على رصيف الاعتراف : - محمد بوكرش الظاهرة التي لن تتكرر بسهولة -/ د.عزيزة شرارد
على رصيف الاعتراف / الدكتورة عزيزة شرارد
- محمد بوكرش الظاهرة التي لن تتكرر بسهولة -
د.عزيزة شرارد
جامعة الجزائر - 2 -
محمد بوكرش أيقونة التشكيل الجزائري ، وحش المنبر بآرائه القوية البناءة المتشربة من أمهات الكتب ومن ثقافات الأمم ، سعى بفضل حبه للفن وميوله للتميز أن يحقق اسما معترفا به عالميا ، التاريخ يشهد لنحات الحمّال و نحات منحوتة الربيع . إنه الفنان والناقد الذي استطاع أن يتبوأ مكانة قيّمة بين الفنانين التشكيليين وبين الأدباء تارة باللون و تارة أخرى بالكلمة ، محمد بوكرش سعة الوعاء الثقافي و قوة اللغة العربية التي تخرج منه سلسة مرنة الأمر الذي يعجز عنه دكاترة الأدب ، محمد بوكرش الظاهرة التي لن تتكرر بسهولة .
1/ نشأته:
في منطقة أولاد سيدي بن عليه دار الشيوخ وتحديدا ولاية -الجلفة – في الجنوب بالسهوب الجزائرية، رأى النور محمد بوكرش عام 1954 م ، وهو تاريخ هام في حياة الجزائر لأنه تاريخ يشهد له العالم بأكمله (ولادة الثور التحريرية الحقيقية). نشأ محمد بوكرش في بيئة بدوية محضة أين يحيط به كل الموروث الثقافي الخالص، فتعود أن يعشق الطبيعة كما هي دون تزويق وتنميق ، وتعلم مع ذلك البساطة المتناهية . انتقل محمد رفقة عائلته إلى تونس أين قضى ما قضى من طفولته لكن حنينه للجزائر ظل يحاصره، خصوصا أنه منحدر من عائلة ثورية وكان مرشحا أن يواصل ما شرع فيه اجداده إن كانت الحرب ستستمر خصوصا أنه الابن البكر لعائلته.
شاءت الأقدار أن تستقل الجزائر ، وأن يرشح محمد بوكرش لمنصب آخر ((محمد بوكرش الفنان التشكيلي )) الذي رفض العيش خارج الوطن ، وأعرض عن كل المغريات حبا في وطنه الذي كان آمن به حدّ النخاع ، فلم يكن ممن حزموا أمتعتهم بعد تخرجهم، بالعكس ظل في الجزائر معربا دوما عن سعادته ها هنا برغم أسفاره إلا أن كل ما يذكره بالجزائر يوقظ فيه حنين الطفل لأمه فيعود محمد بوكرش من جديد لأرضه.
2/التحاقه بمعهد الفنون الجميلة طالبا ثم أستاذا:
التحق عام 1974م بمدرسة الفنون الجميلة أين أثبت بجدارة موهبته وتميزة في مجال التشكيل ، خصوصا بعد التكوين الذي تلقاه على يد ثلة لا يستهان بها في هذا المجال آنذاك أمثال : الفنانة ليلى فرحات ، محمد السعيد شريفي ، شكري مسلي ، علي خوجة ، حسان شياني ، بشير يلس ، المساعد بو العين ، دوني مارتيناز ، آرنو ... وغيرهم ممن صقلوا موهبة محمد بوكرش الشاب الطموح ، الذي تخرج عام 1979م باستحقاق بعد إنجازه لمنحوتة عارية متميزا بها و متأثرا فيها بالفن الغربي .
بعد أن أثبت محمد بوكرش تفوقه استطاع أن يحصد منصب أستاذ لمادة النحت بدءا من عام 1980م ، حيث زاول تلك المهنة عن حب ، وعرف بعلاقته المحترمة والطيبة مع طلبته ، غلب عليه عمله المتفاني وأداءه لواجبه على أكمل وجه.
لم يكن عمل محمد بوكرش منصبا نحو التدريس والتعليم فقط بل اشتغل بالإذاعة الثقافية الجزائرية كمنتج ومنشط حصة "ملتقى الفنون" ما بين الفترة الممتدة من 2000 م إلى 2008 م حيث ترك زخما ثقافيا تسجيليا لا يستهان به ، كما نشط في مجال الكتابة وقد عرفت آراؤه النقدية بالبناءة والصريحة و الجريئة في كثير من الأحيان من خلال ما كان ينشره في مجلات عديدة دونما خوف من أي سلطة أو أي شخص -المبدأ قبل كل شيء- ، نذكر على سبيل المثال ما كان ينشره في : مجلة المثقف ، مجلة مركز النور ، مجلة أصوات الشمال ، مجلة أنباء الأهرام الدولية وغيرها من المجلات التي نشط فيها وكان إضافة قيمة لها على الصعيدين التشكيلي والأدبي وأحيانا تتخطاها إلى الجانب السياسي ، تعزز نشاطه أكثر من خلال مدونته فضاء محراب التشكيل للفنون والأدب التي كان ينشر فيها كل ما يتعلق بالفنانين التشكيليين والأدباء، آخذا على عاتقه مهمة التدوين والأرشفة للأجيال التي تليه إيمانا منه بأنّ الفن رسالة لا حدود لها ، علينا أن نسلم مشعلها للنشء الذي يأتي من بعدنا ليكمل مسيرتنا ويحقق ما كنا نأمل تحقيقه. عرف أيضا بنشاطاته الثقافية وحضوره في الملتقيات المتعددة الوطنية منها والدولية.
3/ بعض التكريمات:
-شهادة تهنئة من رئيس الجمهورية الجزائرية آنذاك الشادلي بن جديد.
-رجل السنة 2004م عن المعهد الأمريكي لدراسة السير.
-تكريم بولاية الجلفة عام 2004م عن الملتقى الوطني للآداب والفنون.
-تكريم بولاية برج بوعريرج عام 2007م بمناسبة إحياء الذكرى الأولى لوفاة الشيخ لطرش
العيد.
-تكريم عام 2009م عن الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب.
-تكريم عام 2010م عن جمعية شعراء الجنة والفنان التشكيلي أحمد ياسين مغناجي.
-تكريم بوادي سوف عام 2011م عن المنظمة الوطنية الطلابية.
-تكريم بقسنطينة عام 2011م من طرف مديرية الثقافة ووالي ولاية قسنطينة شهر التراث آنذاك.
-تكريم بدرع بغداد النموذجي للإبداع عام 2011م.
-تكريم بأدرار عام 2012م من طرف مدير دار الثقافة الكاتب والشاعر عبد الكريم ينينة.
-تكريم بدرع الخيمة النايلية للإبداع عام 2013م بمناسبة مسابقة القنطاس التشكيلي بالجلفة.
-تكريم عام 2014م من طرف مديرية مهرجان محرس الدولي (تونس).
4/ بعض الجوائز:
-الجائزة الكبرى في النحت عام 1979م من تنظيم وزارة المجاهدين.
- أربعة ميداليات ذهبية من سنة 1995م الى1999م في المهرجان الدولي بالمحرس صفاقس (تونس).
-ميدالية فضية عام 1996م بسوق أهراس الجوائر.
-ميدالية ذهبية عام 1997م بمهرجان سبيخة القيروان (تونس).
-ميدالية مخبر الدراسات الفلسفية الأكسيولوجية بجامعة الجزائر -2- عام 2011م.
لقد تذوق محمد بوكرش الذي تخرج عام 1979م منحوتته "العارية" أنجزها بورشة النحت بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بحديقة زرياب ، تذوق طعم عملية التمثيل بالطين وعشق تماثيل البرونز ، تمتع بممارسة عملية الطرق على النحاس كمنحوتات بارزة ببعدين، نحت الخشب وراح يبدع في مجال التشكيل عموما معبرا عن بيئته تارة وتارة أخرى عن رؤاه الفلسفية ، الصوفية ، الوجدانية والتراثية ، كلها اجتمعت في أعمال محمد بوكرش التي تعددت أساليبها وتقنياتها ، وهذا عرض لبعض أعمال محمد بوكرش بدءا من المنحوتة التي تخرج بها وخطا بها خطوات في عالم التشكيل:
جامعة الجزائر - 2 -
محمد بوكرش أيقونة التشكيل الجزائري ، وحش المنبر بآرائه القوية البناءة المتشربة من أمهات الكتب ومن ثقافات الأمم ، سعى بفضل حبه للفن وميوله للتميز أن يحقق اسما معترفا به عالميا ، التاريخ يشهد لنحات الحمّال و نحات منحوتة الربيع . إنه الفنان والناقد الذي استطاع أن يتبوأ مكانة قيّمة بين الفنانين التشكيليين وبين الأدباء تارة باللون و تارة أخرى بالكلمة ، محمد بوكرش سعة الوعاء الثقافي و قوة اللغة العربية التي تخرج منه سلسة مرنة الأمر الذي يعجز عنه دكاترة الأدب ، محمد بوكرش الظاهرة التي لن تتكرر بسهولة .
