جدلية المثقف الجزائري والسلطة - خطاب الجسد شعب وسلطة / بشير ونيسي

بشير ونيسي
البريد الإلكتروني*:bachirouinissi@yahoo.fr

جدلية المثقف الجزائري والسلطة

خطاب الجسد شعب وسلطة


بشير ونيسي



جزائر لو تعود إليه / لاوطن لك فاغترب ...
تبدأ أزمة المثقف الجزائري منذ الاستقلال وتتأزم تدريجيا لتصل الى ذروتها في العشرية السوداء حيث تسقط كل الأقنعة لتظهر ملامح مثقف بلا شكل ولا وظيفة همه الوحيد أن يأكل الخبز ويعيش بلا قيم .ان فلسفة أنطونيو غراميشي المثقف الوظيفي التي يدل على الاسهام الفعال في الحياة العملية من حيث هو مصمم وبناء ومنظم ومحرض دائم لم تعد تنفع في الجزائر أن تكون مثقفا يعني أن تغترب أو تنتحر وجوديا واجتماعيا .
السلطة في الجزائر تشكلت بنظريتين نظرية اشتراكية تبلورت بعد الثورة وتجسدت بقاعدة كل شيء في الوطن ويجب أن نتقاسمه ومرت الأيام ودارت الأيام وحدثت مأساة أكتوبر ولم يعد في الوطن شيء ويجب أن نعطيه ما عندنا ..وتغير المسار وصار للعشب مخلب ولبستنا دوامة عنف وارهاب أدت الى تشكيل بنية السلطة بثالوث جبهة التحرير والتجمع الديمقراطي وحركة حماس - حمس وبدأت هذه التيارات في تشكيل النخبة واعادة غسيل مخ المثقف وطفح السطح بمثقف التعالف والتحالف .
ما يحدث الآن في الجزائر يوحي بأزمة في وجود المثقف وحريته وهويته وقوته وموقفه بدءا من اغتياله كما حدث مع بختي بن عودة وعز الدين مجوبي والشاب حسني الى أزمة التلفزيون مع الكاتب عبد الرزاق بوكبة وأزمة الاذاعة مع عادل صياد وبيان موته الشعري.. انها مرحلة التحول الفظيع للأنتجنسيا الجزائرية من ثقافة الابداع والحرية والموقف الى مثقف المؤسسة
في هذا المقال نريد تفكيك بنية المثقف الجزائري وبنية السلطة شكلا ووظيفة وحركية الجدل التي أدت الى افراز واقع متعفن كثرت فيه الاضرابات عبر كل القطاعات الادارية والعمالية ، والاحتجاجات الاجتماعية في شتى الميادين سكن وبطالة وعمل ، السؤال المحرج الذي يطرح نفسه هو كيف تم التحول من الارهاب وحظر التجول والطواريء الى هذا الوضع هل الخلل في بنية المجتمع أو في بنية السلطة ثم ما هي الوضعية المنطقية للمثقف الجزائري وسط هذا الواقع هل هو بحريته وهويته يأخذ بيد المجتمع أم أنه ينقذ السلطة من التيه في السراب .

نفصل في هذا المقام الموضوع حسب العناصر التالية :

1 – وجه المثقف وقفا السلطة
2- قفا المثقف وجه السلطة
3- عتبة السلطة وملحمة السقوط
4- خيبة الديموقراطية
5- يوتوبيا المثقف
6- كوجيتو المثقف
7- أنتلجنسيا الخبز

1 وجه المثقف قفا السلطة /
* حين تغيب السلطة فالمثقف هو السلطة*
من هذه المقولة نعرف الشكل الوجودي للمثقف انه كائن سوبرماني يمتلك هوية وحرية ومعرفة من خلال هذه الثلاثية يرسم وظيفته في الحياة ويغرسها في الواقع والأذهان بالهوية يجدد الأصول والثوابت ويجدد القيم حسب ديمومة الواقع وحركيته بالحرية يعيد للذات وحيها التائه في سراب العدم وبالمعرفة يستثمر العقل والأفكار في نقد القيم والواقع .
المثقف الجزائري وفق هذه المعايير له هوية تجعله غريبا وحرية تجعله مسكينا ومعرفة تجعله انتهازيا ..انه بهويته يحيا الوهم وبحريته يحيا دونكيشوتيا وبمعرفته يحيا أترك رأسي وأضرب .
ان المثقف الجزائري الذي نتحدث عنه في هذا السياق هو مثقف خلقه الواقع الجزائري ونجحت السلطة في غوايته واحتوائه ودخل اللعبة بوجه كلب ينبح أو يحرك ذيله أو في رقبته قلادة من ذهب اذا نبح يعطى له العظم فياكله ويلهى به وفي كل مناسبة رسمية يحرك ذيله لأنه يعتقد في رقبته قلادة من ذهب أو يأخذ شكل الغراب الأبيض أو خفاش يصطاد خبزه من دم غيره في ظلمة السلطة.
من خلال قراءة أفقية وعمودية للواقع الجزائري يظهر لنا ثلاث نماذج للمثقف الجزائري الأول المثقف الوجودي الذي عرف الكينونة والحرية باسم الجسد الموشح بالديموقراطية ويمثل هذا النموذج الشاعر الكبير عمر أزراج الذي اغترب بموقف لا في زمن نعم وتجلى موقفه الشعري الجبار في نقد السلطة في حزبها الوحيد الذي أراده أن يتبدد أو يتجدد أو يتعدد وتحققت نبوءته في أن طائر الليل ضاعت منه بلاده ولم يحرسه الليل وجميلة لم تقتل الوحش
النموذج الثاني المثقف السلفي الذي راهن على قيم عتيقة أخرجها من الاسلام بصورة طبق الأصل وأراد للقصيدة أن تكون بشارة لمدينة فاضلة فيها السيف أصدق أنباء من الكذب وتأرجحت قصائده بين عنتريات وأصالة صحابة وحياة تعود الى ينابيع الدين من أجل واقع يفلت منا في كل لحظة وتورط الشاعر في صدمة الارهاب وعرف كراف الخطايا لوجوده المتابلس انه عيسى لحيلح .
النموذج الثالث هو المثقف السلطوي الذي راهن على وجوده تحت ظل السلطة بكل عنفوان وتسلق كل أغصان السلطة وجدرانها من أجل الوصول الى غايته فتموقع بين لعنة وغفران وملاك وشيطان وجسد مشروعه الشعري في قصيدة طحلبية عنكبوتية تراهن على الغاية تبرر الوسيلة انه عز الدين ميهوبي .
من خلال هذه النماذج نشير الى فكرة مهمة تتجسد في شيئين أولهما أن جذور هذه النماذج سليلة السلطة التي تشكلت بعد العشرية السوداء الوجه الديني كما يبدو في عيسى لحيلح والوجه الذي يدعي الديموقراطية عز الدين ميهوبي والوجه الثوري عمر أزراج ولن كان أعلن تمرده السزيفي منه الشيء الثاني أن القصيدة عند كل شاعر صارت رمزا عند عز الدين ميهوبي خبزة وعند أزراج وردة وعند عيسى سكين
وجه المثقف الجزائري من خلال هذه النماذج يكشف عن نسق حياة تتصارع فيه السلطة مع المال والمعرفة واتفقت السلطة مع المال فأنتجت سياسي كالمغنية الصلعاء وبقيت المعرفة مهدي منتظر يترقبه الواقع كما في مسرحية صمويل بيكيت في انتظار جودو ..بقيت المعرفة في جوف مثقف يعاني المسخ كدودة هائلة شعرت بكينونتها في لحظة انشطار واغتراب وبدأت تفقد معنى الحياة شيئا فشيئا ..ان هذه النماذج ولدت نماذج أخرى أكثر مسخ لا جدوى من حركيتها نخب الريع التي تذهب مع الريح ونخب التجول السياسي ونخب الانتهازيين واليساريين والتكنوقراطين والاسلاميين والديموقراطين ونخب معلبة ومأ! دلجة ونخب نافذة ونخب منفذة مثقف جاع ومثقف باع ومثقف ضاع انه يفوح برائحة الكلب ومن قائمة المغضوب عليهم متسكع محظوظ انه اللاز الحلزون العنيد ..المثقف الجزائري في حالة مسخ وفسخ ونسخ لقد تشكل كما أرادت سلطة القوت .
نقرأ في النموذج الأول المثقف الوجودي عمر أزراج الموقف الشعري الذي يزعزع جدران الهوية المتجلية في الوطن التائه
وطن يحاصرنا بالليل
وبالذين يزحفون خارج ما نويناه
تلك أبواب الحديد تصد شجري وترسله
طيرا ميتا في الجهات
وريشا في جرة رماد
هاهي الجدران تغلق مصابيحها
وتلك الايام نداولها بين الموتى
هذا خطاب صدمة الكينونة بالعدم الوطن ياصر الذات بالليل كظلمة تؤدي الى التيه والشتات ‘ وأبواب الحديد تذبح الشجر معادل الروح فيصير طيرا ميتا في كل الجهات هاهو المثقف الوجودي يعرف وجهه في وطن جدرانه تغلق المصابيح في هذا المقطع نكشف المثقف في مأزق حياة ومأساة وجود ويظهر هذا في صوتين:
1 صدمة الكينونة بالوجود الوهم وحيرة الجسد بحريته عبر وطن له أبواب حديد وجدران تغلق المصابيح .
2 جحيم العدم المتمثل في حياة الموتى والطائر الميت في كل الجهات ولعل الجهات تحيل في القصيدة الى التيارات السياسية التي لاتعني أي شيء انه العدم .
الموقف الشعري الأزراجي يفسخ المرجع التاريخي للحرية والوجود ويجدد العقد مع الوجود / الواقع فيصطدم بكائنات انتهازية تقمع الحرية باسم الوطنية والتاريخ فالذات حين تقف وجها لوجه مع الواقع ترى شتاتا يمسخ وحيها ويحرمها من ارادة الحياة .
تجربة عمر أزراج هي تجربة الشاعر الوجودي المثقف النقدي الذي يراهن على فلسفة لا ولكن لا تجلب له الاغتراب والسراب ..تجربة أزراج تجمع بين صفتين أساسيتين للانسان الجزائري تتمثل في الحرية والديموقراطية في صورتها الناصعة التي تسر الناظرين .
النوذج الثاني المثقف السلفي الذي تغطى بالهوية فعرته الحرية عيسى لحيلح أراد بموقفه الشعري أن يكشف ملحمة السيف الذي لم يعد رمزا للفتح بل صار ديلا وخيبة انه يريد من القصيدة أن تعيده للمجد ويتوبيا الماضي فقرأ الواقع بقلب متوهج بموقف عذري يقول في خطاب الى الرئيس
كل المآسي في الجزائر سيدي
ضربت لها بين الجياع خياما
هذا البيت يكشف عن حلم تاريخي يشبه الموقف العمري وطقس العدل انه يعادل صورة الواقع بتناص يمتص به واقعه ليعيد صياغته ونفخه في الرئيس ثم يتساءل
من هؤلاء النابهون الناهبو
ن الطامعون الطامحون دوما
الأوفرون مثالبا والأخسرو
ن مناقباوالأفجرون خصاما
هو استفهام يوميء بقناع الشخصية المتلونة كالحرباء والمقنعة في كل مناسبة فبين النبه والنهب والطمع والطموح يولد كائن يريد كل شيء .
الخطاب الشعري عند عيسى لحيلح يقوم على شيئين
1 شغف بالهوية للعودة الى فردوس التراث لانقاذ الجسد من ضلالة الواقع .
2 بعث ثقافة الفتح في كل وصبغ الواقع بلغة الوحي .
ان الهوية التي يريدها عيسى لحيلح تطفح على سطح ملوث بالشيطان في حين أن ثقافة الفتح صارت فنطاسيا لا تنسجم مع ملابسات الوقت واللحظة الراهنة ‘ يبقى ان عيسى لحيلح يريد نصا طوباويا يستحلي التراث ويستملح النص المقدس ليعلن عن وجود قد تصدق عليه قاعدة ليس في الامكان أبدع مما كان .
النموذج الثالث المثقف السلطوي يبحث عن الزمن الضائع فيجده فجأة في كف السلطة يمثل هذا الصنف عز الدين ميهوبي شاعر حرق أصابعه شموعا لعيد ميلاد السلطة هو ظل السلطة لاكينونة لجسده الا بالسلطة يتبعها ويسبح في مجراتها ويتلاشى في ذراتها نقرأ في قصيدته لبختي
أستحي
أن أرى وجه أمي التي علمتني
حروف الهجاء
ومن صبرها أرضعتني
وحين انتبذت مكانا من الاثم
ناديتها
أنكرتني
ياعصافير زماني
امنحي قلبي مفاتيح الرؤى
امنحيني
مطرا أ وعاصفة
أو ورودا نازفة
يسقط العمر وأبقى
مثلما النخلة
دوما واقفة
امنحيني
وطنا أو زنبقة
كفنا أو مشنقة ...
كما يبدو للمتلقى فضاء القصيدة قاتم لأن الشاعر لبس قناع غيره الذي اغتيل في زمن الردة حين ردد أهازيج الحرية عز الدين عرف وظيفة الشاعر الذي هو نخلة واقفة وعرف وجه أمه الذي هوالاغتراب لكن عصافير زمانه لم تمنح قلبه مفاتيح الرؤيا أقصد التجلي العصافير اصطدمت بالمطر والعاصفة والورود الفازعة والزنبقة والكفن والمشنقة ذلك هو حديث مثقف له كلام بعد القلب وقرب العين لاقرب القلب وبعد العين انها قصيدة التوحد بذات أخرى ليست هي الذات الحقيقية التي تحترق بجحيم الوقت فالشاعر ساحر يمحو بالكلمات طقس الوجود ويثبت نحس الجسد المخضب بحناء السلطة .
القصيدة عند عز الدين ميهوبي تقرأ أفقيا بنار السلطة وعموديا بعصا السلطة انه يرضع لبنها من تحت الرغوة ذلك هو المثقف القابل لأي شكل سلطة وبامكانه أن يذوب فيه فالسطة بالنسبة لهذا المثقف شجرة الحياة تمنحه ثمرة القوت حتى ولو كانت الموت قصيدة عز الدين هي قصيدة العنكبوت الذي يحيا بموته في سبيل السلطة والمتلقى لأنماط شعره يكشف شيئين
1 شعرية بلا ارادة تحيا لتعيش
2 معنى كل شيء شرطه السلطة مهما كانت حتى ذاته .
وجه المثقف الذي تقترحه شعرية عز الدين ميهوبي مثقف ناعم ينفخ في الأشياء ريح السلطة والريح تجري بما لاتشتهيه ارادة الجسد .
2 قفا المثقف وجه السلطة/
اني لست الا ذاتي وأكره ان تحشرني في تصنيفك
مايجب أن يكون ...
تحشرني في تصنيفك وأنا لست أنا
ماهو كائن ...
كان يامكان والآن ليس في الامكان أبدع مما كان ..كان وجه السلطة فيما مضى والمتن على الراوي الدولة في خدمة السلطة واليوم والهامش ملوث بالحواشي السلطة في خدمة الدولة ..يجب أن نشير الى أن بنية السلطة في الجزائر تشكلت عبر مراحل منذ الاحتلال وكان شكل الأنتجلسيا يتلون حسب صيرورة الجسد وتوحده مع الأشياء الجسد مع الأشياء يبدع غوايته ويستكشف تجلياته ولذلك نجحت السلطة مرحليا في صناعة غواية الحياة انطلاقا من مؤثؤين أولهما نظرية اسلامية ذات طبيعة سياسية تريد السلطة أما الثانية نظرية فرانكوفونية ذات اتجاه علماني يتلون بالتكنوقراطية .
السلطة في بنيتها تتكون من وطنيين واسلاميين وديموقراطيين ولعل هذا نسخ منذ القطيعة والفجيعة التي حدثت في أكتوبر حسب أحداث العشرية السوداء والحمراء فالوطنيون راهنوا على هوية الوطن من جذور تاريخية اخذت لهبها المقدس من الشرعية الثورية وبقي هذا النسق يدور حول نفسه فأنتج غلمان أشأم من أحمر عاد كما قال زهير بن أبي سلمى وصارت آليات الأداء أشبه بقرني حمار وما حدث واقع سريع الالتهاب على كل المستويات وتحولات لا تستجيب لأنساق الوطنين لأن رهان الوطن صارت شماعة الانتهازيين الذين ملكوا كل شيء وباعوه في سوق النخاسة .
أما التيار الديموقراطي فهو يراهن على الواقع والبرجماتية المصلحية والوطن في هذا التيار مصالح مشتركة بقاعدة ما لي فهو لك واعتمد في آلياته على الشرعية الادارية لكن ماحدث لي كل شيء وليس لك الا ما أريد وفي ظل هذا التيار ظهرت برجوازية جديدة أخطوبوطية الشكل ملكت كل شيء وأثرياء جدد وبارونات للسكر والزيت والدواء وأغلب الديموقراطين الذين تداولوا على السلطة جمعوا بين القطيعة والخديعة والفجيعة فأفلست كثير من المؤسسات وبيعت الى أفراد وسرحت شريحة كبيرة من العمال وبدأالسطح يطفح بالفوارق الطبقية والتهميش والبيروقراطية .
أما التيار الاسلامي بدأ يتشكل منذ أحداث أكتوبر حتى نضج كا يبدو واحترف السياسة الرهان كان على هوية الماضي والاقتباس من مثالية الاسلام القاعدة الذهبية الاسلام هو الحل وصار الخطاب خطبا عصماء تريد غيبا أبيض في واقع لاتجرح فيه السلطة ولا تعدل واقع محبط للجسد مخنق للروح يسحق كوجيتو الذات ويمسخه واقع خراب
مظلم قاتم والأليات التي قدمها هذا التيار كانت ميتافزيقية طوباوية تعتمد على قاعدتين عدم شق عصا الطاعة لضمان الولاء والقاعدة الثانية الخطاب الديني البلاغي ظاهره إسلامي وباطنه انتهازي حتى يؤثر على فطرة الناس ومحادث أن الكثير من رجال هذا التيار الذين تداولوا على الكراسي جمعوا أموالا وكسبوا بمنطق ملتح.
