حوار مع الناشطة الشبابية وعضو مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا الآنسة نارين متيني/ حسين أحمد



حوار مع الناشطة الشبابية وعضو مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا الآنسة نارين متيني/ حسين أحمد



نارين إحدى الفتيات الكورديات الجريئات اللواتي كسرن حاجز الخوف وخرجن إلى ساحات النضال وهن تشاركن في الثورة وتنادين بإسقاط النظام الاستبدادي القمعي الشوفيني جنباً إلى جنب مع أخوتهم الشباب في النضال والثورة ,لا بل كانوا أحياناً في طليعة المظاهرات الشعبية العارمة ولا يهبن من النتائج القادمة ولتؤكدن للماجدات اللواتي شاركن وقدمن التضحيات في ثورات تونس,ومصر,وليبيا,واليمن, وبأننا كورديات ماجدات سوريات ونحن في مسافة واحدة معكم و لإدراكنا مفاهيم الثورة بكل جوانبها ,ولنا فيها مثلكن كلمة وموقف . هذه هي نارين المرأة الشجاعة الثورية , الفاضلة ... ومعها هذا الحوار .

س- هل الموقف الكوردي " العام " مؤيد للثورة السورية - واقصد الحركة السياسية الكوردية .ولماذا القيادة السياسية الكوردية برمتها غائبة عن الساحة مع احترامنا لاربيل أن قضيتنا لا تحل الا في ديارنا . ماذا تقولين أنت كمسؤولة سياسية كوردية .
ج- ان الشعب الكردي يؤيد الثورة السورية ، ويسعى من كل بد لتحقيق هذه الثورة أهدافها في اسقاط النظام ، كونه عانى من هذا النظام طويلا ، وإن الشباب الكوردي أشعل الثورة في المناطق الكوردية ، حيث تظاهر في الاسبوع الاول من هذه الثورة ليس تضامنا مع المدن الثائرة فقط وإنما ليشارك في هذه الثورة ليكون شريكا حقيقيا للشعب السوري ويكون مكون رئيسي في سوريا ليكون مشاركا في بناء سوريا المستقبل ، اما بخصوص الموقف الكوردي الرسمي أي موقف الاحزاب الكوردية فهذا أمر مختلف حيث هناك حتى الان الكثير من هذه الاحزاب لم تحسم خيارها مع الثورة السورية ..... أما بخصوص قضيتنا الكوردية حتما لن تحل الا في دمشق وبعد سقوط النظام وعبر تفاهمات مشتركة في اطار بناء الدولة السورية الحديثة والتي ستكون فيها سوريا لكل السورين
س - حضرتم مؤتمر ( pyd ) بتاريخ 18 حزيران في قامشلو 2012 ومن ثم ألقيتي كلمة باسم تيار المستقبل رغم وجود فجوة سياسية كبيرة بين التيارين ( pyd ) وتيار المستقبل ماذا تقولين لنا عن هذه المسالة وكيف شاركت... ولماذا ..؟! حبذا توضيح ذلك بإمعان ...؟
ج- لقد تلقينا في تيار المستقبل الكوردي دعوة رسمية من قيادة الاتحاد الدمقراطي لحضور مؤتمرهم ، ولم نكن الوحيدين المشاركين في هذا المؤتمر ، بالعكس كان ضروريا مشاركتنا في مؤتمرPYD لنبدي لهم ملاحظاتنا الرئيسية على مجمل سياساتهم وأيضا ممارساتهم ، وهذا ما نراه طبيعيا وليس غريبا ..اما الغريب ما أثير في الشارع حضورنا والذي كنا نعتبره مميزا ، حيث لم تكن مشاركتنا شكلية بل فاعلا فكانت رسالتنا واضحة وأبدينا لهم موقفنا الشفاف من كل شيء و أعتقد إن الامور لاتحل الا عبر الحوار الجدي
س- أنت إحدى النساء اللواتي استلمن مناصب قيادية في الحركة الكوردية في سوريا ماذا تقولين عن تجربتك في هذه الحركة ....
ربما لان الله احبني فخلقني في كنف عائلة قومية كوردية متينية ... اشرفوا على تربيتي وتعليمي الكبيرين ، وزرعوا في شخصيتي الِثقة والكبرياء العظيمين وفي أثناء المراحل الدراسية كنت احظى اهتمام المدرسين بي ذلك لأنني كنت أنال الدرجات الاولى في كافة المراحل دائما وأبدا ....كما لدي معلمين لي في الحياة ، فكان تأثيرهم علي كبيرا ، واهتمامهم بي كثيرا ....مثل : الشهيدة الكوردية عدالة خان التي علمتني اللغة الكوردية منذ صغري ..والكاتب الصحفي فرهاد جلبي الذي كان يشجعني على الادب والثقافة الكورديين .والقائد السياسي مشعل التمو الذي علمني السياسة والإعلام المفيدين ............نعم ادركت منذ صغري بأنني انسانة حرة ....املك الحرية المطلقة .. والفكر اللامحدود .. والإرادة القوية ..ادركت بأنني قادرة على التوجيه عن تجربتها في هذه الحركة ؟والإدارة والقيادة بشكل كبير .......فكنت اطالع واقرا التاريخ والادب والسياسة والفلسفة ....واكتب كثيرا الشعر والمقالة والقصة القصيرة والنقد الساخر ... لذا تأملت هذه الحياة القاسية ،والوطن المظلم ،والانسان المظلوم ، فأصبحت أتأثر كثيرا.......وافكر طويلا ......واحلل الامور تحليلا دقيقا ...لهذا اقتنعت قناعة تامة بأنني قادرة على قيادة المجتمع في كافة المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وقررت ان اوجه هذا النظام الاستبدادي والمجتمع المتخلف والواقع المأزم فبدأت مع بعض الاصدقاء الاعزاء في جمعية جلادت بدرخان والمنظمة النسائية الكوردية بالعمل معا لتحرر وتوعية الشباب والشابات ..وفتح دورات اللغة وقواعد اللغة الكوردية ... واقامة الندوات الثقافية والاجتماعية والسياسية ... ونشر ثقافة المجتمع المدني وحقوق الانسان ... وبدأت بالعمل السياسي منذ تأسيس تيار المستقبل الكوردي في سوريا ، وانا الان عضوة قيادية في المكتب السياسي ( مكتب العلاقات العامة ) ومشاركة فاعلة في سياسة التيار وصنع القرار السياسي ، وكنت ولازلت وسأبقى مؤمنة بمرتكزات واهداف التيار حتى اسقاط النظام الدكتاتوري بكافة رموزه ومرتكزاته ، وبناء سوريا مدنية تعددية ديمقراطية سوريا لكل السوريين يتساوى فيها جميع ابناءها الكورد والعرب والاثور والجركس والارمن ، يكون فيها الكورد مكون رئيسي واساسي كشعب يعيش على ارضه التاريخية وجزء اساسي من الكل السوري
س- كتبت كثيراً عن الثورة وعن الوجوه و الأحداث. برأيك هل هذه الكتابة ستأخذ مكانتها في عالم الكتابة ام ستتبدد مع انتهاء الحدث نفسه ..؟..
ج- المقالات والكتابات لا تنتهي بانتهاء الحدث أو الثورة ، لأننا الآن في الثورة السورية ولازلنا نقرأ ونردد كتابات وقصائد عن الثورة والاحداث التي سبقتنا بمئات السنين ....... لذا فإن الكتابات والمقالات والقصائد نكتبها بدماء الشهداء و نتركها للأجيال القادمة ذكريات مقدسة مدونة على صفحات التاريخ لتزين مكتبتنا الكوردية حياة وجمالا يفوح منها رائحة الثورة والحرية ... وهنا يستذكرني حديث شريف ( يوم القيامة يوزن الله مداد العلماء بدماء الشهداء (
س- قصائدك ثورية , وتكتبين كثيراً في ذلك , ماذا عن هذه التجربة ولمن توجهين خطابك الشعري والثوري معا وهل لك قراء وجمهور .
ج- ولأنني إنسانة حرة ... أعلن ثورة الحرية دائما وأبدا في كل زمان ومكان أخاطب الروح ليحيا ..... والضمير ليصحو ...... والعقل ليفكر أخاطب الشعب ليستيقظ من سباته العميق الطويل ، وأعتقد بأنني أحس وأرى وأتلمس المآسي والظلم والظلام .. لذا فإن الكلام الذي يخرج من القلب يصل الى القلب
س- المرأة الكوردية في سوريا مسلوبة الحقوق.... مسلوبة الارادة... ماذا تستطيعين أن تقدمي لها بما انك سياسية ومسؤولة فرع قامشلو للاتحاد النسائي الكوردي .
ج- نعم المرأة الكوردية في سوريا مسلوبة الحقوق ، ومضطهدة سياسيا ، واجتماعيا ، وثقافيا ، لذا اتفقنا انا وبعض الزميلات على تأسيس منظمة نسائية كوردية في ذكرى استشهاد ليلى قاسم بتاريخ 13 ايار 1996 وطالبنا فيها بحق المرأة ، وتحرر المرأة ، وتوعية المرأة ،فبدأنا بفتح دورات اللغة الكوردية ، واقامة الامسيات الادبية ،والمهرجانات الخطابية ، في المدن والقرى والبلدان النائية ، شاركنا في انتفاضة 12 اذار 2004 ، وشاركنا الثورة السورية منذ البداية ، وطالبنا بحقوقنا المشروعة ، ومن ثم قمنا بتأسيس الاتحاد النسائي الكوردي على مستوى سوريا وفروعها في شتى المناطق الكوردية ، نسعى للحصول على مكتسبات للمرأة بعد اسقاط النظام وهذه المكتسبات تكون ضمن الدستور المقبل الذي نتمنى ان يكون فيه للمرأة حصانة من كل الظلم الذي لاحقها في عهد النظام ويكون تمثيل المرأة تمثيلا حقيقيا وهذا التمثيل الحقيقي سيكون كفيلا للحفاظ على حقوقها المشروعة
س- ظهرت جمعيات نسوية كثيرة في مراحل الثورة أنت كمسؤولة في الاتحاد النسائي الكوردي في سوريا هل من تنسيق لك مع هذه الجمعيات , ماذا تقولين .
ج- منذ تأسيس الاتحاد النسائي الكوردي دعونا كل الناشطات الشابات وبشرناهم بتأسيس الاتحاد النسائي الكوردي في سوريا الذي كان حلمنا يوما من الايام الا ان البعض منهن اصررن على أن يؤسسن جمعيات نسائية كوردية .. مثل جمعية شاو يشكا ... وجمعية روني .. وجمعية افرين ... و والمرأة الحرة ......و اعتقد ان هذا يعكس التشتت الفكري والسياسي الذي يعيشه الشعب الكوردي التواق الى وحدة سياسية ، ولكن رغم ذلك هناك بيننا تواصل وتعاون وتضامن مستمر .. كما أعلننا معا قبل فترة على القيام بمظاهرة نسائية تحت شعار ( حتى لا تتكرر سري كانيي ) وأرسلنا رسالة قوية للنظام بشكل خاص وللعالم بشكل عام ..على اننا شعب مسالم نعيش على أرضنا التاريخية ونطالب بالسلام والحرية والديمقراطية .. وندين ونستنكر كل المجازر والمذابح التي ترتكب ضد شعبنا الكوردي .
س- كيف تنظرين إلى تحرر المرأة وهل هي مرتبطة بزوال الأنظمة الشمولية ام ماذا ...؟
ج- ان مدى تحرر أي شعب يقاس بمدى تحرر المرأة و المرأة الكوردية السورية أثبتت شخصيتها منذ الازل ، وقاومت وناضلت كثيرا في سبيل تأمين حقوقها المسلوبة ........ فشاركت في انتفاضة 12 اذار عام 2004 ..... وقادت الثورة السورية منذ البداية ، وطالبت باسقاط النظام الدكتاتوري .... لذا فإن ثورتها ستبقى مستمرة ليس ضد النظام فقط وانما ضد ثقافته المنتشرة في الاحزاب والمجتمع والمنزل ، لتربي جيلا واعيا حرا وتقود مجتمعها الابي وتشارك في كافة المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية ..وهذا يعني ان تحرر المرأة يعود لتفكير المرأة فإذا اصبحت المرأة ذات عقلية حرة وتفكير منفتح فإنها ستفرض شخصيتها وتثبت وجودها وسيكون لها مكان وكيان متميز في سوريا الجديدة بعد اسقاط النظام اما اذا ظلت في قوقعتها المغلقة فكل الثورات لم تستطع تحريرها لانها لم تستطع عل تحرير نفسها .
س- نارين ...رفيقة درب الشهيد مشعل التمو الطويلة وهي آخر من التقت به قبل اغتياله بـ ( نصف ساعة) ... عن ماذا تحدثتم وهل حملك الشهيد رسالة ما ربما إلى جهة ما ...؟
ج- لقد كان مشعل الاب الرحيم والاخ الحليم والمعلم الحكيم والصديق الحميم والقائد العظيم ..... فكان مشعل مبدعا دائما حتى آخر يوم من ايامه ، عندما أراد ان يرانا ( انا وهرفين ) ليودعنا فكأنه يودعنا ويودع الحياة وداعا ابديا ، فكان كئيبا حزينا ، حيث تحدثنا كثيرا في ذاك اليوم وصمتنا طويلا ...........فكان ينظر الى الساعة باستمرار، وينظر إلينا بإمعان شديد وكأنه يحفظ ملامحنا ، .. حيث قال : بأنه ربما لن يرانا بعد اليوم ، وقال : بأنه اتم رسالته السامية .. وان الثورة سوف تنتصر .. وان التيار باق لا محال .. فأخذ مني وعدا على ان استمر وابقى في التيار المستقبل ..ثم اراد منا ان نلتقط معا صورا للذكرى المقدسة .. وقبل ان يرحل طلب مني ان اقطف له ازاهير الياسمين .. وبعدها اقترب الى الامام وتأمل قامشلو مليا وودعها بعينيه الحالمين .. ونظر الى السماء وشهق طويلا ..وقال : اه لا تعلمون كم احب قامشلو ثم نظر الينا وقال : ماهي الكلمة الاخيرة التي تودون قولها لي : فقلت له فليكن الله واروحنا معك يا مشعل ( فأهديته أزاهير الياسمين فاحتضننا وودعنا بابتسامته المعتادة ورحل ...... ومن ثم رسم درب التيار بدمه الطاهر .. وأنار النهج بروحه المشرق .... وسطر التاريخ باسمه أحرفا من النور الساطع .... فترك رسالة للشباب الأحرار.. بأن تيار المستقبل لشباب المستقبل لأن الشباب هم محبي الحرية .. وحاملي الفكر ... ومالكي الطاقة .. و أداة التغيير ..وهم من سيحررون الانسان والحياة والوطن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح