَهَجٍ بالغُيوبِ يُغازلها قِبْلَةٌ و انتماءً و من حاضرٍ يُصبح الكونُ فيه مآذن مُشْرَعَةٌ بالأذانِ/ غدا لا يكون سوى صوتنا ، و غدا لا يقوم سوى أن نكون به أو يكون بنا ، كيف لي أن أُبادِرَهُ بالسّؤال انتهى في كفوف الحَجرْ : جاء من غَرَقٍ ، جاء من فَرَقٍ ، جاء من أرضه ، في غضون التّفاصيل حين اسْتَوَتْ بالمكان الذي أَهَّلَ العشق مُذْ خَطَرَتْ فِتْنَةٌ في السّهول و فاضتْ تَلابيبُها بالجوار المُكَدّسِ في مُغْمَضاتِ القصيدة بين الجناح و سِرِّ العُبور و باب الفُتوح و قَطْر النَّدى ، حبنما وقَفَ القلبُ و انتظرَتْ نبْضةٌ من قضايا البلاد رجوعِ الهوى أو خطاب الجسدْ . حينما أرَّقَ العابرون جدارا يُغيلُ الرّؤى أو يَحُدُّ الأبدْ . لم أجِدْ أنّني كنتُ غيري و كان البَلَدْ : جُزءَ ذاتي ، و كان الزّمانُ بكلّ الحدود قَسيمَ صفاتي ، و كان الذي خارج الوقت داري يدي و الصّغارْ . و كان الذي داخل الوقت داري يدي و الصّغارْ .
يمنعون الأذانَ/ المسيح/ و بيت النبوّة/و البرَّ و البحرَ و الطّائرات و حتّى السّماء و لكنّهم يُقْهرون بأوّل برٍّ و أوّل بحرٍ و أوّل طفل سيولد من رحم الشّمس ، حتما بكلّ الذي يعرفون و لايعرفون همو يُقهرونْ ..
*****************************
محمّدعلي سعيد 02-02-2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)