صدّقي الآن / حبيب السايح
صدّقي الآن/ حبيب السايح
تتبدد بهجتي إذ تغادرينْ
ويتوجع بابي حزناً وأنينْ
لا تذهبي فالرمل ظمآنْ
والهدية ما زالت في حقيبتي
صدّقي فأنتِ الآن حبيبتي.
كوني ظلا أو أوهامْ
أو كوني ماء سرابْ
فأنا إليكِ لن تُجهدنيَ الطريقْ
دخلتُ مخدعَك علّقت المرجان والعقيقْ
فضحكتْ كانبلاج فجرٍ شفتاك لصمتيَ العميقْ.
لم أكن أدري أنك كشفتِ مخبوءا من سري
ينثر عليك محبة مني بين النساء إكليلا
ويزرعُ ظلي من حولِ أعْطافكِ نخيلا.
أضيئي من أصابعي لطرقاتك المهجوره
كيما تعبري في ليل وحشتك إلى بشرتيَ المسحوره
ثَمّة بهاءُ الغيم
إني مَخْمل الدفْء والوصلْ
فادخُلي في محراب عشْقي
واغْتسلي بدمي
ثُم قِفِي على موتي بالترديدْ
قولي: غنّ لي ما يُرقّص شفتيكْ
حتى أصدق عينيكْ
واهمسي: فأنتَ ما زلت حُبّيَ العنيدْ.
فقطْ، لوحشة أدرارَ لا تتركيني
أكون لكِ بحر وهرانْ
أنتِ أفقُه
ليتَنا الآن نَوْرسانْ
خلف مركب يعودانْ.
تشتكين بدمعة غامضه:
ها أنا وأنتَ صرنا ها هنا بلا وطنْ
أُوقف خيوليَ الراكضه:
أمتد لك خارطة من الغواية والفتنْ
أكون مدينتَكِ وأنوارَها
وحلْمها والحدائقَ وأسوارَها
فقط، لأدرار لا ترهنيني.
ثُمّ
لا تفتحي للشّجنْ
أسْرجي حبَّكِ المجنونْ
إلى ربيع طفولتكِ المكنونْ
وارْكبيه إلى تَمرّدي
وبسنابكه مثلَ بَتْلةِ زهرٍ اِسْحقيني
لأنْهض من رمادي
فأعلنْ: أنتِ غربتي
ما أبعدَ وهرانْ!
ما أقربَ أدرارْ!
1997
ــــــــ
وما هو بالشعر، أبدا.
تعليقات
إرسال تعليق