جرّةُ قلمٍ واحدة / سوزان سامي جميل- كندا



جرّةُ قلمٍ واحدة
 
سوزان سامي جميل- كندا

رغبة مني بأن يخرج كل العفن من نفسي سأكتب، سألجأ لحاسوبي الطيب وأسخّرهُ ليُسقط ما أخزنه في ذاتي ليسخَر مني ومن خيالي. أفتقدتك ياذا الجنون الليلكي أو الأحمر أو اللا لون له، لا أدري لمَ أصفه بلون معين؟ ماذا لو لم يكن له لون ولا طعم ولا رائحة؟ اذن فهو ماء! كبف يكون ماء وهو من طين لكنه معجون بالماء، هذا هراء، إنه ليس هذا أو ذاك إنه شئ آخر سميك المشاعر وثخين الخيال، نعم مشاعره سميكة كالصوف في دفئها وخياله ثخين لا يخترقه غير التصور العميق والتحليق لفضاءات تائهة. إنه يهذي أحيانا بقدوم فكرة تتبختر على ناصية وهمه البليد، يدور حول نفسه في دائرة لا يزيد قطرها على مليمتر، ياللغرابة! انه يسير، يبكي، يستغيث بتمائم غجرية ضحكت منه وهربت بدولاراته البلهاء. لا ، الدولارات ليست بلهاء، بل مستخدموها هم البُلَهاء. إيها الأبله النتن لا تتحرك، قف لأقصَّ لك أظافرك وشعرك المجعد بقمله ورائحته. قلت لك مراراً أن تنزع هذا القرف الذي يتلبسك فأبيت، من تكون لتفرحك هذه الاحباطات الولاّدة؟ ها؟ اصمت واتخذ لنفسك تلك الزاوية المقيتة في غرف الضياع، أو خذ تلك الخراف المبتسمة لترعى عند تلّ الأسود، يالخيبتي فيك. دعوتك لتأتيني وتحتضن كل آلام المفاصل التي حيّرت أطبائي، تعال وسيكون لك منها نصيب. ابتلعْ قرصاً كبيراً فيه شفاؤنا وشقاؤنا كلنا، يا أبتِ انقسم الدود الى قسمين فأكلتُ منه القسم الأكبر، لم يبق لي منه إلا خرقاً بالية نامتْ على أجساد أطفال جياع. يكرهني بودّ ذلك الشيخ الشبق. يريدني كلي ولا يتنازل حتى عن ظلّي الذي تركني قبل أيام أواجه لصوصاً سرقوا مني عظامي. ما أردته رحل بغباء الجماعة وما لا أريده باق ينتظر مني إشارة فهل أومئ له بها؟ آه يا رأسي، انه الصداع الألي الذي يكتنز تحت جلدي ويوخزني بإبر دامية. اعتقيني ياشوارع الأرض الخصبة، سيعودون الآن ليحملوك ضرعاً كبيراً مملوءاً بالزيتون والتين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح