في نفس المكان / الشاعر صلاح الدين مرزوقي
في نفس المكان
الشاعر صلاح الدين مرزوقي
ذات صباح والناس هائمة في فوضى السوق..يشترون ويبيعون أوهامهم ، إنبعث صوت كان قريبا من فم السوق وكان ممزوجا بالبكاء، فهرول إليه الناس من كل حدب و صوب ، لا لإنقاذه ولكن لرؤيته والتلذذ من طعم أوجاعه فأكثر الناس عندنا يهرولون لأتفه الأشياء وأمرها، أظنه فضولا ماسخا يتسلط علينا ..وحين وصلوا إلى عين المكان وجدوا شابا غليظ المنكبين أطول من بغل بقليل وكان لسانه خارج وجهه مثل ثعبان برمائي خائف يجري في كل إتجاه.. كان المشهد مؤلما مؤلما وهو يصيح والناس من حوله يتلذذون . .ويردد و يقول خذ هذه أيضا وهذه وهذه... والشيخ يصرخ وصوته مبلل بالحسرة زدني زدني. .فاحتار الناس في أمره وهم يتلذذون ..وبعد ما أرادوا إنقاذه من جنون هذا الشاب
إلتفت إليهم ووجهه محمر كقمر أعارته الشمس غروبها وقال: أتركوه أتركوه ..
فاحتار الجمع أكثر في أمره، ثم سألوه ولم يا شيخنا ، ألا تراه هائجا منهالا عليك ضربا كأنه كلب أصيب بالكلب ؟.. فقال وصوته يلفه الحزن، دعوه دعوه فأنا أيضا ضربت والدي يوما وفي نفس المكان
تعليقات
إرسال تعليق