الفنان السوري ضياء الحموي يصرح على صفحة بوكرش محمد
الفنان السوري ضياء الحموي يصرح على صفحة بوكرش محمد
أثار الفنان السوري ضياء الحموي فضولي، بالذكاء الذي يميزه إبداعيا، ويميز أبجديته المختارة التي فرضتها الطبيعة بمخزون اللا شعور الخاص به، هذا الذي استسلم له الفنان كلية في غالب الأحيان لمناقشة وتحليل أي موضوع تشكيلي، تشكيليا.
بعثت له مستفسرا لمعرفة مراجعه ومنطلقاته فكان الرد:
أنا أنتمي لسوريا بصريا وجغرافيا في اعماري الأولى ...أما بعد ذلك فقد كبر انتمائي البصري والإنساني ليضم العالم كل العالم بعد ذلك....بقيت ذاكرتي السورية (والتي تتضمن ذاكرة عربية واسلامية)معي حتى الآن
هذا أكثر الاسئلة صعوبة
لقد انطلقت في بحوثي التشكيلية من محاور عدة وسألخصها كما يلي
-الخط العربي منذ نشأته حتى حامد الأمدي وحسن المسعود
-المنمنمات العربية وخاصة مدرسة بغداد ممثلة بالواسطي الرسام العظيم
-الرسوم الشعبية المحلية وخاصة الرسام الدمشقي أبو صبحي التيناوي ورسامي الزير سالم وعنتر وعبلة وفاطمة المغربية
- رسامي وخطاطي وسائل النقل في مدينة حلب كالشاحنات والباصات والسيارات السياحية والدراجات النارية
-
الموسيقى والأناشيد وخاصة حلقات الذكر التي كان والدي يصطحبني اليها عندما كنت طفلا
-الزخارف النباتية والهندسية التي تكسو الكثير من جدران جوامع حلب وخاصة الفترة المملوكية
في عام 1991 وضعت كل هذه المعطيات وكل هذا المخزون البصري والمعرفي على مساحة بيضاء لقماش اللوحة ورحت أبحث عني
أستعنت كثيرا باكتشافات الفنانين منذ مانيه وحتى بولوك
أستغرق الأمر مني أربع سنوات لألتقط طرف الخيط الذي يعنيني أنا كضياء الحموي
إن كثيرا من بحوث الفنانين العرب والفنانين العالميين تملك طاقة على التأثير في أجيال لاحقة من الفنانين الجدد وهذا أمر في غاية الجمال وغاية الخطورة....
فعلى الفنان أن يأخذ اكتشافات الفنانين الذين سبقوه كمرجع يساعده في بحثه، لا أن يأخذهم كأصنام تقدم أمامها قرابين الفن
وفي مجال اللون ساعدتني كثيرا الزخارف الملونة في القرآن الكريم ...لا بل سحرتني واستغرقت زمننا طويلا لأستطيع تجاوز تأثيرها الهائل
الخط الأسود
ازرق الكوبالت
الأزرق البحري-سيراليون
الأخضر المضيء والدافئ
الأصفر الهندي
الأحمر الشرقي
ثم يأتي التذهيب ليعطي القداسة لهم
كما ساعدني لاحقا كل من الفنان ضياء العزاوي من العراق والفنان حسين ماضي من لبنان في اكتشافاتهم اللونية
وأخر تأثير علي وهو الأهم كان الموسيقى الشرقية فقد ساعدتني على ضبط إيقاع اللوحة ونغماتها اللونية وأدين بهذا الفضل لصديقي الغالي الدكتور فواز باقر
واما فيما يخص البناء المعماري للوحة عندي فهناك منظمومتان على الأغلب
المنظومة الأولى وهي منظومة عالمية وشائعة كثيرا وهي التي تعتمد على إغلاق العمل فلو تجرأنا وحذفنا جزءا ولو بسيطا من العمل فان ذلك سيؤدي إلى انهيار العمل كاملا
أما المنظومة الثانية وهي منظومة شرقية وروحية أو لنسميها صوفية ...
هذه المنظومة تعتمد على فتح العمل وليس إغلاقه كما في المنظومة الأولى ...هذه المنظومة هي التي اشتغلت عليها كثيرا
في هذه المنظومة تنتهي اللوحة بنهاية القماش المتاح للرسم كما أنها قابلة للتمدد إلى ما لا نهاية والتقلص إلى حدود غاية في الصغر كل ذلك دون أن يؤدي ذلك إلى انهيار بنائية العمل
عندما تتصفح أرشيف لوحاتي ستجد هاتين المنظومتان
لا أعرف إذا كنت قد أجبتك أخي محمد عما يجول بذهنك من أسئلة أم لا...لكن إذا احتاج الأمر إلى توضيح أكثر فأنا مستعد من كل قلبي وروحي ...شكرا لك ولوجودك الرائع والمختلف هذا الهم والاهتمام.
نسيت أن أضيف مؤثرا هاما في تراثي البصري وهو لباس الفلاحات في ريفنا السوري وتطريزاته الملونة
كما نسيت أن أضيف التاثير الكبير والهائل لرسوم الأطفال في تجربتي.
ضياء الحموي لبوكرش محمد 25/07/2012
شكرا ع الموضوع
ردحذف