الباحث !!! ، الفنان التشكيلي عبد الحليم سلامي.
للفنان والكاتب المعروف أجان فرومونتان والفنان التشكيلي اتيان ديني (الحاج نصر الدين ديني) مجموعة من الألوان المختارة لأعمالهما تكاد تكون من رصدهم تحليل اشعة الضوء بالجزيئات المائية التي كونت حزمة قوس قزح على شكل نصف حزام مصدر ومرجع كل الفنانين التشكيليين مروضي الألوان بتفانيهم العلمي الكيميائي والفيزيائي قبل تمييع تكوين باقي الفنانين لاحقا بما وفر لهم منها بالأسواق تحت الطلب، بـثمن لا يقدر عليه الا من هو ميسور الأحوال ، تختلف هذه الأسعار من لون لآخر بعدد النجوم التي يوسم بها كل لون ويرتفع السعر بارتفاع عدد النجوم على كل جعبة لهذه الألوان الجاهزة.
موقع الفنان عبد الحليم سلامي بعمق الصحراء الجزائرية بمدخوله المادي الذي لا يسمح له نهائيا ان يتعاطى مثل هذه الأمور ولا هو مخير حتى.. انسان بسيط جدا في حياته ومحيطه ولا يعرف لمثل هذه الأسواق طريقا سوى الطريق المؤدي لمادة المعادن، الخشب وبعض الأصباغ الترابية، منها ما هو مستحضر من نباتات ومنها ما هو مستحضر من أكاسيد المعادن وأخرى من حرق بعض المواد الطبيعية لاستخلاص صمغها وفحمها بالطرق التقليدية التي تمكنه كذاك من استخلاص ما يسمى بالقطران المركز.
من حظ الفنان أيضا ان الجنوب الجزائري مفتوح على تجارب افريقية لاستحضار الألوان المحبذة في المناطق الصحراوية يشتركون فيها مثل ما يشتركون معهم بالثقافة الافريقية للزنوج جنوب الجزائر، جنوب عين صالح، تمنراست واليزي.
بهذه العادات والمعدات المكتسبة أب عن جد وبهذه المعارف الأمازيغية الإسلامية والثقافة الافريقية والعربية تميز الفنان الباحث عبد الحليم سلامي عن غيره من فناني شمال الجزائر أبناء المدارس والأسوق الأوربية والعالمية المحدودين بما هو جاهز ومشترك بينهم وبين فناني الغرب.
لا يحتاج الفنان سلامي عبد الحليم لمثل هذا الا نادرا.. الا عند الضرورة القصوى، مجبور أن يكون عبد الحليم سلامي متكئا على عصا تجارب السابقين المطعمة بتجاربه الشخصية حسب متطلبات واحتياجات ما يروق للمعاصرين ابداعيا..
سطح اللوح الخشبي المصقول بوشم اللون ، صفائح الألومينيوم بالحفر منقوش يتظافر الكل معا راسما بصمة الفنان المشعة غالبا باللون النيلي الأزرق التي يتخللها من حين لأخر طابعه الهندسي الموريسكي المرصع بوجوه معاناة الانسان الصحراوي وبعض من أفراحه.
للفنان عبد الحليم سلامي ابجدية تشكيلية خاصة به باتت وأصبحت اليوم مصدر الهام ومرجعا لكثير من الفنانين منهم الفنان مداني محمد الأمين والفنان زبيلة مفتاح..
ان لم أبالغ، الفنان عبد الحليم سلامي يعد بداية تأسيس مدرسة تشكيلية إبداعية مغاربية افريقية، قد لا أختلف بنسبة عالية مع من لهم اطلاع مغاربي تشكيلي مؤسس بالمقارنة مع ما يحبك بساحة مغربنا الكبير وبالساحة الإبداعية بالعالم العربي.
للفنان الباحث المحترم عبد الحليم سلامي سمعة طيبة، متداولة على الأقل بين مبدعي الجزائر، معظم أعماله أعمال متحفية بامتياز ولسان حال الثقافة التشكيلية لمغربنا الافريقي الكبير، تتفرد وتتميز أعماله بما ذكرنا ووصفنا في كل المعارض الجماعية المقامة وطنيا أو دوليا ..للفنان عدة مشاركات بالداخل والخارج بمعرض فردية وجماعية وله من الجوائز ما صنفه المكرم باستمرار.
يعتبر الفنان عبد الحليم سلامي سفير مبدعي ومثقفي الصحراء الجزائري مثله مثل الموسيقار المؤلف عله صاحب النوتة الارتجالية الصحراوية المتمردة.. هنيئا للصحراء وهنيئا للجزائر والمغرب الكبير به وبما يمثله..
- بوكرش محمد
مرصد مبدعي العرب بمحراب التشكيل تيبازة الجزائر 29/10/217
شكرا للفنان الراقي والجميل على تواضعه وعلى مده يد المساعدة لنقدم لكم بعض ما يفي بغرض التواصل معكم للتعريف بجديد أعماله وعض من أعماله السابقة
بوكرش محمد في خدمتكم
تعليقات
إرسال تعليق