كمال بن شمخ بين غرائب المعمار الحديث وغرائبية اللوحة التشكيلية المعاصرة / بوكرش محمد

كمال بن شمخ بين غرائب المعمار الحديث وغرائبية اللوحة التشكيلية المعاصرة / بوكرش محمد

كما هو معلوم للجميع، أن لا شيء يأتي من عدم ومن فراغ، بل الكل تواجد بتطور وتحول ما هو موجود، على حد قول العالم الكيميائي الفرنسي "لافوازيي"

« Rien ne se perd, rien ne se crée : tout se transforme » (1743-1794)

Antoine Laurent Lavoisier

وبالتالي ذهب الفنان التشكيلي ليستفيد من ذلك بالعمل على بناء وتحديث اللوحة التشكيلية مسايرة لذلك..

وبالتالي وجب عليه أن يتجدد مع الحاصل والزمن ويعيد النظر الجذري في تحديث معارفه بمواصفات متقدمة لا متوقعة وغير منتظرة أسلوبيا وتشكيليا تماشيا ومتطلبات مستقبل الساعة الراهنة وما يتطور فيها بالبناء وتجسيد ذلك، بالملموس كاحتياج قد يكون ضروريا ان لم يكن الزاميا...

والا فقد حكم الفنان على نفسه بالركود والخروج من دائرة النباهة، اليقظة، الصحوة والحضور..

لذا نجد من الفنانين التشكيليين المعنيين بالفضاء الخارجي والداخلي للعمارة على اختلاف تنوع هندستها أمثال الفنان التشكيلي المبدع "كمال بن شمخ" لا يهدأ لهم بال ما دام المعماري والعمارة في تطور وتحول من الناحية التشكيلية الغرائبية والعلمية .. بمواصفات متقدمة لا متوقعة وغير منتظرة ..

من بين أعماله التي بعث لي بصورها مشكورا أراها بمثابة أبجدية يراهن على تجويدها مستقبلا بنفخ أجزاء وتقعير أخرى منها كإضافة الى الملمس لبناء حداثة وعصرنة اللوحة أو المنحوتة التي تتماشى والعمارة الحديثة جدا والغريبة أيضا..

تقدم في هذا التوجه الحديث بمستويات متفاوتة بعض من فنانينا العرب على سبيل المثال بعض من المنجزات الواعدة للفنان السوري آرام خالد الرز والفنانين الجزائريين جمال كحلي والفنان حليم سلامي.

افتخر بهذه البدايات الواعدة على اختلافها واختلاف التفرد والتميز فيها بين فنان وآخر حسب التجارب والالمام باحتياجات العمارة مهما كان تطورها وتحولها الغرائبي هندسيا..

لا يسعني الزمن ولا يذكرني بخير ما لم أحييهم وأقدر جهدهم وأشد على أياديهم في عصر بات فاشلا بما هو مستهلك فيه يتكرر بالتقليد والنسخ..

الصور: من أعمال الفنان الجزائري كمال بن شمخ

بوكرش محمد منستير تونس 01/02/2018