سلام جميل ... فلسفة التراب / اياد الحسيني
سلام جميل ... فلسفة التراب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اياد الحسيني
ممارسة النقد بالنسبة لي خطوط متقاطعة بين منطق التفكير العلمي كأكاديمي، والنظرة الذاتية كفنان، والرؤية التحليلية الواقعية كناقد... موقف ربما لا أحسد عليه.
في هذا الزمن المفقود لم أتعرف على سلام جميل، بل لم أشاهد أعماله الخزفية إلا مؤخرا كصور، ربما كان تلك غفلة او حلقة مفقودة ككثير من الحلقات المفقودة في حياتنا.
ارقتني أعماله في لحظات السحر وقضت مضجعي لتبوح بأسرارها...غير ابهة براحتي، كما اثارني فهم الفنان للطين كخامة ومادة وتقنية بل كشف لي لأول مرة فلسفة التراب التي كانت السبب في الخلق الأول.
سلام جميل من خلال بنية تحليلية تركيبية ثم بنائية لا يصنع اشكاله بفعل حرفة الخزف واجتهاداته بل يترك الطين يكون نفسه وأشد ما يظهر عليها هو حفاظه على خصائصها لحظة ولادتها. فهو لا يجعلها تبدو كنتاج آلة او منتج صناعي كما هي كثير من الأعمال الخزفية. كما لا يغرقها بألوان باذخة تخفي زيفها. يريدها طاهرة صادقة تعلن نقاءها ... كما أنه لا يغامر في ابتداع أشكال خزفية جديدة تتغذى على جمال الفنون الأخرى او تتكئ عليها. فهو يعمل جاهدا لكي يترك الطينة تبوح بكل اسرارها.
فنان ينتشر بين ذرات التراب قبل أن يتشكل طينا وربما لو ترك له الأمر لترك تلك الذرات تصنع معناها.
في أعماله تعيدنا بنيتها الدلالية إلى عبق الجنوب في العراق بجماله الأزلي فتعيش تارة أساطير مدنها أو بوادي القفار فيها ... وتسمع هدير المشاحيف وتعيش حزن القصب وآلام الهور تارة أخرى، ومهما فعل في أعماله فهي لا تغادر فلسفة التراب.
فهو يعالج تقنية اللوحة على التراب بطريقة تفصح على أن كل الآثار ستؤول إلى الزوال وستندرس يوما بين التراب كما بدأت بالتراب، انه فنان يترك الطين يصنع أفكارا لأنه يوقن أن أول خلق كان بين التراب وروح الله ....
ولما أدرك الطين واستسلم لغياب الروح، أراد ان يوثق ما تتركه تلك الروح على مادة خلقها.
أي ترف روحي يعيش سلام جميل وأي حب صوفي يمارس على الطين ... وأي حوار يدور بينه وبين الحياة، انه يختزل مشهد الحياة والبقاء فيها بثواني معدودة ليقنعنا بأننا في هذا العالم لسنا سوى مسافرين أو عابري سبيل لن يبق منا إلا أطلال تبوح بحزننا وآلامنا ويترك لنا رسالة من معنى اسمه على الطين سلاما وجمال.
ممارسة النقد بالنسبة لي خطوط متقاطعة بين منطق التفكير العلمي كأكاديمي، والنظرة الذاتية كفنان، والرؤية التحليلية الواقعية كناقد... موقف ربما لا أحسد عليه.
في هذا الزمن المفقود لم أتعرف على سلام جميل، بل لم أشاهد أعماله الخزفية إلا مؤخرا كصور، ربما كان تلك غفلة او حلقة مفقودة ككثير من الحلقات المفقودة في حياتنا.
ارقتني أعماله في لحظات السحر وقضت مضجعي لتبوح بأسرارها...غير ابهة براحتي، كما اثارني فهم الفنان للطين كخامة ومادة وتقنية بل كشف لي لأول مرة فلسفة التراب التي كانت السبب في الخلق الأول.
سلام جميل من خلال بنية تحليلية تركيبية ثم بنائية لا يصنع اشكاله بفعل حرفة الخزف واجتهاداته بل يترك الطين يكون نفسه وأشد ما يظهر عليها هو حفاظه على خصائصها لحظة ولادتها. فهو لا يجعلها تبدو كنتاج آلة او منتج صناعي كما هي كثير من الأعمال الخزفية. كما لا يغرقها بألوان باذخة تخفي زيفها. يريدها طاهرة صادقة تعلن نقاءها ... كما أنه لا يغامر في ابتداع أشكال خزفية جديدة تتغذى على جمال الفنون الأخرى او تتكئ عليها. فهو يعمل جاهدا لكي يترك الطينة تبوح بكل اسرارها.
فنان ينتشر بين ذرات التراب قبل أن يتشكل طينا وربما لو ترك له الأمر لترك تلك الذرات تصنع معناها.
في أعماله تعيدنا بنيتها الدلالية إلى عبق الجنوب في العراق بجماله الأزلي فتعيش تارة أساطير مدنها أو بوادي القفار فيها ... وتسمع هدير المشاحيف وتعيش حزن القصب وآلام الهور تارة أخرى، ومهما فعل في أعماله فهي لا تغادر فلسفة التراب.
فهو يعالج تقنية اللوحة على التراب بطريقة تفصح على أن كل الآثار ستؤول إلى الزوال وستندرس يوما بين التراب كما بدأت بالتراب، انه فنان يترك الطين يصنع أفكارا لأنه يوقن أن أول خلق كان بين التراب وروح الله ....
ولما أدرك الطين واستسلم لغياب الروح، أراد ان يوثق ما تتركه تلك الروح على مادة خلقها.
أي ترف روحي يعيش سلام جميل وأي حب صوفي يمارس على الطين ... وأي حوار يدور بينه وبين الحياة، انه يختزل مشهد الحياة والبقاء فيها بثواني معدودة ليقنعنا بأننا في هذا العالم لسنا سوى مسافرين أو عابري سبيل لن يبق منا إلا أطلال تبوح بحزننا وآلامنا ويترك لنا رسالة من معنى اسمه على الطين سلاما وجمال.
تعليقات
إرسال تعليق