إستِفتاء السِّلم والمُصالحة الوطنيَّة يقسِم آراء المبدعين / صبرينة كركوبة
البعض إعتبره خطوة جريئة للجزائر وآخرون قالوا أنَّه “مُفبرك”
إستِفتاء السِّلم والمُصالحة الوطنيَّة يقسِم آراء المبدعين
إستِفتاء السِّلم والمُصالحة الوطنيَّة يقسِم آراء المبدعين
الأحداث : صبرينة كركوبة
تفـــــــــاوتت وُجهات النَّظر للمبدعين الجزائريِّين حول
إستفتاء السِّلم والمصالحة الوطنيَّة، والذِّي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في خطابه بقصر الأمم منذ عشر سنوات وعرضه في 29 سبتمبر 2005، على الشعب للفصل فيه حـــيث إعتبـــــــــره بعض المبدعين خطوة جريئة وضعــــت حدّا لمــــأساة، كانت ستودي ببلد وشعب، في حين قــــــــــــــال البعض الآخر أنَّه سيناريو مُفبرك أســـــاء للجزائر وشعبهــــــــــــــا أكثر ممَّا نفعها وخدم مصالح أعدائها...
وفي هذا السياق وفي تصريح لـ”الأحداث” أبرز مدير المسرح الجهوي بقسنطينة محمَّد زتيلي أنَّه بفضل الوئام والمصالحة تحقَّقت التَّنمية، حيث وجدت الجزائر نفسها عشيَّة الخامس من أكتوبر ثمانية وثمانين في حالة إنهيار كامل لنظامها السِّياسي الحاكم نتيجة إنفجار تناقضات متتالية متداخلة سياسية واقتصادية داخلية، استحكمت قبضتها كأخطبوط عملاق إستطاع أن يسقطها وأن يعبث بها، فلم تتمكَّن من الفكاك منه بسبب تداخلات المؤامرات والتواطؤات الداخلية والتَّعنت السِّياسي وممارسة سياسة القبضة الحديدية ورفض الآخر واستصغار كل التَّحذيرات وجميع النِّداءات بضرورة الإنفتاح والتَّفتح السِّياسي والإقتصادي، فضلا عن التَّغيرات الجذريَّة العميقة التِّي حدثت في المحيط الخارجي الدُّولي خاصَّةً انهيار المعسكر الشَّرقي واختياره منهج “الغلاسنوست” وإعادة بناء نفسه من الدَّاخل وفق إختيارات منطلقة من حقائق ونتائج علميَّة مدروسة بعيدا عن المزايدات وسياسة النَّعامة التِّي فضَّل الخطاب السياسي الجزائري وقت ذاك أن يرهن نفسه داخل قوقعته، هذه القوقعة التِّي ظهرت هشاشتها في الخامس من أكتوبر بمجرَّد هزَّة متوسِّطة القوَّة على السِّلم السَّياسي.
ومنذ ذلك التَّاريخ دخلت الجزائر في أزمة حقيقيّة لم تقدر الأطراف الَّسِّياسية أن ترسم معالم واضحة لحلٍّ مقنع لجميع الأطراف، فضلا عن الأطراف الجديدة التِّي قفزت إلى السَّطح دون أن تكون طرفا في الصِّراع رأت بفعل أيدي خارجية أنَّ الفرصة سانحة لكي تطرح نفسها طرفا في الأزمة والنِّزاع وفي الحلِّ في وقت واحد. وهو ما أدَّى إلى أن ينتهي بالأزمة إلى سيلان الدَّم في الشَّوارع وظهور العنف اللَّفظي وجرائم القتل ثمَّ الجريمة المنظَّمة ثمَّ الإرهاب الدَّموي.
ولم ينس الجزائريُّون يضيف محمد زتيلي ما جرى خلال عشريَّة دمويَّة كاملة انتهت بفضل مبادرات ذات عمق وحنكة وشجاعة دعَّمت مسعى الجيش الوطني الشَّعبي وكلّ الأجهزة الأمنيَّة، وإستطاع برنامج الوئام المدني ثمّ قوانين وتدابير المصالحة الوطنيَّة أن تقنع الأطراف الضَّالة بالعودة إلى الدَّائرة الوطنيَّة، وهما البرنامجان اللّذان أقنعا الشَّعب وكلّ المؤسَّسات وأخرجا البلد من الدَّائرة المغلقة داخليًّا وخارجيًّا، وهذا ما سمح بالإنتقال إلى التَّنمية وإنجاز مختلف البرامِج التِّي ما كان لها أن تتحقَّق لولا تكريس الأمن.
