فوز الفنان التشكيلي علي رشيد بجائزة فرنسية.. الجمال ما زال مُمكن



"قاب قوسين" 



فوز الفنان التشكيلي علي رشيد بجائزة فرنسية.. الجمال ما زال مُمكن

فاز الفنان التشكيلي العراقي والمقيم في هولندا علي رشيد  بالجائزة الأولى في في السمبوزيوم الدولي " باول ريكارد " في فرنسا . حيث شارك العديد من الفنانين  من فرنسا ، لوكسمبورغ ، بولندا ، انكلترا . وقد وجدت لجنة التحكيم  في تجربة الفنان خصوصية في طريقة تعامله مع المفردة البصرية، وسعيه للاختزال من خلال بناء أكثر من سطح إيهامي في اللوحة لتكريس سعة بصرية تشكل سطحا ظاهرا وسطوحا مخفية ، ولتحييد مفهوم المركز وبهذا يجعل المتلقي يتفاعل ذهنيا، وينساق لكم البحث عن الأثر في هذه السطوح وتحرير بلاغتها مادياً ودلالياً .
يشتغل الفنان علي رشيد على اللون الواحد وهارمونيته ، ولذلك يطغى اللون الأبيض وثنائيته على أغلب أعماله ، مع إحالات لألوان مستترة تتفاعل مع الفضاء غير المثقل بالأشكال أو الكتل . فضاء منحته العناصر البصرية الزاهدة والمرمزة جدلية المتحول والثابت . لقد تطرق لتجربته العديد من النقاد والمهتمين حيث كتب الناقد  السوري صالح الرزوق عن تجربة الفنان وختم فلسفته في العمل بالقول : إن علي رشيد ( كما قال هابرماز ) لم يهتم بحرية ذاتية تتحقق في المجتمع، ولكن بحرية تعود للحق العام ضمن سيرورة لثقافة تفكير. وهي نفسها ثقافة الأفراد التي تندمج بوجوه الروح المطلقة والروح الموضوعية. وهكذا استطاعت روحه أن تتحرر من الصفات الطبيعية المسؤولة عن قراءة تقليدية لواقع المحاكاة .
أما الناقد العراقي فاروق يوسف فيشير إلى تجربة الفنان بالقول : أعتقد ان رساما من نوع علي رشيد وهو سليل رسامين كبار مثل الاسباني تابيث والأميركي سي تومبلي في إمكانه أن يقدم لنا الجواب الذي يفصح عن علاقة عظيمة بالمعنى المطلق للرسم. وهو المعنى الذي لا يستغني عن الجمال، في أكثر لحظات تداعيه قسوة. يبقينا علي رشيد على الأقل في زمن الرسم، هناك حيث ما زال الجمال مُمكناً. ما زالت الصورة وهي في أشد لحظات تجلياتها، ممكنة هي الأخرى. مع رسومه يكون لفعل النظر معنى يفارق التشبيه الذهني، بكل ما يحمله ذلك التشبيه من معادلات فكرية .
ولد الفنان علي رشيد في كربلاء - العراق ، وتخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد ، وأكمل دراسته في الأكاديمية الملكية في لاهاي - هولندا ، ثم الدراسات العليا في الفن والعمارة بكل من أكاديمية تلبرغ - هولندا ، وليستر - انكلترا ، وغرناطة - اسبانيا . أقام وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية وفي دول عدة منها العراق ، المغرب ، مصر ، ليبيا ، قطر ، دبي ، المانيا ، هولندا ، النرويج ، اسبانيا ، ايطاليا ، اليابان ، فلندا ، فرنسا ، الولايات المتحدة . يشرف على تحرير مجلة "إلى" الالكترونية التي تعنى بالفن المعاصر والكتابة الجديدة ، وتصدر بأربع لغات هي العربية، والهولندية، والانكليزية ، والاسبانية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح