مقطع من مقال بعنوان: الرشد والغي.. / بشير حمادي
مقطع من مقال بعنوان: الرشد والغي.. / بشير حمادي
نؤمن بالتفتح على مختلف ثقافات العالم، ونحبذ إقامة علاقات ثقافية مع مختلف الشعوب، وليست هناك ثقافة تتطور بمعزل عن الثقافات الأخرى، وليست هناك حضارة نشأت واكتملت في أنبوبة مغلقة، ولن تكون على مر القرون مستقبلا حضارة الأنابيب على غرار أطفال الأنابيب.
والأفكار تنتقل اليوم بين الشعوب أكثر من انتقال البضائع، لا تقف في وجهها الحدود، ولا تقوى على حجزها الجمارك، ولكنها اليوم سلعة ككل السلع، فيها الجيد والرديء، فيها الدافع إلى الأمام والساحب إلى الخلف.
ولكن التفتح لايعني التفسخ، وتجديد حاضرنا دون ربطه بأمسنا هو بتر لديمومتنا. غير أن البعض يفهم التجديد على أنه تقليد أعمى لغيرنا حتى في الإسم واللون والشعر والمأكل والملبس والمسكن، فأصبحت فاطمة تدعى "فافا" وليلى تدعى "لولا" وجمال يتحول إلى "جو".
التجديد عند هؤلاء هوالتمرد على الأهل، والإنسلاخ عن الأصل، فإذا وجدت الآباء يتقون الله فاتقي إبليس، وحتى تكون إبن عصرك فجدد أصلك، ولمع شعرك، ورطب بشرتك وطباعك، أكسر كل القواعد في حديثك بلغتك، ولا تكن فصيحا كوالدك الذي تعلم الفصاحة في الزوايا والمدارس القرآنية، فذلك من مخلفات عهد الهجرة، ونحن في القرن العشرين. أعرف تاريخ "المتحضرين" وكن "جانتي"* ولا تتحدث عن تاريخك خاصة في حضرتهم، حتى لا تعد همجيا ودمويا كآبائك وأجدادك، وحتى لا تبدو في نظرهم من مخلفات عهود الإنحطاط. لا تكن مستقيما خلقيا حتى لا يقال عنك "انتقريست"* و"درويش جائع"....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقطع من مقال بعنوان: الرشد والغي..
الشعب الثلاثاء 21 جويلية 1987
والأفكار تنتقل اليوم بين الشعوب أكثر من انتقال البضائع، لا تقف في وجهها الحدود، ولا تقوى على حجزها الجمارك، ولكنها اليوم سلعة ككل السلع، فيها الجيد والرديء، فيها الدافع إلى الأمام والساحب إلى الخلف.
ولكن التفتح لايعني التفسخ، وتجديد حاضرنا دون ربطه بأمسنا هو بتر لديمومتنا. غير أن البعض يفهم التجديد على أنه تقليد أعمى لغيرنا حتى في الإسم واللون والشعر والمأكل والملبس والمسكن، فأصبحت فاطمة تدعى "فافا" وليلى تدعى "لولا" وجمال يتحول إلى "جو".
التجديد عند هؤلاء هوالتمرد على الأهل، والإنسلاخ عن الأصل، فإذا وجدت الآباء يتقون الله فاتقي إبليس، وحتى تكون إبن عصرك فجدد أصلك، ولمع شعرك، ورطب بشرتك وطباعك، أكسر كل القواعد في حديثك بلغتك، ولا تكن فصيحا كوالدك الذي تعلم الفصاحة في الزوايا والمدارس القرآنية، فذلك من مخلفات عهد الهجرة، ونحن في القرن العشرين. أعرف تاريخ "المتحضرين" وكن "جانتي"* ولا تتحدث عن تاريخك خاصة في حضرتهم، حتى لا تعد همجيا ودمويا كآبائك وأجدادك، وحتى لا تبدو في نظرهم من مخلفات عهود الإنحطاط. لا تكن مستقيما خلقيا حتى لا يقال عنك "انتقريست"* و"درويش جائع"....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقطع من مقال بعنوان: الرشد والغي..
الشعب الثلاثاء 21 جويلية 1987
تعليقات
إرسال تعليق