1/ نشأته:
في منطقة أولاد سيدي بن عليه دار الشيوخ وتحديدا ولاية -الجلفة – في الجنوب بالسهوب الجزائرية، رأى النور محمد بوكرش عام 1954 م ، وهو تاريخ هام في حياة الجزائر لأنه تاريخ يشهد له العالم بأكمله (ولادة الثور التحريرية الحقيقية). نشأ محمد بوكرش في بيئة بدوية محضة أين يحيط به كل الموروث الثقافي الخالص، فتعود أن يعشق الطبيعة كما هي دون تزويق وتنميق ، وتعلم مع ذلك البساطة المتناهية . انتقل محمد رفقة عائلته إلى تونس أين قضى ما قضى من طفولته لكن حنينه للجزائر ظل يحاصره، خصوصا أنه منحدر من عائلة ثورية وكان مرشحا أن يواصل ما شرع فيه اجداده إن كانت الحرب ستستمر خصوصا أنه الابن البكر لعائلته.
شاءت الأقدار أن تستقل الجزائر ، وأن يرشح محمد بوكرش لمنصب آخر ((محمد بوكرش الفنان التشكيلي )) الذي رفض العيش خارج الوطن ، وأعرض عن كل المغريات حبا في وطنه الذي كان آمن به حدّ النخاع ، فلم يكن ممن حزموا أمتعتهم بعد تخرجهم، بالعكس ظل في الجزائر معربا دوما عن سعادته ها هنا برغم أسفاره إلا أن كل ما يذكره بالجزائر يوقظ فيه حنين الطفل لأمه فيعود محمد بوكرش من جديد لأرضه.
2/التحاقه بمعهد الفنون الجميلة طالبا ثم أستاذا:
التحق عام 1974م بمدرسة الفنون الجميلة أين أثبت بجدارة موهبته وتميزة في مجال التشكيل ، خصوصا بعد التكوين الذي تلقاه على يد ثلة لا يستهان بها في هذا المجال آنذاك أمثال : الفنانة ليلى فرحات ، محمد السعيد شريفي ، شكري مسلي ، علي خوجة ، حسان شياني ، بشير يلس ، المساعد بو العين ، دوني مارتيناز ، آرنو ... وغيرهم ممن صقلوا موهبة محمد بوكرش الشاب الطموح ، الذي تخرج عام 1979م باستحقاق بعد إنجازه لمنحوتة عارية متميزا بها و متأثرا فيها بالفن الغربي .
بعد أن أثبت محمد بوكرش تفوقه استطاع أن يحصد منصب أستاذ لمادة النحت بدءا من عام 1980م ، حيث زاول تلك المهنة عن حب ، وعرف بعلاقته المحترمة والطيبة مع طلبته ، غلب عليه عمله المتفاني وأداءه لواجبه على أكمل وجه.
لم يكن عمل محمد بوكرش منصبا نحو التدريس والتعليم فقط بل اشتغل بالإذاعة الثقافية الجزائرية كمنتج ومنشط حصة "ملتقى الفنون" ما بين الفترة الممتدة من 2000 م إلى 2008 م حيث ترك زخما ثقافيا تسجيليا لا يستهان به ، كما نشط في مجال الكتابة وقد عرفت آراؤه النقدية بالبناءة والصريحة و الجريئة في كثير من الأحيان من خلال ما كان ينشره في مجلات عديدة دونما خوف من أي سلطة أو أي شخص -المبدأ قبل كل شيء- ، نذكر على سبيل المثال ما كان ينشره في : مجلة المثقف ، مجلة مركز النور ، مجلة أصوات الشمال ، مجلة أنباء الأهرام الدولية وغيرها من المجلات التي نشط فيها وكان إضافة قيمة لها على الصعيدين التشكيلي والأدبي وأحيانا تتخطاها إلى الجانب السياسي ، تعزز نشاطه أكثر من خلال مدونته فضاء محراب التشكيل للفنون والأدب التي كان ينشر فيها كل ما يتعلق بالفنانين التشكيليين والأدباء، آخذا على عاتقه مهمة التدوين والأرشفة للأجيال التي تليه إيمانا منه بأنّ الفن رسالة لا حدود لها ، علينا أن نسلم مشعلها للنشء الذي يأتي من بعدنا ليكمل مسيرتنا ويحقق ما كنا نأمل تحقيقه. عرف أيضا بنشاطاته الثقافية وحضوره في الملتقيات المتعددة الوطنية منها والدولية.
3/ بعض التكريمات:
-شهادة تهنئة من رئيس الجمهورية الجزائرية آنذاك الشادلي بن جديد.
-رجل السنة 2004م عن المعهد الأمريكي لدراسة السير.
-تكريم بولاية الجلفة عام 2004م عن الملتقى الوطني للآداب والفنون.
-تكريم بولاية برج بوعريرج عام 2007م بمناسبة إحياء الذكرى الأولى لوفاة الشيخ لطرش
العيد.
-تكريم عام 2009م عن الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب.
-تكريم عام 2010م عن جمعية شعراء الجنة والفنان التشكيلي أحمد ياسين مغناجي.
-تكريم بوادي سوف عام 2011م عن المنظمة الوطنية الطلابية.
-تكريم بقسنطينة عام 2011م من طرف مديرية الثقافة ووالي ولاية قسنطينة شهر التراث آنذاك.
-تكريم بدرع بغداد النموذجي للإبداع عام 2011م.
-تكريم بأدرار عام 2012م من طرف مدير دار الثقافة الكاتب والشاعر عبد الكريم ينينة.
-تكريم بدرع الخيمة النايلية للإبداع عام 2013م بمناسبة مسابقة القنطاس التشكيلي بالجلفة.
-تكريم عام 2014م من طرف مديرية مهرجان محرس الدولي (تونس).
4/ بعض الجوائز:
-الجائزة الكبرى في النحت عام 1979م من تنظيم وزارة المجاهدين.
- أربعة ميداليات ذهبية من سنة 1995م الى1999م في المهرجان الدولي بالمحرس صفاقس (تونس).
-ميدالية فضية عام 1996م بسوق أهراس الجوائر.
-ميدالية ذهبية عام 1997م بمهرجان سبيخة القيروان (تونس).
-ميدالية مخبر الدراسات الفلسفية الأكسيولوجية بجامعة الجزائر -2- عام 2011م.
لقد تذوق محمد بوكرش الذي تخرج عام 1979م منحوتته "العارية" أنجزها بورشة النحت بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بحديقة زرياب ، تذوق طعم عملية التمثيل بالطين وعشق تماثيل البرونز ، تمتع بممارسة عملية الطرق على النحاس كمنحوتات بارزة ببعدين، نحت الخشب وراح يبدع في مجال التشكيل عموما معبرا عن بيئته تارة وتارة أخرى عن رؤاه الفلسفية ، الصوفية ، الوجدانية والتراثية ، كلها اجتمعت في أعمال محمد بوكرش التي تعددت أساليبها وتقنياتها ، وهذا عرض لبعض أعمال محمد بوكرش بدءا من المنحوتة التي تخرج بها وخطا بها خطوات في عالم التشكيل:
1/ محمد بوكرش واللوحة:
2/ محمد بوكرش والمنحوتة:
من منجزات النحات محمد بوكرش أيضا منحوتة الربيع رخام أبيض من 11 متر مكعب لفائدة أكبر متحف عالمي للنحت "متحف شانقشون بالصين الشعبية التي وقعها صائفة سنة 2000م:
3/محمد بوكرش والبورتريه:
وضع أيضا محمد بوكرش لمسات بورتريهاتية لبعض الوجود الفنية ، مع أن البورتريهات التي رسمها نسبية لكن هذا ما جعلها تكتسب ميزة أخرى تحسب لأعماله ، من بينها بورتريه:
4/ محاضرة محمد بوكرش عن الرسم الصحيح للأرقام الاسلامية المغاربية الغبارية وكيفية اختراعها:
تعتبر محاضرة محمد بوكرش الموسومة بــ : الرسم الصحيح للأرقام الاسلامية المغاربية الغبارية وكيفية اختراعها ، عمل بحثي تنقيبي بامتياز إذ سعى من خلاله الأستاذ محمد بوكرش إلى التصحيح يعني الرسم بالشكل الذي يتضح من خلاله كل رقم شكلا ومضمونا بعدد زوايا كل واحد منها كفضاءات تتسع لمضامين مختلفة حسب التقدير الوظيفي، وفي الوقت نفسه كانت من الأشياء المتغافل عنها تشكيليا كأحد المخترعات الابداعية المعبرة على المختصر المفيد في عالم البحوث والتنقيب التشكيلي التأسيسي لمفهوم البيان والتبيين بما قل ودل، الشيء المفقود في عالم رسمها الذي عرفت به ويتداولها الناس عن جهل وعدم معرفة ودراية عربيا وعالميا دون الالتفات والتطرق لذلك، ولا حتى مجرد الانتباه للأمر.
