أيّها الكتّـاب... أيّها الشّعراء...أيّها الأكاديميّون ... / ميلود علي خيزار




 أيّها الكتّـاب... أيّها الشّعراء...أيّها الأكاديميّون ... / ميلود علي خيزار


la photo de profil de Miloud Ali Khaizar 
أيّها الكتّـاب... أيّها الشّعراء...أيّها الأكاديميّون ... وزارة المهرجانات و التّكريمات و المعارض المشبوهة ... جماهير الثّقـافة المغبونة و المحرومة. سأصنع لكم جميعا ثلاث شاعرات:
- شاعرة جميلة (بمقاييس الثّقافة البيضاء)، أَعرِفكم مهووسين بالرّقـيق الأبيض، و ستشحن نصوصها بكلّ ما تريده وتشتهيه ذكورتكم المحرومة، وقلبها المحروق، سأغريها بتعرية ذاتها و "السّيلان السّاخن" على الورق المشبوه، بجسدها "المستهلك" في نصوص "الرغبة العمياء"، بتلك اللّغة المثيرة لتدفّق " التاستوستيرون" بكمّية تضمن تحريك ذلك النّوع من "النّقد" الانطباعي المجامل (حدّ التّواطؤ المفضوح على شرف الكتابة)، و طبعا، مطر "الاعجابات" و " التعليقات المنافقة و السّخيفة". فمشاعركم "الرّقيقة" ستكون برعاية 

عيون "أمينة"، الدافئة.
- شاعرة قبيحة و سليطة اللّسان و مستهترة بالعالَم " الظريف"، جسدُها يُفضي إلى عراء السّؤال الوجودي البارد، سيلانُها بطيء، و يحمل رائحة "وعي" غير "لطيف"، تحفظ لكم فاكهة "مقولات الجسد" في " ثلاجتها الكبيرة " دون خوف على" لحم الخيال الطريّ" من حوادث التعفّن. و لا يمكن لعصابات الرّقيق الثقافي أن تزيّن بها "ديكور" ملتقى "عملي" و لا "حمّام" شِعر" نسائي" و لا يمكنها أن تقبل بموعد " بيع بإيقاع " في زاوية "من مرض الكتاب العاصميّ" المزمن. و لا تكتفي ببرنس " نظامي" ابيض محشوّ بـ 150 مليون فرنك، و لا بــ"حمّام جماهيري" لمدمنات مسلسلات " الحرمان العاطفي". شاعرة "طالعة من " قرية " لا يظهر اسمها على خارطة "الخطاب السّياسي القـبيح". صوت لا يبكي و لا يُعبّر عن شيء تحت مفعول أفيون "السّعادة"، لا ورد فيه و لا نحل و لا عسل و لا عطور و لا سرير موشّى برغبات حريريّة و وسائد استعارات شهوانيّة عابرة. انه صوت لا يسعى لتحرير احد و لا يناضل بدلا عن احد.
- و شاعرة ثالثة، تكتب الرواية بلغة شعرية، و الشّعر بلغة سرديّة، و المقالة النّقدية بتوابل "انطباعية"، كي تفلت من "قبضة الأداة الإجرائية" و "صرامة المنهج"، يمكن اعتبارها " أديبة" (لفرط أدبها و لطفها تجاه الكلّ)، سلبيّة تماما (حين يتعلق الأمر بإحراج وليّ النعمة) و مناضلة شرسة (حين يتعلّق الأمرُ بمهاجمة كاتبة حقيقـيّة ولدت في عصر "الرّجل المريض")، شاعرة قادرة، بحكم علاقاتها بجهات خارجية، على التوسّط لدى تلك "الجهات النافذة" للتمكين لروائي يبحث عن "جائزة دولية" تضمن له "موتا رحيما" بعد كل تلك الفضائح التي تحمل أثارها المدمّرة "قطعان شاعرات" لم يبق لهنّ سوى تحويل النصّ إلى "مجرم رمزي" يفرغن في أذنه "الصّماء" صرخات المكبوت المؤلم، و يدفنّ في حقول مجازاته "أدوات الجريمة"، بلذة " مازوشية مفرطة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح