النحت بين التشويه والاحتيال على الأغلفة المالية.. / بوكرش محمد


النحت بين التشويه والاحتيال على الأغلفة المالية..


علينا أولا أن نعرف بأن النحت بعد تأسيس المدارس الفنية التشكيلية أصبح من الاختصاصات المهمة جدا، وهي أقرب المداس الفنية التشكيلية للصناعة والتصاميم بما يتوفر فيها من أبعاد ثلاثية وامتيازات جمعت بين النحت الفني الأكاديمي والنحت الصناعي الوظيفي والنحت الوثائقي الذي يخضع لنظريات لا يمكن بأية حال الاستغناء عنها لأنها هي الركائز المعرفية والعلمية الهندسية.. بعد أن كان النحت وسيلة من وسائل التدوين بالمجسمات والنقوش والحفر..وكانت رمزية تعبيرية في معظمها بالاختزال والتجريد القائمة عليه قديما ،وحديثا عرفت بساطتها بتصنيف غربي سماها الفنون الساذجة أو العفوية..


لهذا اختلط الحابل بالنابل في البلدان المتخلفة وأصبح من هب ودب يمكنه أن يزج بنفسه في هذا التواجد ويمرر ما يريد دون حياء ولا حشمة دون سابق تجربة أو ممارسة وانتماء.. ومعظمهم تستدرجهم مكاتب الدراسات الولائية للبناء الغير مراقبة..مقابل أجرة لا تعادل حتى أجرة البنائين..ويلهفون الغلاف المالي الذي يرفضه النحات  في معظم الأحيان لانه لا يكفي لانجاز تمثال متكامل الشروط والمواصفات انطلاقا من هيكله الحديدي مرورا بتكوينه بالطين أو الشمع الى أن يستوي وهنا وفي هذه الأثناء زيارات الفنانين والمختصين مطلوبة لابداء رأيهم والقيام بالتعديل والموافقة  النهائية، بعد ذلك يكون المرور الى مرحلة القولبة وهي الأخرى مسؤولية كبيرة جدا وتتطلب وقتا مهما  ليكون القالب من عدة أجزاء تروم بعضها البعض تمكن الفنان من صب نموذجه النهائي الذي يحتل الساحة المخصصة له ، هذا اذا كان سحب النمزذج بمواد عادية ، أما اذا كان السحب بمادة معدنية فحدث ولا حرج يكون حضور تيكنلوجيا الأفران والقولبة مكلف جدا جدا..


لذا نرى استسهال الأمور في بلادنا هو الوارد مع ثقافة اللصوصية  والنهب المتفشية في معظم المؤسسات في غياب ضمير القانون وروح المسئولية والحكم الراشد .

مرض يكاد أن يكون عاما ولا أخص به فقط جهة معينة..وبالتالي التشويه طال الانسان فينا وليس فقط منحوتات الرموز الثورية أو العلمية فقط بما جسد من مهازل سموها منحوتات.



بوكرش محمد 07/03/2016

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح