الفنان كانسان ..بين المطرقة والسندان !!!






الفنان كانسان ..بين المطرقة والسندان !!!

نزولا الى نفوذ الحب على اختلاف مفاهيمة وممارساته بعدة مسميات وأساليب.. مقابل ذلك لا يحقق الا الفواجع والتصدعات ما لم نمارسه في حدوده الإنسانية كفعل ورد فعل بما يليق بالأطراف كغذاء روحي عن قرب أو عن بعد كرابط بالذوبان كعامل مشترك بين الطرفين أو مجموعة الأطراف محافظا على نسب المسافات الوجودية المكملة والبناءة.

جميل أن تحب وجميل أن تحب (بضم التاء) لكن المحافظة على ذلك لا يكون الا بما يزيد فيه، من الصعب أن يتجسد ذلك ، ومن الصعب أن يستمر، ما لم يحقق بعدة عوامل مشتركة متوفرة مسبقا في بناء شخصيتين على الأقل،  ليتم الانسجام اوتوماتيكيا بسلاسة وتلقائيا،  بغير هذا مفهوم الحب محكوم عليه بالإعدام المؤبد.

الفنان كانسان لا يمكنه بأية حال أن يستمر ويتجدد في غياب معطيات تقرب اكثر مما تفرق وبالتالي محكوم عليه بأن يمر بين مطرقة وسندان، محكوم عليه بأن يكون، وأن يتجدد ويستمر.. أن يقاوم في محيط همه الوحيد مادي وتسلط ، حب الذات حب التملك حب الشكليات والمظاهر اللهث وراء كل بريق.. متنكرا للطبيعة وما جادت به من جماليات صنعت كل ما هو خالد في تاريخ الابداع بعيدا عن التدليس والتزييف والتمويه والخداع..

للمادة الحية المتوفرة لديه ( للفنان ) تمرد،  يزداد بزيادة جهله لها وقلة معرفته بمكوناتها والدوافع التي جعلت من تركيبتها ما يستعصى ويستمر..
لذا من الغير ممكن احتواء الحي كمادة بين يديه، ما لم يمر المبدع بعمليات التجريب،  التي من خلالها يتم تكييف الفعل من هنا ورد الفعل من هناك في نقطة تلائم الطرفين بالشكل الذي يخدم فيه الطرف الأول الطرف الثاني والعكس صحيح.

ما لم يعرف المبدع هذا، يكون بذلك قد فقد صفة المبدع، صفة المكون والموزع  بالتركيب بالنسب الملائمة لبعضها البعض بحقوق تضمن البقاء والسفر للكل معا عبر الزمن وبالتالي يكون بذلك قد فقد لقب الفنان بين شيئيات تصادم، تطاحن وتضارب، يكون قد فقد بذلك نفسه وسقط السقوط الحر..
وبالتالي جاءت المقولة بما معناه : حب لغيرك ما تحبه لنفسك.. لا حب ولا وصول اليه وللبيان ما لم تمر بين المطرقة والسندان.

بوكرش محمد 05/11/2017


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح