= بيت الشعر..= / عبد القادر رابحي



= بيت الشعر..=


عبد القادر رابحي

- ربما كان من أسخف اﻷكاذيب التي ﻻ يمكن استساغتها بأية حال من اﻷحوال:
- أكذوبة " بيت الشعر " و "بيت العود" و غيرهما من البيوتات الهشة التي انتشرت في السنوات اﻷخيرة كالفطريات في أرجاء الوطن العربي الكسيح و التي تعبر - من ضمن ما تعبر- عن هشاشة البنى الباطنة للذات المبدعة المهزومة.
- و إذا كان يمكن احتواء العود الحزين في بيت ما لظرف ما أو لطبيعة ما، فإنه ﻻ يمكن احتواء الشعر بأية حال من اﻷحوال في بيت خليلي أو في معلقة أو في ( F3) أو حتى في قصر منيف أو فندق من عشرة نجوم على شاطئ الريع المتدفق من شﻻﻻت المحيط أو من آبار الخليج.
- ذلك أن الشعر -
كما ولد و كما عرف و عرف - متمرد بطبعه و ﻻ يمكن أن يقبل بالمبيت في بيت ﻻ يستع لخبن أو لزحافة أو لكسر أو لعصر أو لمصر.
- هي ذي طبيعة الشعر الخارقة ﻻ تصبر على همز و ﻻ تطيق لمزا و ﻻ تأبه بعبور الطيور و هي تسافر من غير رجعة إلى مرآة (السي ميرج) الكبرى.
-أن يرحل ( بضم الياء و تشديد الحاء) الشعر إلى ( بيت) فهذا من عﻻمات الفجوة العظيمة التي ما انفكت تتسع بينه و بين الذوق العام، لكن أن تفتح له صفحة افتراضية تحشر كل عباد الله من دون استثناء بغير رغبتهم و من دون إذنهم في حبها و يصبح همها الوحيد هو تعميم الدردشة على من يريد و من ﻻ يريد فهذا أمر ﻻ يمكن إﻻ أن يقول الواحد حياله:
- ﻻ حول و ﻻ قو إﻻ بالله ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح