الجزائر بين سندان نوعية التكوين* ومطرقة احتياج سوق العمل. / بوكرش محمد
الجزائر بين سندان نوعية التكوين* ومطرقة احتياج سوق العمل
بنيت الجامعات بالمئات لكن دون مخابر.. والمدارس المتوسطة والثانويات بالآلاف ، تمدرس الأطفال والتحقوا بالجامعات بالملايين..شيء جميل ورائع تتميز به الجزائر، يحسب للأنظمة السابقة والحالية وخاصة عندما يقتضي الأمر بالنقل والمطاعم والصحة المدرسية المجانية.. بمجانية التعليم، مع تسخيرأسطول نقل جامعي خاص يذلل المسافات لمن هم بالأحواز، بناء اقامات جامعية ومطاعم لمن هم أبعد من 90 كلم علاوة على المنح.
السؤال الذي يطرح اليوم نفسه وتفرضه الحاجة وسوق التوظيف والعمل بعد التخرج...
-هل هذه الأنظمة المتعاقبة ببرامجها التنموية والاقتصادية.. تتعاقب وتتلاحق معها أهمية تفعيل نوعية هذا المرود ؟، هل فيه تنمية بالفعل..؟، هل هذا المردود بالنوعية من احتياجات سوق العمل؟.
الجواب يفرضه الواقع بطبيعته... نتساءل أيضا، هل من المعقول أن يتواصل التكوين اليوم على منوال طريقة الزاويا بالجزائر.. وجامع الزيتونة بتونس والأزهر بمصر بالأمس، ونحن في عصر العلوم والمعارف المتطورة من ثانية لأخرى.. نقول نعم ونحترم اختيار هذه الفيأة من أبنائنا ذوي الميول الروحي والفقه الديني وكل ما له علاقة بذلك.. لكن احتياجات الطالب والمواطن تتنامى اليوم مع تنامي العرض والطلب عالميا...
من المؤكد أن لهذا الغرض اسست وبنيت الجامعات والمدارس التي نرى مع الأسف، أنها لن ترق بعد لتطلعات المواطنين ولا لتطلعات جزائر التنمية والاستثمار، جزائر الغد والمنافسة الاقتصادية...
لا مجال لغد.. ولا مكان لنا، ما دامت الأنظمة السابقة والحالية برامجها لا تتوفر على طرق وكيفيات الاستفادة من الطاقات والمواهب المختلفة التي تتميز بها الجزائر...
الحل في نظر كل عاقل يفرض علينا أن نسأل أنفسنا قبل كل شيء، ماذا نريد؟ كيف ينبعي أن نكون؟ ، بماذا، وكيف؟.
مع العلم أن العمل لا يكون صائبا ولا ناجحا ومتكاملا الا بتحديد الأولويات... أولوية توازي خيوط من تنوع نقاط انطلاق، وخيوط من تنوع نقاط وصول، لكل ما يكمل بعضه بعض ببناء ونسيج ملامح الوجه المقبول لأي بلد وليست الجزائر فقط ...لئلا نقول الوجه الحسن.
لماذا يركز المسؤول على شيء لأهميته في نظره ، بتطبيق نظرية الأولوية المجحفة في حق الباقي وفي التوازن... ويهمل أشياء لا تقل أهمية في نظرنا، في التركيبة الكلية .
لنا من الاختصاصات المهمة جدا وهي الآن تلعب دورا مهما في اقتصاد الدول المتقدمة جدا كالولايات المتحدة الهند الصين وبعض من الدول المتقدمة فكريا ثقافيا وفنيا الى الجانب العلمي والتكنولوجي..
التي تعتمد على المخابر والتجريب، تعتمد على كل القدرات...انطلاقا من المخابر الجامعية الى المخابر المستقلة المعدومة حاليا عندنا.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن:هل للفنون التطبيقية والابداعية بمختلف أصنافها حظ فى أن تكون بين نقاط على خيوط الأولوية؟.
هل المنظومة التربوية والتعليم العالي والأوصياء عليهما من ممثلي الأمة والبرلمان، على بينة من أمرهم...؟ هل لنا مدارس على كثرتها في مستوى التكوين والتوجيه بعد التعليم المتوسط؟ هل لنا ثانويات مختصة تغذي مخابر جامعاتنا بالمستوى المطلوب ؟.
ليس لنا أجوبة مفحمة على هذه الأسئلة أحسن من صورة الوضع والحالة العامة التي وصلنا اليها...وهي صورة المثقف والاستاذ في السلم الاجتماعي...وبالأحرى صورة الأنظمة المتعاقية...
قم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا.
تكعيبية كتبها بوكرش محمد
22/5/2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://aljazeeratalk.net/node/8969
تعليقات
إرسال تعليق