إن النبي لم يرحل ...! / سها جلال جودت



إن النبي لم يرحل ...!


سها جلال جودت


تفاجئني النبوءات دائماً
بحدوث ما لا يحدث
تتصادم موسيقى العمر
أمامي
وخلفي
والمطر يغسلني بدمع الروح
وكما تكون الفاصلة في سيرة ذاتي
يكون النبي حاضراً
يزف لي بشرى
النجاة

وثمة بردٌ يغطيني
لا تلمني إن قلت :
إن النبي لم يرحل ..!

غير مرة تكررت فجائعي
كأني لم أخلق وعلى وجهي ابتسامة!
البكاء كان ظلي
وظلي البكاء

كانت الأنوثة
حريقي
هل احترق كلي
والمطر يغسلني
والبرد يغطيني؟

أتوجس من احتمالاتي الخائبة
يعاقبني سؤالي عن النبي
أتخيله عائداً من السماء
يعيد أبجدية النور
تسخر مني احتمالاتي
ويزداد حريقي وذوباني

تتأرجح احتمالاتي
بين الممكن واللاممكن
بين رماد الراحلين
وصمت المكفنيين الذين
أصبحوا مكفوفين

يا الله...
لماذا تشعل في داخلي فتنة السؤال
عن عودة النبي ؟
أنا أعرف أن النبي لا يبكي مثلي!!
وأن الرؤى بعضها للتفسير آية
والآخر انغمس في الدموع

حين اقتربت من النور كثيراً
ذاب بعض ظلي
وبعضه الآخر، أو ماتبقى منه
توحد في الخشوع

ولم تزل تلك النبوءات
تتوالى
لتخمد أصوات الفجائع
وذلك الأزرق الناري
يناورني
يخاتلني
يدخل في ظلي
بين انطواء الليل
وفرجة النهار

لا تلمني إن قلت:
إن النبي لم يرحل
رغم المشيب
وطعم البكاء

حيث أكون
أو تكون
يكون النبي حاضراً
إن النبي لم يرحل
لم يرحل
26/5/ 2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي