الباحث فوزي زيتونة وداره بنابل تونس.. !!! / بوكرش محمد
من برنامج الفنانة سارة بن عيسى وملتقى جمعيتها جمعية الفنانات المغاربيات بطبعته الخامسة من 17الى 21 /11/2017 رحلة ثقافية سياحية لدار الزيتونة ولصابها الباحث فوزي زيتونة باحث في التراث التونسي التشكيلي الخزفي والمعماري..
بعد سنين من الدراسة في عمق الثقافة المادية والغير مادية التونسية استرجع الباحث فوزي زيتونة منزل أجداده وهي من المعمار الإسلامي الأمزيغي القديم في حالة مزرية رثة على شكل ما يشبه الخرابة.. بعد سنوات من العمل والتنقيب اعتمادا على مرجعيات صور الديار والعصر الذي بنيت فيه، بدأ الباحث زيتونة فوزي بصيانة ما تبقى منها قائما مع ترميم ما كان مرشحا للانهيار وبناء الجوانب التي انهارت من جديد محترما الطابع الهندسي الموجود..
الباحث فوزي زيتونة انقذ البيت بالشكل الذي يسترجع من خلاله فضاء وسكن أهله من الأجداد كما كان ، إضافة الى ذلك تصميم وإنجاز الأثاث الذي كان متداولا أيام بناء ذلك النوع من الديار من الخشب الملون والمطلي بألوان عرف بها الأثاث التقليدي التونسي قديما مطعمة برسومات نباتية مزهرة وأشكال هندسية وزخرفية بسيطة ببساطة ساكنيها..
للباحث والمثقف الأستاذ فوزي زيتونة معدات معاصرة كالتلفزة وأشياء أخرى متطورة من احتياجات حياته اليوم ، لكن عرف كيف يخفيها لئلا توثر على إيقاع وتوزيع المعدات القديمة التي عرفت بها العمارة التونسية، لو لم ينبها لاكتشافها ورؤيتها ما كنا أن نراها لتلتقطها عدساتنا أثناء الزيارة وهي معدات غائبة حاضرة في حياة وبيت الباحث الفنان المثقف الحديثة ان تركها مكشوفة تخل بتوازن الصورة وتصبح لوثة في مظهر ومنظر طالما هزنا الحنين اليه وتمني العيش فيه ورؤيته مباشرة..
ما أذكى الباحث في جمع هذه المعدات بين ما كان للأمس وما هو لليوم بطريقة جد موفقة لا يزعج حاضرها ماضيها، الماضي المراد كشفه بيانيا كما يريد الباحث فوزي على حساب الحديث الذي زهقت أنفسنا منه وملته.
ما أجمل من أن يحضر ماضينا بشكله وصورته ولونه المريحة للنفوس والمنعشة للروح..
شكرا أستاذ فوزي زيتونة على استحضار الماضي المادي الثقافي التونسي بالتجسيد الملموس وعلى اتاحة الفرصة لنا لنسافر معك عبر الزمن ونكتشف بذلك العمق الثقافي التونسي بماضيه الذي عشناه واقعا في حاضرنا البائس بشتاتنا المتزايد.
شكرا للفنانة سارة بن عيسى رئيسة جمعية الفنانات المغاربيات التي مكنتنا هي الأخرى بمعارفها واطلاعها على الشخصيات والنماذج المتفردة ثقافة والماما بالمخزون المعرفي الثقافي والفني التونسي.
دمت أستاذة سارة بن عيسى ذخرا لمغربنا الكبير كفنانة وكمثقفة عاملة مثل النملة والنحلة..
https://www.youtube.com/watch?v=V8AnyCb4Jh8&feature=youtu.be
بوكرش محمد المغاربي منستير تونس يوم 26/11/2017
تعليقات
إرسال تعليق