"لمة" مغاربية أحيت المشهد الثقافي بالرديف / زهرة بنشعبان Zahra Ben Chaâbene
شكراً للفنانين التشكيلين الجزائرين الاستاذ محمد بوكرش ,عزيز عياشين و عبد الحليم كبيش الذين لم يترددوا في القدوم إلى مدينة الرديف رغم طول المسافة ،وعورة الطريق و قساوة الطقس:إن حضوركم بيننا ضيوفاً كراماً لهو من دواعي غبطتنا وابتهاجنا لانه قد أتاح لنا متعة التواصل فكانت أكثر من كونها خيمةً تشكيلية بل "لمة" مغاربية أحيت المشهد الثقافي بالرديف وانعشت الذاكرة المنجمية طيلة ثلاثة أيامٍ اعتبرتها الاروع في قريتي العجوز وما أحوجنا اليوم إلى هذه الخيم المغاربية ،خاصةً إلى الحوار الفني الانثروبولوجي ، متجاوزين الاطر الشكلية الرتيبة التي وضعها البعض، مذكرين بالتعايش الثقافي الذي مايزال راسخاً في مدينة الرديف كونها مدينة مغاربية بإمتياز مثلت منذ القدم نقطة جذب للكثير من المجموعات البشرية بحثاً عن العمل في المناجم ،فظهرت البروليتاريا المنجمية وتطور مع ذلك النسيج المجتمعي ليصبح خليطاً متعدد الاثنيات يتميز فيه المحلي بالمغاربي والاوروبي ،منتجا تفاعلاً إجتماعياً و مكوناً ثقافةٌ هجينة اختلطت فيها اللهجات ،العادات و التقاليد والفنون فخلق لها العمل المنجمي هويةً و جعلت منها الصيرورة الزمنية موروثاً يتناقله أهل المدينة بالتواتر ويحاكون من خلاله جبالهم الصلدة.أشكركم اصدقائي مرةً أخرى واعبر عن سعادتي و شرفي بمعرفتكم،واكيد لن تكون الأخيرة لانه لا يمكن إختزال العلاقات الجزائرية التونسية في الرسوم الحدودية التي استطاع المستعمر نحتها شكلاً فاستعصت مضموناً فابت دماء النسب و النضال أن تنقسم.......... وما الفن إلا همزة وصل.....
زهرة بنشعبان /18/01/2016
تعليقات
إرسال تعليق