الفنان محمد بوثليجة بين الحروفية واحتراف ركوب الخط البياني.. / بوكرش محمد
الفنان محمد بوثليجة بين الحروفية واحتراف ركوب الخط البياني..
الفنان محمد بوثليجة بين الحروفية واحتراف ركوب الخط البياني..
عرفنا الفنان محمد بوثليجة بالمهرجان الدولي الأول للفنون التشكيلية لدائرة سوق اهراس ببدايات الثمانينات قبل أن تصبح ولاية ويختفي المهرجان نهائيا ..
كان شابا ولوعا برسم الخيول والفرسان الذين ينشطون (بضم الياء) افتتاح المهرجانات برقصاتهم البدوية على أنغام القصبة والبندير.. بيده حزمة من الورق وأقلام فحمية ترجم بها وعليها هذه المشاهد بخطوط بيانية راقصة هي الأخرى بالتوازي مع حركاته وحركات ميل الفرسان وهم يعرضون مهاراتهم ومهارة خيولهم التي تطربها هي الأ خرى تلك الآنغام التي لا أحسن ولا يحسن العمل التشكيلي الا وهي الخلفية الموسيقية الملطفة لطقوسنا..وطقوس رهيفي الحس والميزاج..
محمد بوثليجة من الفنانين الذين يراقصون الخطوط البيانية ويركبها (بفتح الياء) مركبا بناء وتكوين اللوحة بامتياز، حركاتها من حركاته وحركة محيطه..تعلو وتنخفض، تميل تتحدب وتستقيم ، تنكسر وتعتدل تتموج باهتزازات تعانق ما يهزه ويهز الأ مزجة روحيا وفنيا..لا أستغرب أنه بهذا، وبهذه التجارب والمعارف التي اكتسبها أن يخوض عوالم الحرف العربي ومدارس تجويده، أن يقتحم عالم التشكيل المعاصر بالبعد الواحد من بابه الواسع ليضمن لنفسه مكانا محترما بين التشكيليين الجزائريين والعرب.. رغم قساوة الحياة التي يعيشها الفنان في بلده المتخلف في كل الميادين..وخاصة الاهتمام بالثقافة والفنون تحديدا..الشيء الذي ينعكس سلبا عنها كلها.. وبالتالي المسئول فاقد الشيء لا يعطية حتما..ويبقى الفنان يعيش تشتتا بين التفرغ للابداع والبحث عن قوته وقوت اسرته وما يضمن جمع أدواته لمواصلة البقاء وكأنه يسبح ضد تيار مقصود.
بقاء الفنان محمد بوثليجة على المحك وفي الميدان التشكيلي دليل على نفسه ( بفتح الفاء) الطويل والقوي.. ودليل حب من نوع آخر لثقافته المتجذرة ذات الامتداد العربي الاسلامي والعالمي فنيا وانسانيا.
الفنان محمد بوثليجة مصر على أن يكون وبعمله كان.. وعمره التشكيلي من عمر ما أنجز وما قدمه غذاءا روحيا ومعنويا.. ولا عمر للمتشدقين الا بملموس ..للفنان محمد بوثليجة رصيد محترم من الأعمال التشكيلية التي عرضت بالداخل والخارج شارك ويشارك في الملتقيات الوطنية والدولية وخاصة منها الملتقيات الخاصة بالفنون الاسلامية..سافر ودرس ببعض البلدان العربية والاسلامية وببعض البلدان الأروبية بالمشاركة في عدة ورشات مخبرية تجريبية تبادل فيها مع أقرانه الخبرات بالتجارب والمعارف.. مثل ما أنجز العديد من الأعمال النحتية للساحات العمومية داخل الوطن وبالدول العربية، من أعماله ما هو موجود بالاقامات الرسمية والعمومية
الفنان محمد بوثليجة فنان نموذجي تتمنى مثله الدول التي تستثمر في الانسان ومواهبه وبالتالي وبذلك وصلت قمة النضج وهيمنت بالترع والجلوس على رقاب المتخلفين ذهنيا وأدبيا وفنيا ..
بالتوفيق أيها الفنان اليتيم.. محبتي وتقديري.
بوكرش محمد الجزائر 26/06/2014
تعليقات
إرسال تعليق