الفنانة التشكيلية سميرة أمزغار والأزرق الجريح: الجسد في مواجهة الانتفاء / واسيني الأعرج
الأزرق الجريح
الجسد في مواجهة الانتفاء
واسيني الأعرج
لا
أدري ما إذا كانت الصدفة هي السبب، أم أن خيمياء سرية بين شخصين اشتغلت بعمق
وجعلتنا نتعارف في النهاية؟ عندما حدثني صديقي المترجم والكاتب الإيطالي
فرانشيسكو، عنها في باريس، لم تكن لدي أية فكرة عن أعمالها ومنجزها الفني، ربما كان هذا نقيصة فيّ وليس في الفنانة، بسبب
انغماسي الكلي، منذ فترة غير وجيزة، في الكتابة الروائية التي سرقت كل وقتي. أصبحت
لا أحضر المعارض الفنية إلا في حالات نادرة، مع أني كنت من الذين يركضون
وراءها، ويتشمم عطر ألوانها، مستجيبا
للدعوات الكثيرة ومنها معارض الأصدقاء وابنتي ريما من ضمنها. لكني منذ انغماسي في
مشاريع الكتابة الروائية، لم أعد أرى إلا
ما ينجزه أناس قليلون.
الصورة
التي قدمها لي صديقي فرانشيسكو، صاحب الذائقة الفنية الراقية، عن سميرة أمغار، من أجل التقديم للكاتالوغ الذي
كانت تنوي إنجازه، كانت ساحرة إلى درجة بدأت أفكر في السبل التي تجعلني أتعرف على
منجز هذه الفنانة التي اختارت العيش في عمق حركة الألوان ولهيبها، والعمل على
موضوعة الجسد الغائب، في مختلف تحولاته، داخل اقتصاد مذهل من الألوان والتشكيلات،
اختارته سميرة عن سبق إصرار. الصور التي بعثتها لي عن طريق البريد الإلكتروني
أكّدت لدي هذا اليقين، وهذه الرغبة الكبيرة للذهاب نحو منجزها الفني المثقل
بالهموم الإنسانية الذي تحكم جوهره مختلف الهشاشات التي تخترق الإنسان في الصميم،
وتجعله محل اختبار. وعندما التقيت بالفنانة لأول مرة في طنجة، التغت الصورة
الافتراضية، وحضر الإنسان لحما ودما، لم يخب ظني أبدا. استمعت إليها وهي ترسم
وتلون بالكلمات، تجربتها الفنية وداخلها المليء بالنور والحب، على الرغم من حياة
صعبة يخترقها الفقدان والخوف وفقدان المعنى.
يومها
رأيت طفلة، معاندة لكسورات الحياة ولخللها الذي ينعكس على البشر بأشكال شديدة
القسوة. وعرفت أيضا أن هذه الطفلة التي تخترق من حين محياها ابتسامات هاربة لا
تثبت على وضع أبدا، كانت تحمل في أعماقها شيئا شديدة القسوة ليس من البشر ولكن من
النظام الذي بنيت عليه الحياة، الذي تحده نقطتان: الحياة والموت.
مثل
كل الفنانين الذين اجتازوا محن الحياة وجعلوا من فنهم رصيدا إنسانيا غنيا، تعكس
لوحات سميرة هذا البحث المستميت عن الفحوى الغائب ولكن العميق للأشياء الذي قليلا
ما نصل إليه. الأشكال الهيكلية العظمية التي تتكرر في معظم لوحاتها، لا تشبه
الأشكال التقليدية، على الرغم من الاستعارات المصاحبة لذلك التي اختارتها الفنانة
للدلالة على عملية الإفناء، لكن ذلك لم يكن إلا الشكل الخارجي لجوهر ترفض سميرة أن
يتبدد. الألوان الجوهرية التي تخترق
الهياكل العظمية، تعطيها المعنى والحياة وتخرجها عن كونها مجرد هياكل ميتة. الموت
نفسه ينتفي داخل الأزرق المتمادي الذي لا تحده حدودا، بما في ذلك الجسد الذي نشأ
في أعماقه وتشكل به من جديد. وهذه يمكننا أن نقول إنها نزعة عند الفنانة سميرة
والمرتبطة بعدم الاستسلام لمنطقي الموت والإفناء وإلا يفقد الفن معناه كوسيط لبث
الحياة في الأشياء التي نخرها الموت من داخلها. صحيح أن الهيكل المليء عميقا
بالزرقة قد لا يمكنه الهرب من فكرة الموت، من حيث المعنى الخارجي التبسيطي الذي
يقود نحو تراجيدية التلاشي والذوبان، ولكن يقود أيضا نحو مبهم لا سلطان للإنسان
عليه. الجديد مع الفنانة سميرة أمغار أن كل شيء يتحرك تحت لمسات ريشتها واقلامها:
الأفكار التيمات، الأشكال، الأجسام، الهياكل، مغادرا أمكنته الأصلية باتجاه ما
يمنحها الحياة حتى ولو كان المبهم هو المنتهى، خالقا في مساراته معاني جديدة
للحياة.
وهذا التأرجح بين خطي الموت والحياة يتداخلان في الجسد الواحد فلا ندري
أين يبدأ الأول وأين ينتهي الثاني. تنتقل بمكتشف معرضها وزواره، من أقصى الصمت
والغياب إلى أسمى درجات التأمل العميق. ولا يهمها إذا خلفت وراءها تساؤلات
وألغازا، مثل الأنجم المحروقة التي تترك وراءها رمادا وغبارا وعرسا من الألوان
التي لا حدود لتشكلاتها الكثيرة كالشلالات الضوئية، من الأزرق المتدرج حتى التلاشي
في عمق البياض، إلى الأحمر المتماهي مع الأشكال التي يخترق أعماقها مثل دم
الشرايين ويمنحها حياة غير منتظرة. من الأكثر عمقا إلى الأكثر تلاشيان، أي من
اليقين المطلق إلى اللامنتهي. وكأن سميرة
تتحرر نهائيا ليس فقط من صلابة الهيكل العظمي ولكن أيضا من اللون ولا تحتفظ إلا
بالجوهر الذي يتحدد من خلال جسد يقاوم عملية الإفناء المفروضة عليه في العزلة
الكلية، وكأن الفنانة بألوانها تسكن جرعة من الحياة في الموت، فيتحرك كل شيء
متعاليا على فعل وجودي، أي الموت، لا شيء
يقاومه إلا الفن. الفن هو الفعل اأوحد الذي لا يقبل النظام الوجودي على صورته
المفروضة على الكائن الحي. كأن سميرة في جهودها ومساعيها الفنية، وسفرها الداخلي
في اللامتناهي، تبحث عن الجوهر ولا يهمها مطلقا إذا لم تجده. فهي ترفض إفناءات الموت التي يمرّ عبرها الكائن
الحي ضمن قدرية تكاد أن تتحول إلى مسلمة لولا قوة الفن في رهاناته العالية.
في
عرضها الحي الذي أطلقت عليها اسم فيرتيبرا، يرتسم بشكل جلي، تتابع
الأشكال الدائرية المفصولة عن بعضها البعض، التي تتحول شيئا فشيئا، إلى شكل لولبي
يحيل مرة أخرى إلى الفقرات، ومنها اشتق اسم العرض فيتيبرا، وبالتالي إلى
الهيكل العظمي. ولكن في الوقت نفسه تقود هذه اللولبية إلى الحياة بمبهمها الدائم
وخوفها ومجهولها، لأن الحياة ليست أبدا خطا مستقيما ينطلق من نقطة ويصل إليها في
النهاية. التجزؤ الذي تريسم في هذا العرض
ليس في النهاية إلا حركة الحياة التي تنطلق من الأصغر، نحو الأكبر، وتعود
على إثرها، في دورة لا تتوقف فيها الحياة.
الحركة محتواة داخل الفقرة العظيمية،
لأن بها العصب الجوهري أو خيط الحياة الذي بدونه لا تستطيع الكيانات الفقرية،
ومنها الإنسان أن تتحرك. هي الحياة في حركيتها التي تتجسد فيها مطاطية الوجود
المتهالك، والزمن الذي لا يتوقف. ماذا يساوي الإنسان في النهاية بدون هذا الهيكل
الذي يضمن له الاستمرار، وربما كان هو الوحيد الذي يقاوم الزمن بسلطانه. في الهيكل
يرتسم الزمن بكل جبروته وإخفاقاته أيضا لأن الزمن يمحو، والهيكل يقاوم هذا المحو،
والأزرق الذي يسكنه هو استمرار لشيء خارج عنه، لون السماء والبحر والفجر. استمرار
الحياة بكل اختصار. حتى البياض في أعمال سميرة أمغار، ليس رديفا للموت كما جرت
الدلالات المترسخة فنيا أو الإحالات السميائية، ولا للفناء، ولكنه لمعة هاربة من
الحياة التي تتجلى وتتخفى داخل تلافيف اللون الأزرق في حركية حية تهدف إلى الحد من
سلطان الموت الذي يتربص بالإنسان ليسرق منه أجمل ما يملك وأغلى ما يراهن عليه:
الحياة. حياته أو حياة من يحبن أو الوجود في كليته والآيل إلى الزوال النهائي.
أليس هذا في النهاية محاولة قد تكون يائسة، من الفنانة، لترويض الموت المتربص بكل
واحد منا، ودعوة ليس للحداد ولكن للاستمرار في الحياة كأن الذين ذهبوا هم فينا في
النهاية. الحياة الجميلة تتبطن بالضرورة مخاتلا، إذ في ثانية واحدة يمكننا أن نفقد
أثمن شيء، وأغلى الكائنات. هذا الخط الأزرق الرقيق والهش الذي تغيب فيه الحدود
ويتحول على نسيج داخلي، هو الحياة نفسها التي تمر داخل الهيكل العظمي المسجى،
لتمنحه الحياة كلها، فتتغير حركاته من السكون إلى الحياة.
تستقر سميرة
على تصور خاص للفن الذي يظل وسيلتها في النهاية، المضادة للتسطح، والموت المبرمج.
لا شيء مجاني في الفن. كل شيء يقود نحو منتهى الأشياء أي الحياة التي تنشأ أمام
أعيننا في لوحات سميرة قبل أن تتحلل من جديد حيث تعاد صياغتها من خلال الألوان
واللمسة الساحرة للفنانة ومن عزلتها التي تتماهى مع الصمت الظاهري للأشكال
والهياكل. وهذا ما يجعل التساؤل التالي مشروعا: هل بيت الفنان في النهاية هو
العزلة؟ أي أن سكنه الأبدي هو الصمت. الصمت الذي لا أحد يستطيع أن يمنحه غير
الفنان. سميرة تملك القدرة على قراءة المتخفي وإعطائه صوتا. بوسائطها الفنية
وألوانها، تنزل عميقا في منتهى الأشياء غير المرئي مثل غواص بحري يبحث عن جوهر ما
عليه أن يبحث عنها ليعطي معنى لغطسه. تصل سميرة في رحلتها نحو الجوهر إلى بذرة
الأولى التي تخرج منها لحياة. بل أن الريشة التي تتحرك بهدوء ورشاقة في يد سميرة
لا يزعجها أن تتآلف مؤقتا مع موت له حضوره وطغيانه، حيث تلتقي الأضداد في صيغة
تراجيدية بلا نهاية، بني الإنسان عليها، التي سرعان ما يربكها لون الحياة: الأزرق
والأحمر والأبيض، لا تقود عمليا إلى استحالة انتفاء الأشياء بل إلى حالة الخلود.
من يملك قوة محو ألوان ترسمها السماء؟ من يستطيع أن يسجن أنوار الفجر وهي تخترق
كثافة الغيوم؟ من يمكنه أن يسرق الشمس ليخبئها في بيتهن بعيدا عن الأنظار؟ من هذه
اللمعات الخفية، تصنع سميرة ألوانها وتنشئ عالمها الفني.
من العادي تخلق المستحيل
لونيا وتدفع به إلى التناسل مع الحياة في عز دوارها المدوخ والمانح لعالم ينشأ
خارج العادي والمستقر. وهو ما يذكر بالدوخة الذي تخلفها قراءة رواية الصفر
واللامنتهي لآرثر كستلر التي لا تتيح
فرصة واحدة للتأمل في عالم واقع بين عبث حياة غير مستقرة وموت يخترق الحيطان
السميكة ليصل إلى السجين، وحياة معلقة دائما في الفراغ. تلك العبثية التي لا شيء
فيها يستحق أن نخاف عليه أو منه ونهز له الأكتاف سخرية. كل شيء ينشأ من الجهد
الإيماني بشيء متخفي يجب الوصول إليه. مثل الحالة الصوفية التي تبدأ برغبة كبيرة
في التقرب من المبهم الذي نريده وضوحا، نتقرب منه أكثر. ثم تبدأ الرحلة القاسية
التي تقود نحو هذا المثل قبل التجلي النهائي في شكل لمعة تبرق في عيني الفنان،
يرسم بها أشواقه وداخله الحي قبل أن يصل إلى لحظة اشتهاء عالية، هي التجربة نفسها.
من هنا يتبدى واضحا أن المهم عند سميرة ليست اللوحة، ليس المنجز الذي كان ثمرة
لتعب كبير وسهر بلا حدود، ولكن المسار التي يقطعه الفنان قبل أن يصل إلى منتهى
الأشياء.
تشكيلة متجانسة من الألوان والتيمات، ليست في النهاية إلا خلاصة لجهد
كبير وهو ما يجعل عمل الفنان الأصيل، ليس فقط مميزا ولكن أيضا إنسانيا ومفكرا فيه
بامتياز. اللوحة هي كيان حي وليست مجرد قطعة قماش أو ورقة تنام على حائط أو في
زاوية من زوايا البيت. وهو ما أبعد سميرة في نهاية المطاف عن النزعات المتسرعة
والتبسيطية في الأشكال التي تتعامل معها سميرة بوعي أناقة كبيرين.
في كل
رهاناتها الفنية، تظل سميرة تراوح عتبات الطفولة. لا تقتل الصوت الذي فيها والذي
يرفض أن يكبر. وتتركه على عفويته وسذاجته أيضا، لكنها توقظه لكي يركض ويعبر بحرية،
ويطوح بالألوان من أعماقه وداخله، على الورق أو على اللوحة، راسما آلامه وحنينه
وفقدانه الذي يسكنهن والذي لا ينام إلا ليستيقظ من جدد. فيعلن الطفل الذي في عمق
سميرة عن كل حرائقه الخفية من خلال الفن، تقرا صرخاته من خلال تحولات الأشكال
والألوان. عرض فيرتيبرا في هذا السياق ينم عن شجاعة كبيرة تستحق كل
التقدير. فهي تنتقل من العري إلى التخفي الرمزي، لأن لا أحد يلوم هيكلا عظيما على
عريه، من المقدس إلى صيرورة الحياتي، من العادي إلى الأكثر تعقدا وتشابكا. وهي
بذلك تتجاوز التوصيف الخارجي للفقرات المليئة بالهشاشة الإنسانية إلى ما هو ابعد،
أي الحياة. الحياة تسري داخل الشكل اللولبي من خلال خيارات اللون الأحمر ومفعوله
في الذي يرى ويكتشف. الحركة التي تتجلى من الفقرات المتتابعة ف سلسلة من الحياة،
تعطي لكل الأشكال الجامدة حركية حقيقية. غريزة الحياة أمام الموت لا تظهر بشكل
معلن، لكنها متوغلة في الألوان والتحولات والتنوعات والتشكلات النسيجية، التي تعطي
الانطباع بأن حركة خفية تنام في الأشكال التي تبدو مثبتة مثل الدمى والأشكال
الميتة ولكنها ليست ذلك. سميرة لا تتعامل مع طبيعة ميتة مطلقا. كل طبيعة يظهر فيها الإنسان كقيمة متعالية، فهي
ليست ميتة.
لوحات
الفنانة سميرة أمغار، تجيش بالتفاصيل الصغيرة التي تفرض نفسها على الزائر العابر
أو المتفرس الراغب في المعرفة. تتكون وتتجاور لدرجة أن تصبح حركية، متحولة
باستمرار لا في أشكالها التي لا تستقر على أي يقين بما في ذلك يقين الموت والحياة،
ولكن أيضا في ألوانها وفي لغتها التبليغية التي تريد ان تشرك معها المحب لعملها او
المكتشف له. هذا ما سمح لمنجز سميرة بأن يتحول إلى نشيد للحرية والحياة. الحرية
ليست منجزا منتهيا ولكنها حالة متحولة في الزمن والمكان، يعاد إبداعها وتخيلها
باستمرار. الاقتصاد في الألوان هو شكل من أشكال التواضع أمام حالتي التعالي الموت/
الحياة، حتى خلط هذه الألوان يتم بشكل غير صارخ وببساطة كبيرة تجعل من عملها
ومنجزها الفني شيئا متشاكلا مع الحياة
ومترابطا معها بوثوقية. يعود باستمرار إلى عناصر الحياة المركزية: والطين والنار
وبقية العناصر المختلفة للحياة. توقظ سميرة بعملها هذا ويخياراتها، حاسة الجمهور
المتفرج على أعمالها، فيعيد تأمل هذه العناصر الأولية التي تنشا من ورائها الحياة
بكل عنفها وعنفوانها.
حتى المدارس
الفنية المتعددة، التي تتدخل في محاولاتها ليست إلا لحظات مساعدة تؤنسن العمل
الفني وتعطيه بعدا يتخطى المحلية، ولكنها سرعان ما تخترق نظم هذه المدارس، من أجل
إعادة تشكيل فعلها الحداثي الذي انبنى على
اليقينيات قبل أن يتفكك ليصبح مجرد احتمال. لهذا يمكننا أن نقول بدون الخوف من
الخطأ، إن أعمال سميرة تندرج ضمن مسارات ما بعد الحداثة التي تضع كل ما بدا يقينا
في سياق التساؤل.
في انتسابها
إلى ثقافة الجسد والعمل على أسراره، تخرج سميرة من الكليشيهات الجاهزة، وتسائل
الجسد لا ككتلة عارية معروضة في متحف ميت، ولكن ككيان حي، فتعيد تأكيد حركيته وتشكيل نسيجه، عندما تضعه
بين نقطتي البدء والنهاية، كأنها في صراع مع مطلقين لا حدود لتشكلاتهما المختلفة.
ليست الأشكال الهيكلية في النهاية إلا عناصر حية لجعل هذا المسار الذي قطعته
الفنانة ولوحاتها وعمق تيماتها، مرئيا يحرج المعنى المتداول، ويؤسس لمعنى جديد.
اختارت سميرة
في كل أعمالها التي يتشكل منها هذا المعرض، بما في عروضها مثل فيرتيبرا، أن
تواجه الموت بسلطان اللون للدفع بالمتخيل إلى منتهاه. من يستطيع غير الفنان فعل
ذلك، والذهاب نحو جوهر الأشياء مخترقا سطحها السهل. فهي من خلال حركة اللون وأناها المتخفية عميقا،
تشعرنا بأنها معنية ليس فقط بذاتها، ولكن بالإنسان ومصائره الغامضة. فليس الموت في
النهاية إلا بقايا لون ازرق تماهى حتى تلاشى، لا يخيف أحدا ولن يخيف أبدا.
شكرا سميرة،
فقد أعدت لنا، من خلال تيمة الهيكل العظمي، والموت، وبسلسلة اقتصادية من الألوان،
الإيمان بالحياة بالرغم من الموت المتربص بالإنسان، وأن الجرح الذي ينز دما، يمكنه
أن يتحول إلى جرح أزرق بلون الحياة.
تعليقات
إرسال تعليق