لأهمية المحاضرة التي ألقاها الأستاذة على الطلبة وتعد الأولى من نوعها التي تناولت هذا الموضوع بحيثياته نشرت في المجلة المحكمة "جماليات" التابعة لجامعة مستغانم والمعنية بالآداب والفنون. وبالتالي تعد لبنة صرحة في مجال البحث ، ويمكن الإقرار بأن هذا أعظم ما قدمه الأستاذ بوكرش في تاريخه البحث والتنقيب الفني التشكيلي الإبداعي ، لذلك "الرسم الصحيح للأرقام المغاربية الاسلامية الغبارية وكيفية اختراعها" هي ذروة نجاح الفنان والناقد محمد بوكرش لأنه الوحيد الذي تجرأ على إعادة رسم تلك الأرقام وفقا لما يرد لها الاعتبار فنيا، ثقافيا ، علميا وتشكيليا ، ولم يلق أي معارضة أو نقدا موجها ايجابيا أو سلبيا لما قام به سواء من قبل المفكرين والعارفين أو من قبل الفنانين ؛ ما يدل حقيقة على عبقرية محمد بوكرش الظاهرة التي لن تتكرر بسهولة لأنه الرجل العبقري الذي جمع بين الفن والأدب ، وهو المثقف الحقيقي الذي قرأ وطالع وجادل وناقش وبحث ونقب وحقق ما لم يحقق من قبل غيره .
فوقفة تقدير وعرفان لمجهودات هذا المثقف الذي سعى في سبيل خدمة الفن بكل إنسانية متجردا من الماديات مترفعا عنها ، مكتفيا بما كتب له من هذه الحياة دون طمع في الشكر أوجشع ولهث وراء مناصب ونفوذ.
تعتبر محاضرة محمد بوكرش الموسومة بــ : الرسم الصحيح للأرقام الاسلامية المغاربية الغبارية وكيفية اختراعها ، عمل بحثي تنقيبي بامتياز إذ سعى من خلاله الأستاذ محمد بوكرش إلى التصحيح يعني الرسم بالشكل الذي يتضح من خلاله كل رقم شكلا ومضمونا بعدد زوايا كل واحد منها كفضاءات تتسع لمضامين مختلفة حسب التقدير الوظيفي، وفي الوقت نفسه كانت من الأشياء المتغافل عنها تشكيليا كأحد المخترعات الابداعية المعبرة على المختصر المفيد في عالم البحوث والتنقيب التشكيلي التأسيسي لمفهوم البيان والتبيين بما قل ودل، الشيء المفقود في عالم رسمها الذي عرفت به ويتداولها الناس عن جهل وعدم معرفة ودراية عربيا وعالميا دون الالتفات والتطرق لذلك، ولا حتى مجرد الانتباه للأمر.
لأهمية المحاضرة التي ألقاها الأستاذة على الطلبة وتعد الأولى من نوعها التي تناولت هذا الموضوع بحيثياته نشرت في المجلة المحكمة "جماليات" التابعة لجامعة مستغانم والمعنية بالآداب والفنون. وبالتالي تعد لبنة صرحة في مجال البحث ، ويمكن الإقرار بأن هذا أعظم ما قدمه الأستاذ بوكرش في تاريخه البحث والتنقيب الفني التشكيلي الإبداعي ، لذلك "الرسم الصحيح للأرقام المغاربية الاسلامية الغبارية وكيفية اختراعها" هي ذروة نجاح الفنان والناقد محمد بوكرش لأنه الوحيد الذي تجرأ على إعادة رسم تلك الأرقام وفقا لما يرد لها الاعتبار فنيا، ثقافيا ، علميا وتشكيليا ، ولم يلق أي معارضة أو نقدا موجها ايجابيا أو سلبيا لما قام به سواء من قبل المفكرين والعارفين أو من قبل الفنانين ؛ ما يدل حقيقة على عبقرية محمد بوكرش الظاهرة التي لن تتكرر بسهولة لأنه الرجل العبقري الذي جمع بين الفن والأدب ، وهو المثقف الحقيقي الذي قرأ وطالع وجادل وناقش وبحث ونقب وحقق ما لم يحقق من قبل غيره .
فوقفة تقدير وعرفان لمجهودات هذا المثقف الذي سعى في سبيل خدمة الفن بكل إنسانية متجردا من الماديات مترفعا عنها ، مكتفيا بما كتب له من هذه الحياة دون طمع في الشكر أوجشع ولهث وراء مناصب ونفوذ.
عزيزة شرارد
شظنى
ردحذف