الفنان رضا حمعي و والفنان يزيد خلوفي وما فعله عدد من الفنانين في تونس
رصا جمعي* :
ما فعله عدد من الفنانين في تونس مؤخرا..حين عرضوا أعمالا لهم تتناول مواضيع مرتبطة بالعقلية الدينية لدى المسلمين في تونس وغيرها...يعتبر خطأ فادحا ...لماذا؟؟
ليس في حق الإسلام و لا في حق مقدساته..بل لأن عقل المتلقي التونسي والعربي العادي والبسيط لا يتقبل هذا التكثيف الفكري..قد يقول قائل أن عقل العربي المسلم قابل لأن يكون بموضع المتلقي لكل ما يمكن أن يؤسس للحرية بعد الثورة ..أو قد يقول آخر أنه يجب مقابلة الفكر الديني المتشدد بجرعة مضادة كهذه من الأعمال الفنية ...لكن الخطأ الحاصل هو سوء التقدير لدى الفنانين أن العقلية الدينية من أبسطها إلى أشدها تشددا لا يمكن أن تصل إلى مستوى التحليل والفهم الذي يمكن لها أن تتسامح مع أعمال كهذه...فأي نص أو عمل يتناول المقدس سيكون موضع اتهام ولوم وربما حكم بالتكفير أو القتل...ليس للمكانة الرفيعة للإسلام في قلوب وعقول أولئك بل للخليط المركب والمعقد والمتشابك بين التدين غير المؤسس والتشدد والرفض والتخلف و عقلية التبرير وعقلية التنكيل التي تسكننا جميعا بمختلف درجاتها
...
تراكم عمره قرون لا يمكن أن يزول بصعقة كهذه..فإذا لم يفلح لا أركون ولا الجابري ولا من حذا حذوهما في تحليل العقل العربي و التراكم الفكري الديني ..إذا لم يفلحوا هؤلاء وقد كتبوا بالكلمة وخاطبوا العقل باللفظ لا بالصور ...وقوبلوا بالاتهام بل بحجز مقاعد في الجحيم لعدد منهم...فأظن أنه لن يفلح من يستخدم عناصر اتصال مكثفة...فنحن نحتاج لقرون من التفكير لأجل الوصول لهذه المرتبة..
ما تم إنجازه من أعمال هو مجرد شطح ومشاغبة لا ترقى إلى الفكر الفني الذي بوسعه أن يؤسس لمستقبل أفضل ...سواء لتونس أو لغير تونس ...فإذا كنا ننكر على المتشددين تشددهم فكيف نكون أكثر منهم تشددا ؟؟؟ ...حتى ولو كنا نعلم أو ندعي أن ما نقوم به خاضع لتحليل وفهم و عقلانية ...لقد كان حال هؤلاء الفنانين كمن يحك ظهر أجرب
.
يزيد خلوفي :
أوافقك في محمل ما طرحته و أزيد.. أن اللبس عندنا، أن محمل الفنانين في عالمنا العربي ينطلقون في تعاملهم مع اللوحة و مفاهيمها بخلفية فكرية غربية و غريبة عن الأطر المشكلة لبنية العقل العربي، و ذلك بإسقاطاتهم الغير الموفقة و برؤاهم التي تتجاوز في بناءها السيميولوحي المخيال العربي..و بالتالي هم ينتجون فنا لا ينتمي لأطرهم المعرفية .. قد يقول قائل أن اللوحة بذاتها مفهوم دخيل على الثقافة العربية و الإسلامية..‼
و أن مجمل القيم النقدية التي تؤسس لبنائها الجمالي و المتمثلة في طابعها الدرامي..الإحتدامي و الذي يشكل أهم و أعظم تيار في الفنون الغربية ، قيم لا تنتمي أو بالأصح لا تتماشى مع العناصر التي ترتكز عليها هذه الثقافة التي ينتمي إليها الفنان العربي و التي تتميز بطابعها اللانهائي المنزه..
أسئلة كثيرة يجب أن نجيب عليها....‼ حينها (حسب رأيي) يتم الحل لهذه الإشكالية في الحد الفاصل بين المقدس و المدنس و علاقتنا بينهما.. و التي أرهقتنا زمنا طويلا و ذلك مند صلب الحلاج و مرورا بمقتل
السهر وردي.
ـــــــــــــــــ
رضا جمعي
http://mohamed-boukerch.blogspot.com/2011/08/blog-post_3464.html
تعليقات
إرسال تعليق