من جهته قال الشَّاعر رابح ظريف لـ”الأحداث” أنَّ تجربة المصالحة الوطنيَّة تجربة شجاعة، إنَّها مغامرة حقيقيَّة في ذلك الوقت، وبعد عشر سنوات من هذا الحدث السِّياسي الهامّ نقف اليوم على نتائج على قدر كبير من الاهمية.. لعلّ أهم نتيجة هي وضع حدّ للمأساة الوطنيَّة.. وقطع الطَّريق على المزايدين والمتاجرين بالثَّوابت الوطنيَّة وعلى رأسها الإسلام، من المهمّ أن نوضِّح أنَّ الشَّعب الذّي صوَّت بالأغلبيَّة المطلقة لصالح هذا القانون كان على قدر كبير من المسؤوليَّة في تلك المرحلة.. الأكيد أنَّ اختياره يجب أن يُحترم، فقط لديَّ رأي في موضوع رجال العشريَّة السَّوداء خصوصا تشكيلات الحرس البلدي والمقاومين، فعلى الدَّولة أن تتكفّل باحتياجاتهم وتوفِّر لهم المكانة الاجتماعيَّة اللاَّئقة لأنَّهم كانوا في الصُّفوف الأولى لمقاومة همجيّة الارهابيّين، كما أدعو الجهات المعنية إلى تسمية بعض مؤسسات الدَّولة على شهداء الواجب الوطني من مختلف التَّشكيلات الأمنيَّة والعسكريَّة دون نسيان رجال الحرس البلدي والباتريوت...
في سياق آخر إنتقد الرِّوائي أبو العبَّاس برحايل مشروع السِّلم والمصالحة؛ حيث قال: أذكر أنَّ أحداث أكتوبر لم تكن قط شعبية، وإنّ جناحا من النِّظام فبرك تلك الأحداث وورَّط الأمَّة في مسار سياسي عابث من خلال فسح المجال لتوجُّه سياسي لم ينضج... وكان الفرنسيُّون يتهيّأون لإزاحة جبهة التَّحرير من الحكم من أجل الاستيلاء على السُّلطة؛ لكنّ الانتخابات خيّبت طموحاتهم ولوَّحت بها بعيدا فهيَّجوا السَّاحة السِّياسية وبثُّوا الكراهيَّة، وخرج تيَّار اللاَّوعي السَّاكن في باطن الشَّعب يعطي صوته لتلك القوَّة اللاَّواعية الباطنية المضمرة في أحشائه.. دفاعا عن وجوده التَّاريخي؛ ولأنَّها قوَّة لا واعية لم تفهم قطّ ذلك الاختيار الشَّعبي واندفعت تقتل الصَّديق قبل العدو.. وأذكر بطريقة ما ذلك الجناح الذِّي أثار أحداث أكتوبر في وجه جبهة التَّحرير؛ وتأسَّست قوى دمويَّة تقتل من غير رحمة... وقد أدرك الرَّئيس المخلص تلك اللًّعبة القذرة فانسحب من السّلطة بعد أن حاول فكّ فتيل القتل بقانون الرَّحمة... لكنّ الآلة كانت ما زالت لم تحقِق أهدافها... إنَّ مجيء بوتفليقة حسب تعبير ابوالعباس برحايل “لم يكن خالصا لوجه الوطن؛ وإنَّما كان لتقديم تنازلات للتّيار الفرنسفوني ولذلك قدَّم لهم مرسوما سريًّا غير قابل للنَّشر يجمِّد قانون استعمال اللُّغة العربيَّة، وقدَّم لهم لجنة ابن زاغو التِّي عاثت فسادا في التَّربية... وأخيرا عيِّن على رأس وزارة التَّربية وزيرة تجهل العربيَّة جملة وتدعو للتَّدريس بالدَّارجة” فالمصالحة الوطنيَّة إذن كانت كما يضيف برحايل “لصالح حزب فرنسا وحقّق مكتسبات لم يحلم بها، وهو على وشك تحطيم الدَّولة الوطنيَّة نهائيَاً، إذا استمرَّت آلته في العمل...” أمَّا القتل فقد خفَّ ولكنَّه لم يتوقَّف قطّ وخلايا الدَّمويين بالتَّأكيد مازالت قائمة ويكفي أن زعيم إحدى منظَّمات القتل قد عقد جامعتها الصَّيفية في جبال مستغانم؛ فعن أيِّ سلم وعن أي مصالحة يتحدّثون..؟
وهاجم الفنَّان التَّشكيلي والنّحات العالمي محمد بوكرش قائلا: “إن موضوع السِّلم والمصالحة الوطنيَّة موضوع مفبرك من طرف النِّظام، الشَّعب الجزائري بعد الاستقلال مباشرة وجد نفسه بأيادي غير أمينة، يد يغلب عليها الغرور والتآمر ضدَّ كلّ من كان وطنيًّا وضحَّى بالغالي والثَّمين.. راح ضحيَّتها كبار قادة الثَّورة وضبَّاطها الشُّرفاء، ورجعت الجزائر ثانيا إلى قبضة مسَّت الأخضر وأضرمت النَّار في اليابس باسم الديمقراطية، رجعت إلى قبضة فرنسا من جديد، وحُبِك بالمناسبة سيناريو قصَّة العشر سنوات الحمراء...“ حُبكت قصَّة العدو “وهو الشَّعب حاربوه” بكلّ الطُّرق والوسائل ونُكِّل به إلى أن أنهكوه.. واليوم باسم السِّلم والمصالحة، التَّزوير تفرّدوا به... وبالتاَّلي لا سلم ولا مصالحة تبدو في أفق مسدود تتحكَّم فيه الشّكارة وأصحاب المصالح الضّيِقة والأيادي الأجنبيَّة وأعني فرنسا بالتَّحديد...
وقال المخرج المسرحي جمال قرمي أصبحت الجزائر اليوم نموذجا في تسوية الأزمات الامنية سلميا دون أي تدخل أجنبي، في ظل التوتر الأمني والإقليمي الذي تعيشه بعض الدول، حيث ساهمت الجزائر من خلال تجربة المصالحة الوطنية في ترويج هذه الأخيرة كفكرة إلى الدول المتضررة أمنيا، رغم أن الميثاق لم يعالج المشكلة من جذورها ولم يرس دعائم مصالحة حقيقية بين الجزائريين، رغم أنه وضع حدا لمرحلة التدهور الأمني، الذي عصف بالبلاد على مدار عشرية كاملة وتسبب في مقتل الابرياء وخسائر مادية جسيمة. لا بديل عن المصالحة الوطنية خيارا لكل الجزائريين، “حتى وإن كانت هذه المصالحة مرة، لكننا قلنا نعم، لأن الجزائر هي أمنا وليس لدينا بديل عنها”.
الجزائريون استفادوا من الدرس ولن يفرطوا في نعمة الأمن.
تفـــــــــاوتت وُجهات النَّظر للمبدعين الجزائريِّين حول
إستفتاء السِّلم والمصالحة الوطنيَّة، والذِّي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في خطابه بقصر الأمم منذ عشر سنوات وعرضه في 29 سبتمبر 2005، على الشعب للفصل فيه حـــيث إعتبـــــــــره بعض المبدعين خطوة جريئة وضعــــت حدّا لمــــأساة، كانت ستودي ببلد وشعب، في حين قــــــــــــــال البعض الآخر أنَّه سيناريو مُفبرك أســـــاء للجزائر وشعبهــــــــــــــا أكثر ممَّا نفعها وخدم مصالح أعدائها...
وفي هذا السياق وفي تصريح لـ”الأحداث” أبرز مدير المسرح الجهوي بقسنطينة محمَّد زتيلي أنَّه بفضل الوئام والمصالحة تحقَّقت التَّنمية، حيث وجدت الجزائر نفسها عشيَّة الخامس من أكتوبر ثمانية وثمانين في حالة إنهيار كامل لنظامها السِّياسي الحاكم نتيجة إنفجار تناقضات متتالية متداخلة سياسية واقتصادية داخلية، استحكمت قبضتها كأخطبوط عملاق إستطاع أن يسقطها وأن يعبث بها، فلم تتمكَّن من الفكاك منه بسبب تداخلات المؤامرات والتواطؤات الداخلية والتَّعنت السِّياسي وممارسة سياسة القبضة الحديدية ورفض الآخر واستصغار كل التَّحذيرات وجميع النِّداءات بضرورة الإنفتاح والتَّفتح السِّياسي والإقتصادي، فضلا عن التَّغيرات الجذريَّة العميقة التِّي حدثت في المحيط الخارجي الدُّولي خاصَّةً انهيار المعسكر الشَّرقي واختياره منهج “الغلاسنوست” وإعادة بناء نفسه من الدَّاخل وفق إختيارات منطلقة من حقائق ونتائج علميَّة مدروسة بعيدا عن المزايدات وسياسة النَّعامة التِّي فضَّل الخطاب السياسي الجزائري وقت ذاك أن يرهن نفسه داخل قوقعته، هذه القوقعة التِّي ظهرت هشاشتها في الخامس من أكتوبر بمجرَّد هزَّة متوسِّطة القوَّة على السِّلم السَّياسي.
ومنذ ذلك التَّاريخ دخلت الجزائر في أزمة حقيقيّة لم تقدر الأطراف الَّسِّياسية أن ترسم معالم واضحة لحلٍّ مقنع لجميع الأطراف، فضلا عن الأطراف الجديدة التِّي قفزت إلى السَّطح دون أن تكون طرفا في الصِّراع رأت بفعل أيدي خارجية أنَّ الفرصة سانحة لكي تطرح نفسها طرفا في الأزمة والنِّزاع وفي الحلِّ في وقت واحد. وهو ما أدَّى إلى أن ينتهي بالأزمة إلى سيلان الدَّم في الشَّوارع وظهور العنف اللَّفظي وجرائم القتل ثمَّ الجريمة المنظَّمة ثمَّ الإرهاب الدَّموي.
ولم ينس الجزائريُّون يضيف محمد زتيلي ما جرى خلال عشريَّة دمويَّة كاملة انتهت بفضل مبادرات ذات عمق وحنكة وشجاعة دعَّمت مسعى الجيش الوطني الشَّعبي وكلّ الأجهزة الأمنيَّة، وإستطاع برنامج الوئام المدني ثمّ قوانين وتدابير المصالحة الوطنيَّة أن تقنع الأطراف الضَّالة بالعودة إلى الدَّائرة الوطنيَّة، وهما البرنامجان اللّذان أقنعا الشَّعب وكلّ المؤسَّسات وأخرجا البلد من الدَّائرة المغلقة داخليًّا وخارجيًّا، وهذا ما سمح بالإنتقال إلى التَّنمية وإنجاز مختلف البرامِج التِّي ما كان لها أن تتحقَّق لولا تكريس الأمن.
من جهته قال الشَّاعر رابح ظريف لـ”الأحداث” أنَّ تجربة المصالحة الوطنيَّة تجربة شجاعة، إنَّها مغامرة حقيقيَّة في ذلك الوقت، وبعد عشر سنوات من هذا الحدث السِّياسي الهامّ نقف اليوم على نتائج على قدر كبير من الاهمية.. لعلّ أهم نتيجة هي وضع حدّ للمأساة الوطنيَّة.. وقطع الطَّريق على المزايدين والمتاجرين بالثَّوابت الوطنيَّة وعلى رأسها الإسلام، من المهمّ أن نوضِّح أنَّ الشَّعب الذّي صوَّت بالأغلبيَّة المطلقة لصالح هذا القانون كان على قدر كبير من المسؤوليَّة في تلك المرحلة.. الأكيد أنَّ اختياره يجب أن يُحترم، فقط لديَّ رأي في موضوع رجال العشريَّة السَّوداء خصوصا تشكيلات الحرس البلدي والمقاومين، فعلى الدَّولة أن تتكفّل باحتياجاتهم وتوفِّر لهم المكانة الاجتماعيَّة اللاَّئقة لأنَّهم كانوا في الصُّفوف الأولى لمقاومة همجيّة الارهابيّين، كما أدعو الجهات المعنية إلى تسمية بعض مؤسسات الدَّولة على شهداء الواجب الوطني من مختلف التَّشكيلات الأمنيَّة والعسكريَّة دون نسيان رجال الحرس البلدي والباتريوت...
في سياق آخر إنتقد الرِّوائي أبو العبَّاس برحايل مشروع السِّلم والمصالحة؛ حيث قال: أذكر أنَّ أحداث أكتوبر لم تكن قط شعبية، وإنّ جناحا من النِّظام فبرك تلك الأحداث وورَّط الأمَّة في مسار سياسي عابث من خلال فسح المجال لتوجُّه سياسي لم ينضج... وكان الفرنسيُّون يتهيّأون لإزاحة جبهة التَّحرير من الحكم من أجل الاستيلاء على السُّلطة؛ لكنّ الانتخابات خيّبت طموحاتهم ولوَّحت بها بعيدا فهيَّجوا السَّاحة السِّياسية وبثُّوا الكراهيَّة، وخرج تيَّار اللاَّوعي السَّاكن في باطن الشَّعب يعطي صوته لتلك القوَّة اللاَّواعية الباطنية المضمرة في أحشائه.. دفاعا عن وجوده التَّاريخي؛ ولأنَّها قوَّة لا واعية لم تفهم قطّ ذلك الاختيار الشَّعبي واندفعت تقتل الصَّديق قبل العدو.. وأذكر بطريقة ما ذلك الجناح الذِّي أثار أحداث أكتوبر في وجه جبهة التَّحرير؛ وتأسَّست قوى دمويَّة تقتل من غير رحمة... وقد أدرك الرَّئيس المخلص تلك اللًّعبة القذرة فانسحب من السّلطة بعد أن حاول فكّ فتيل القتل بقانون الرَّحمة... لكنّ الآلة كانت ما زالت لم تحقِق أهدافها... إنَّ مجيء بوتفليقة حسب تعبير ابوالعباس برحايل “لم يكن خالصا لوجه الوطن؛ وإنَّما كان لتقديم تنازلات للتّيار الفرنسفوني ولذلك قدَّم لهم مرسوما سريًّا غير قابل للنَّشر يجمِّد قانون استعمال اللُّغة العربيَّة، وقدَّم لهم لجنة ابن زاغو التِّي عاثت فسادا في التَّربية... وأخيرا عيِّن على رأس وزارة التَّربية وزيرة تجهل العربيَّة جملة وتدعو للتَّدريس بالدَّارجة” فالمصالحة الوطنيَّة إذن كانت كما يضيف برحايل “لصالح حزب فرنسا وحقّق مكتسبات لم يحلم بها، وهو على وشك تحطيم الدَّولة الوطنيَّة نهائيَاً، إذا استمرَّت آلته في العمل...” أمَّا القتل فقد خفَّ ولكنَّه لم يتوقَّف قطّ وخلايا الدَّمويين بالتَّأكيد مازالت قائمة ويكفي أن زعيم إحدى منظَّمات القتل قد عقد جامعتها الصَّيفية في جبال مستغانم؛ فعن أيِّ سلم وعن أي مصالحة يتحدّثون..؟
وهاجم الفنَّان التَّشكيلي والنّحات العالمي محمد بوكرش قائلا: “إن موضوع السِّلم والمصالحة الوطنيَّة موضوع مفبرك من طرف النِّظام، الشَّعب الجزائري بعد الاستقلال مباشرة وجد نفسه بأيادي غير أمينة، يد يغلب عليها الغرور والتآمر ضدَّ كلّ من كان وطنيًّا وضحَّى بالغالي والثَّمين.. راح ضحيَّتها كبار قادة الثَّورة وضبَّاطها الشُّرفاء، ورجعت الجزائر ثانيا إلى قبضة مسَّت الأخضر وأضرمت النَّار في اليابس باسم الديمقراطية، رجعت إلى قبضة فرنسا من جديد، وحُبِك بالمناسبة سيناريو قصَّة العشر سنوات الحمراء...“ حُبكت قصَّة العدو “وهو الشَّعب حاربوه” بكلّ الطُّرق والوسائل ونُكِّل به إلى أن أنهكوه.. واليوم باسم السِّلم والمصالحة، التَّزوير تفرّدوا به... وبالتاَّلي لا سلم ولا مصالحة تبدو في أفق مسدود تتحكَّم فيه الشّكارة وأصحاب المصالح الضّيِقة والأيادي الأجنبيَّة وأعني فرنسا بالتَّحديد...
وقال المخرج المسرحي جمال قرمي أصبحت الجزائر اليوم نموذجا في تسوية الأزمات الامنية سلميا دون أي تدخل أجنبي، في ظل التوتر الأمني والإقليمي الذي تعيشه بعض الدول، حيث ساهمت الجزائر من خلال تجربة المصالحة الوطنية في ترويج هذه الأخيرة كفكرة إلى الدول المتضررة أمنيا، رغم أن الميثاق لم يعالج المشكلة من جذورها ولم يرس دعائم مصالحة حقيقية بين الجزائريين، رغم أنه وضع حدا لمرحلة التدهور الأمني، الذي عصف بالبلاد على مدار عشرية كاملة وتسبب في مقتل الابرياء وخسائر مادية جسيمة. لا بديل عن المصالحة الوطنية خيارا لكل الجزائريين، “حتى وإن كانت هذه المصالحة مرة، لكننا قلنا نعم، لأن الجزائر هي أمنا وليس لدينا بديل عنها”.
الجزائريون استفادوا من الدرس ولن يفرطوا في نعمة الأمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع
http://www.elahdath.net/national/4630-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D9%90%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%90%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D9%8A%D9%82%D8%B3%D9%90%D9%85-%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D9%8A%D9%86
تعليقات
إرسال تعليق