ابداعيا أمين الغرياني بين العقم الفكري والخصوبة الابداعية / بقلم بوكرش محمد













انطلاقا من مقولة العالم الفرنسي لافوازيي القائل بما معناه :لا شيء يخلق لا شيء يضيع بل الكل في تحول.. هذه الجملة الشهيرة له كان لها نفوذا بالغا على كيان المبدعين.

Rien ne se perd, rien ne se crée : tout se transforme ». Cette célèbre phrase d'Antoine Laurent de Lavoisier (1743-1794) a marqué les esprits.



من هذا المخرج والمنفذ .. تسرب أمين الغرياني خريج المعهد العالي للفنون التشكيلية والحرفية بصفاقس الى العالم العلمي الفني..بينما يعلق المعظم نتيجة التسطح وقلة المرونة معدومي الذكاء وفاقدي روح النباهة والحضور..
أمين الغرياني متميز بفطنة حب المعرفة والاطلاع وتكونت له ما يشبه الشهية المفرطة صعبة المقاومة ، وجدناه تخطى الحواجز وذللها رغم صعوبتها، وما أكثرها في البلدان المتخلفة على جميع الأصعدة..
تشترك تونس و دول مغربنا الكبير في هذا بعدة عوامل مشتركة ساهمت من قريب ومن بعيد في طمس المواهب واهمالها وعرقلتها عمدا وبغير ذلك للجهل المتفشي في تركيبة الأنظمة وسوء التسيير وقلة المتابعة، هذا ان كانت غير معدومة أصلا..
أمين الغرياني كيان غير عادي من بين فلتات الزمان المتحولة.. التي يمن الله وطبيعة الأشياء بها من حين لآخر على البشرية جمعاء لتكون لها عونا في السراء والضراء..أمثاله مثل قيمة النفائس المادية الأخرى أورانيوم، غاز، بترول، ذهب، أحجار كريمة وطاقة شمسية..هل تعي تونس والوطن المغاربي هذا؟.
هل جامعاتنا ومعاهدنا العليا والوصاية عليها مؤهلة بالكفاءة لاحتضان مثل هذه الفلتات برعايتها..؟
مع الأسف الشديد لا...أمين الغرياني ضحية شهواته وشهيته المفرطة التي لا حدود لها حبا في المعرفة والعلم لن يدخر جهدا بل استثمر في كل ما عنده، شق البحر ..تلقفته الأيادي النظيفة والأمينة ليس حبا فيه كما يعتقد الجميع بل حبا في الثروة والمؤهلات التي يمتلكها كمكسب من السهل ان يطالها كل من يوفر له شروط الطريق لذلك عكس باقي الثروات التي ذكرناها صعبة المنال الا بمصاريف خيالية ..
اين أنظمة مغربنا الكبير من كل هذا؟.
هل نحن في حالة سوية؟.

 مر أمين الغرياني من هنا الى الضفة الأخرى ليفتك الاعتراف بجدارته وكان له ذلك..




أحب تونس ومغربنا الكبير، نعم..هل أحبته تونس والمغرب الكبير؟، واذا افترضنا ذلك؟.
كيف؟..


بوكرش محمد منستير 27/03/2018
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة:

المخترع المبدع أمين الغرياني متحصل علي شهادة الدكتوراه من جامعة جون جوراس الفرنسية بتولوز
صاحب براءة الإختراع في الألوان البيولوجية و في الحبر المخصص لشحن خراطيش الطباعة من مادة الفيتورة ( بقايا الزيتون ).
حاليا أستاذ بالمعهد العالي للفنون و الحرف بصفاقس
اختير وعين عضوا في لجان التحكيم لمسابقة الجائزة الكبر ايفل للتجديد..







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح