من يوميات فاشلة / الباحثة التونسية صماري دلال تونس

الباحثة التونسية صماري دلال

كان يوما عاديا ركبت سيارة الأجرة باتجاه مدينة صفاقس لاقتناء "عولتي" من القماش المخصص للرسم من البلاد العربي وبعض الأدوات والألوان، بدأت جولتي هائمة من محل لآخر فوجدت نفسي دون أن أشعر داخل محل لبيع اللوحات والمزهريات والأشياء التزويقية، كان المحل يعج بفتيات يرتدين قفزات بيضاء واغطية رأس مختلفة الالوان أغلبها أبيض أيضا مع وجوه تقطر بكريمات مضادة للشمس مع ملابس تبدو شتوية في هذا الطقس الحار هذا هو اللباس المتعارف عليه لدى الفتاة التونسية المقبلة على الزواج، المهم بفضول الفنان التشكيلي بدأت بالسؤال عن الأسعار التي لم تكن رخيصة كما توقعت مقارنة بالمستوى الفني الذي يكاد يكون معدوما بهذه المنتجات المستوردة أغلبها من الصين بخامات اقل يقال عنها تجارية

 قررت أن أسأل إحداهن ما الذي اعجبك بهذا المنتج بالذات؟ وارفقته مباشرة بسؤال اخر لماذا لا تشترين لوحات فنية على قماش حتى أنها أرقى واجمل ولن تكون لدى أحد سواك وأسعارها أقل حتى من هذه؟ اجابتني  لا لا انا أفضل هذه أحب الورود وهذا الطلاء الذي يلمع يعجبني واضفت أليست مزهريات نابل أو جربة الخزفية أجمل وأكثر أصالة من هذه التي تحمل ورود على جنباتها بألوان خشبية مقرفة فاجابتني  "لا لا منحبش هذوكا ملونين برشا كيف حلوى العيد و هذوما يمشولي مع التابلوات ولون الزربية والريدوات"  أيقنت حينها انه لا داعي للحوار الذي بدأته وخرجت من ذلك المحل تاركة عرايس تونس تقتنين بنهم تلك العاهات ومررت بجانب بائع فخار تونسي فيما بعد كان الغبار يلتهم سلعته الجميلة توقفت واقتنيت منه قفص سيدي بوسعيد الأبيض ذو القبة وسألته إلا يشتري التونسي هذه الاشياء؟  فقال فقط الأجانب هذا ما جنته علينا سلع الصين بنتي.

وضعت قفصي في قفتي بعناية وواصلت رحلتي بين العرايس اللواتي يقتنين بنهم سلع الصين من بلادنا العربي.

"يوميات فاشلة"

  * دلال صماري باحثة وسيلة تونسية / 2 سبتمبر 2017

من صور أعمال الباحثة التونسية صماري دلال