فسيفساء ليبية / الناقد محمد سعود واعمال يوسف معتوق
فسيفساء ليبية
الناقد محمد سعود واعمال يوسف معتوق
يوسف معتوق من الفنانين الليبيين الذين بصموا بقوة في الحركة التشكيلية في ليبيا ، تجربته تمتد الى أكثر من ثلاثين سنة ، واستطاع طيلة هذه المدة التي شارك فيها في معرض كثيرة في ليبيا ، وتونس ’ ومصر واليمن والسودان والمغرب ومالطا وبلجيكا وبلدان أخرى، مما مكنه من أن يكتسب تجربة بالاحتكاك بتجارب فنانين آخرين وان يثري الجانب البصري في أعماله
وتوجت هذه التجربة الثرية بمنحه الشراع الذهبي من مهرجان المحرس للفنون التشكيلية بتونس سنة 1998كما تم تكريمه بالدرع الفضي من طرف جمعية أصدقاء البيئة والتراث بنالوت سنة 1997 تمتيز أعمال الفنان الليبي يوسف معتوق باستلهام مفردات تراثية من بيئته وتوظيفها في أعماله بالكثير من الحذر، كي لا تتحول هذه المفردات إلى أشياء معزولة لا علاقة لها بالعمل الفني
وفي معرضه الأخير وشم المرأة والجدار ركز على الأوشام والتي جلها هي مفردات أمازيغية تتفاعل مع بقية عناصر اللوحة جعلها أكثر تحررا وانعتاقا بامتدادها في فضاء اللوحة بتوظيفه للون الأزرق ،،وبمهارة وحذق الفنان يبعث فيها الدفء والحيوية باستعمال ألوان حارة ،، وبذلك يجاوز بين البارد والحار
،،
ويعمد أحيانا إلى خلق مجاوزة أيضا بين تجاور الألوان وتداخلها وتبدو وكأنها شفافة ـ والملاحظ عن أعمال الفنان يوسف معتوق هو تنويعه للتقنيات المستعملة في انجاز اللوحات من حيث الشكل وكذلك الاشتغال على السند ،، شأنها شأن العلامات والأوشام التي يمكنها تتساكن مع الجدران بأحجام كبيرة كما تتساكن مع وجوه نسائية بأشكال صغيرة جدا ، قد تكون وسما آو وشما أو نقشا أو رقشا ولكنها تبقى دائما علامات ،، وكما أنها رموز لا يمكن تحقيقها إلا بالحفر الغائر ، فإن الفنان يوسف معتوق يلجا إلى هذه التقنية رغم صعوبة تحقيقها على سند مستو إلى تقنية طبع لوحة على سند أخر ليخلق نوعا من الإمتاع البصري
تبقى أعمال الفنان الليبي يوسف معتوق فسيسفاء يتجاور فيها الأصيل والمعاصر ،،فرؤيته للعالم بعبون معاصرة لم تمنعه من النهل من معين الموروث الليبي ، كما تتجاور مختلف التقنيات التي يوظفها لتخلق وحدة بين كل مكونات اللوحة من حيث شكلها وحجمها وألوانها ومدلولاتها ،،بالإضافة إلى أن أعماله لا ترتكز على الجانب البصري فقط ، بل هي مشحونة بدلالات وعلامات تحتاج إلى الكثير من القراءة المتأنية للتمكن من الغوص في عالم الفنان .
محمد سعود
09/11/2011
تعليقات
إرسال تعليق