وحدث التحالف والتالف والتآلف بين التيار الاسلامي والديمقراطي لتقسيم مات بقى من وليمة الوطن ‘ المتامل في بنية السلطة في الجزائر يجد بين ديمقراطية البطن الفارغ واسلامية القلب الفارغ ووطنية اليد الفارغة فكأن الديمقراطية عادلت موضوعيا البطون والتيار الاسلامي عادل موضوعيا القلب الفارغ والوطنية عادلت موضوعيا اليد الفارغة من خلال ما رصدنا يمكن تحديد شكل السلطة في الجزائر التي مازلت لحد ألان بلا وجه بلا معنى ... تنسخ كل شيء وتمسخه ...
سلطة جسد بلا رأس أو سلطة الرأس بلا جسد في بداية تكوينها كانت جسدا بدون رأس في زمن مصادرة الانتخابات وهي الآن رأس بلا جسد تريد من الديموقراطية الأكل والشرب والنوم ومن الوطنية الانتماء والهوية لتبرير الوجود ومن الإسلامية الطقوس الدينية والتبرك والتكافل والخير لكن ما يجري الآن من إحداث على المستوى الاجتماعي من مشاكل وكذلك على المستوى السياسي والاقتصادي يكشف التصدع والشرخ الكبير في نسق السلطة داخل سياق الواقع المتطور بتوتر عجيب وغريب ولا تجد له حل الا المسكن الآني الذي يقترحه البرلمان والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني.
السلطة بدأت من الشعب الى الشعب ثم بالشعب وللشعب فبالشعب وليس للشعب
السلطة في ظاهرها مؤسسات وباطنها مصالح فردية ونهب وسلب .
السلطة في ظاهرها قوانين وباطنها فوضى وغنائم .
السلطة في ظاهرها خدمة المواطن مهما كان وباطنها خدمة أهل النفوذ والمال .
السلطة في ظاهرها ديمقراطية وفي باطنها بيرو سقراطية .
واجهت هذه السلطة بعد الانتخابات مشكلتين أساسيتين هما الأمن ورفع مستوى المعيشة لكن مأتم كرس الرداءة والتيه وبين الأمن ومستوى المعيشة صار المواطن بين المطرقة والسندان يأكل خبز أسود وهو عائم في جحيم سلطة .
ان السلطة التي تشكلت في واقع الجزائريين هي ليست سلطة نخبة بل هي عصبة من الناس احتكرت كل شيء مرة باسم الديموقراطية أو الإسلامية أو الثورية ‘ فانعكس هذا على المثقف الذي فقد وجهه وصار طحلبا يعيش بقفاه ضيع المبدأ والهوية والحرية والوعي والمعرفة وصار همه القوت وانتظار الموت و انتشر وباء البرجوازية الجوفاء التي لا تنج ولا تبدع بل ترسخ ثقافة المسخ والاستهلاك ..يبدو ان المثقف وقع في فخ رأس المال الدجال وبدأ يرشح نفسه ليكون بساط الريح لسلطة تنسخ جسدا ناعما يمدح قيما زائفة ويتغزل بروح تائه في مدارات العدم .
الحياة عبئها ثقيل على من أصابه الهوان والخذلان هذا خراب المعنى في ظل السلطة والمثقف حمارها الذي ينوء تحت أثقالها ولا يعبأ بالأثقال سوى أن كانت ذهبا أو قشا ..خراب المعنى في ظل السلطة جعل المثقف ينسى واجبه ويكرس زهرة عمره لحقوقه والشيء الذي نريد أن نشير إليه في هذا السياق هو أن المثقف فقد حريته فأعدم وجوده أطفأ ملائكته وأشعل شياط ينفخ في المعرفة بلادة وحماقة يريد بتا التقرب من السلطان ..وتعددت أشكاله في الحياة الاجتماعية والسياسية من كلب الى حمار خفاش ببغاء غراب فأر حرباء ضفدع أصلع ..من يصحب السلطان فلا يجزع من قسوته هكذا تكلم ألتوحدي ذلك هو ال! مثقف اللاز الذي له رائحة الكلب والجيفة في ذاكرة جسده فوضى حواس وأشياء .
السلطة تكونت بنظرية من الشعب والى الشعب فأنتجت نخبا أكلت كل شيء كالجراد ثم أعادت تشكلها بنظرية بالشعب وللشعب وسلب ونهب كل شيء ولم يبق غير السراب الذي يحسبه الظمآن ماء وهاهي تعيد شكلها بنظرية لها وجهان من الشعب للشعب والى الشعب بالشعب انها نزوة السلطة التي قنن لها ميكافيلي في أميره ليس المهم أن تكون رحيما وانما المهم أن يقال عنك أنك رحيم فأقس ما شئت وأبطش بمن شئت لكن ليكن لك ذلك فن يخدع الناس عن حقيقة نفسك فأنت في ظنهم الأمير الذي يحنو على البائس ويعطف على المرحوم ذلك هو ماؤك أيها الحوت اشرب أو تموت ابلع السكين في دمها المثقف في ظل السلطة دمر Ø! �لمعرفة باسم السلطة ووأد حريته باسم السلطة لقد صار من نخب الريع التي تذهب مع الريح .
وجه السلطة ولد للمثقف قفا لم يعد يفقه أي شيء قفا يغيب عنه معنى الحياة والوجود بل يغيب عنه معنى الوطن وربما في هذا المقام نستند الى النماذج التي ذكرانها عمر أزراج مثقف الحرية اغترب ومثقف الهوية عيسى لحيلح سلب ومثقف كل شيء عز الدين ميهوبي علب .
ما يمكن أن نصل إليه من خلال تفكيك بنية السلطة أنها أنجبت مثقفا عريض القفا كلامه جعجعة بلا طحين موقفه يميل حيث الريح تميل مسلوب من ارادة الحياة ومن كينونته لا يعرف سر وجوده انه مثقف المأساة يحلم بامرأة في حدود الشمس لكن هذه المرأة هي السلطة في غوايتها وسحرها وخطيئتها .
3عتبة السلطة ملحمة السقوط /
المثقف اما باع وراح أو جاع وطاح أو ضاع وصاح ...
المثقف في ظل السلطة يجب أن ينتحر فكريا ليعيش أما اذا رفض هذا الظل فعلية أن يختار بين شيئين أحلاهما مر أما الصمت أو الاغتراب وبين الصمت والاغتراب تبدأ ملحمة السقوط على عتبة السلطة هذه العتبة نسخت المثقف على صورتين صورة المثقف الدون كيشوتي يعيش الوهم ويرى الطاحونات جيوشا تحاربه وهو الفارس الجامح للحب والسلام أو المثقف الدون جواني الذي يرى كل يوم السلطة امرأة بغواية جديدة وسحر آخر .. السلطة عرفت هذا المثقف المزيف فأغرته بمكان تحت الشمس فصار مديرا في الاذاعة ومديرا للثقافة حتى يبرر فعله لها وبدأت الثقافة تتطور الى احتفال ومهرجان وأعراس لمدن ا! لملح والمثقف هو الراعي لهذه الكرنفالات .
أزمة المثقف الجزائري مع السلطة يمكن تشخيصها من خلال الفرانكوفونية / الفرنكوفولية والبرجوازية الثورية التي احتكرت الكراسي بحيث فقد المثقف وحيه وفكره ومزق نسيج لغته فصارت لغته لغة عنكبوت ومن هنا تبدأ ملحمة السقوط ولعل المتأمل في شعرية عمرأزراج يكشف قصيدة الثمانيات التي تغرس مسمار الذات في خشبة السلطة فيبدو السؤال ما ذنب المسمار يا خشبة أيها الحزب الواحد توحد أو تعدد أو تبدد فقدأدرك الشيب الصغار انها الجميلة تقتل الوحش أزراج عمر أعلن بروميثوسه حين سرق النور من السلطة فأصبته لعنة الاغتراب وصار طائر ليل يبحث عن بلاده والسقوط الذي ينسجه أزرا! ج يتمثل في حالتين
الرفض بمنطق حلاجي سهروردي يعوض نظام الظلام بهياكل النور
ثورة الروح على الجسد .
أنا البربري الأشد عزلة من الصحراء
في حضرة من لاأهوى
ومن لاأهوى هو المنفى
ثورة أزراج توميء بواقع مغلق عدمي الوقت سرابي الوجود .
ان الوجود اللغوي في ملحمة السقوط يتشظى في شعرية أزراج رغم أن المتخيل الوجودي مازال ينبض بحال النور .
هكذا ضاعت بلادي
أيها الحزب الوحيد
أدرك الشيب الصغار
أيها الحزب الوحيد
غزت النار الديار
أيها الجالس كالفقر علينا
نرفض النزهة في السجن والانجاب في المنفى المشجر
أيها الحزب المحجر
اننا نطلب شيئا واحدا تجدد أو تعدد أو تبدد
فأنا القائل لا واحد الا الشعب الباقي زبد
آه يا أطفال البلد
البسوا أحلامنا والشهداء
ثم صيحوا يسقط القيد وتاريخ الذيول
ويقول :
انه الطوفان لاشيء يقي الأعداء لا البحر
ولا البر ولا القصر ولا السجن الذي عد لأحلام الرجال
أيها الحزب الذي يدعي الوسط
ان شعبي قد قنط
كل شعبي قد قنط
هذه ملحمة سقوط الذات على عتبة سلطة رسمت بالوهم والخديعة فأبدع الشاعر خلاصه وأعلن نهاية التاريخ وبشر بزرادشت آخر نيتشوي الجنون والمحو يسحق جسدا تلوث بتاريخ طحلبي ران على الروح .
الشاعر نبي يرى مايريد وقد صدقت الرؤيا وتم توسيع حزب جبهة التحرير باسم الديموقراطية وتنوعت الأحزاب كالجراد مرة تحت ظلال الثورة اللهب المقدس ومرة تحت سماء الوطن وكل حزب بما لديه فرح .لكن السؤال الحرج الذي يطرح نفسه هل السلطة حين فسحت المجال لديموقراطية الأحزاب تخلت على الحزب الواحد ؟ الواقع يكشف في كل تطوراته كيف أن السلطة أمام أي مشكلة تدخل الى عنق الزجاجة فتلجأ الى ريع النفط اقتصاديا والى وضع القوانين والمراسيم سياسيا لكن لونفذ النفط ما ذا تفعل السلطة ولو أخترق القانون ما ذا يجري ... السلطة الآن بين ايروس باروناتها ولغوس شعبها والشعب يريد Ù! �السلطة تسود ياترى ماذا تعطي السلطة للشعب لو نفذ النفط والشعب قد قنط والوطن ملغم بألف بئر نفط ونفط .
المثقف هو من معذبي الأرض كما سطر فرانز فانون والمصير قدر سزيف كما عاش ألبير كامي .
أزراج الشاعر هو ذلك المثقف النقدي الذي قرأ أنساق السلطة بسياق اللحظة القلقة فعبر بقصيدة التجلي والتحلي والتخلي بالتجلي استشرف الحرية وبالتخلي تجاوز الماضي البائد الذي لا يسمن ولا يغني من الجوع وبالتحلي عرف كينونة الانسان الجزائري الذي يريد أن يكون بسلطة تضمن له ماء الوجه وكينونة الابداع عرف رأس المال الذي تلوث بغواية الحال .
يقول في قصيدته العودة الى تيزي راشد
وداعا لكل دالية لاتثمر الا في الذكرى أو الحلم
وداعا للاستمناء
وداعا بامن سيحتفلون في تحديد مساحة قبري
انها ملحمة السقوط ملحمة السندباد الأزراجي الذي رأى وجه السلطة الماكر انه في حالى وداع لدالية لاتثمر في جنة السلطة يودع الاستمناء الذي يدل على عدمية الغواية وحيوانية الذات التي مسخت ونسخت على عتبة السلطة يودع صنف من كائنات السلطة وهي تحتفل في تحديد مساحة القبر قبر الجسد المخضب بشظايا المستحيل ..كل شيء يتكرر على عتبة السلطة بنفس اللون والذوق والعبق ..
هي سلطة تمسخ الجسد وتنسخ الروح ..السلطة كنخبة مسخت المواطن ونسخت القوانين وقد ينقلب السحر على الساحر لاطاعة للسطة تخالف القانون لأنه لاسلطة الا سلطة الشعب ..هذه سلطة العصر أممت الممتلكات سابقا وهدمت المؤسسات وطردت العمال فعم البلد الاحتجاجات والاضرابات والحرقة والانتهازية ..
هذه السلطة أدت الى انسداد المشهد السياسي فاستحال التغير الارادي والاداري من الداخل واستحال التغير بالقوة واستحال تفسخ نظامها واستحال التغير بتيار مثقف وصار التدوال على هذه السلطة تآمر النخب المثقفة على بناء الدولة فلم يفلح تيار الديموقراطين ولا الوطنين ولا الاسلاميين ولا الثوريين في تشيد بناء الدولة وأبدعوا في بناء سلطة شرسة كلها بارونات تحتكر الخبز والسكر والزيت والدواء .
لم يكن المثقف ذلك الكائن الخلاق الذي يبدع ديمومة الحياة وكينونة الحرية التي تعيد للسلطة ماء وجهها وللشعب دمه المسلوب المنهوب .
المثقف الذي تشكل هومثقف انتهازي مكسر الجناح بارع في تبرير السلطة من أجل خبز أسود يعتقد أنه يبيض أيامه .
السلطة قضت على المثقف بمنطق الانتحار الثقافي فان كان المثل العربي يقول تجوع الحرة ولا تأكل بثديها فهاهي الحرة تجوع وتأكل بثديها .
المثقف ذاب في السلطة فمسخ ونسخ وعقده مع مجتمعه ووطنه فسخ فرضخ وحدث الشرخ.
4 خيبة الديموقراطية / أنا بمنطق الديموقراطية آخر لي ماله وعلي ماعليه ..
الديموقراطية هي حكم الشعب بنفسه ولنفسه ‘ يبدع الشعب بتا مؤسساته وتشريعاته ودستوره وبرلمانه وسلطاته التنفذية والتشريعية والقضائية وما ينشأ بديموقراطية يكون شرعيا يتم بتا التداول على السلطة بالمجايلة والكفاءة فلا شيخوخة قيم في الديموقراطية بل شبانية حرية وارادة للحياة ‘ السؤال الذي يطرح نفسه كيف فهمنا في الجزائر الديموقراطية وكيف تداولناها وطبقناها ؟
من خلال قراءة تداعيات المرحلة وتحدياتها تم تشرب الديموقراطية بمصلحية عدمية أنانية ذاتية لا برغماتية عملية تضمن المنافسة والاختلاف والائتلاف وهنا تجلت الديموقراطية خيبة ونحس في جزائرنا فالشعب فهم الديموقراطية حقوق مطلقة والسلطة فهمت الديموقراطية أنا لي كل شيء أتصرف متى أشاء وأنت لك ما أمنحه لك صدقة يعني هذا أن المواطن يريد الديموقراطية بيضة الذهب والسلطة تريدها الدجاجة فمثلما الديموقراطية حقوق فهي أيضا واجبات ومثلما هي حرية واختيار فهي حياة ومبدأ ومثلما هي نسق فكري فهي سياق اجتماعي وحضاري وسياسي وأراهن في جزائرنا على سر الديموقراطية ! عند الطبقة السياسية أن تقدم لنا مفهوم وجودي حياتي فهناك نخب سياسية في السلطة لاتحسن التفكير والمعرفة والكولسة وهي نافذة في القرار باسم الديموقراطية التي مات من أجلها سقراط لأنه بدأ ديموقراطيته باعرف نفسك بنفسك وما أخذ من الديموقراطية أنفع نفسك بنفسك فالديموقراطية خلقت في الجزائر فوضى الأشياء فظهرت طبقة الأثرياء الجدد برجوازية خدماتية لا تنتج شيئا بل تستهلك كل شيء تأكل ليجوع غيرها وتشرب ليظمأ غيرها وتلبس ليتعرى غيرها كذلك نجد طبقة أخرى من أفراد تبيض الأموال وبارونات الأعمال ورواقيين السلطة وسفسطائيين الكلام وكلبيين النهب ..حتى ولو نظر! نا الى المثقف كيف فهم الديموقراطيØ! © فنر ى صنف يجعلها أكل القوت والتوشح بالسكوت لأنه هذا ماؤك أيها الحوت اشرب أو تموت وصنف يراها حرية طوباوية تجعله كالحمام المكسر الجناح يسقط على البرج الخالي في حين يجب ان ينظر المثقف الى الديموقراطية أنها أداة تمنح الحرية ارادة الحياة وتخرج الوعي من رومنسيته الى براجماته الديموقراطية في ذهن المثقف لها حالة عدم التعيين انه بطل عرس البغل يريد شبقه على حساب وقته .
الديموقراطية جعلت السلطة تتوحد بالثروة والمعرفة وفي الجزائر توحدت السلطة والثورة والثروة واغتيلت المعرفة وفي بعض الأحيان تجهض وقد تزني السلطة بالمعرفة أو الثورة بالمعرفة أو الثروة بالمعرفة .
المثقف يدرك هذه الطامة لكنه لاحياة لمن تنادي فهو مشغول بتخنيث المعرفة ويقوم بتسليع الفكر والجسد والأشياء والحرية والمعرفة .
ما أحلم به هو ديمقراطية من صميم الوجود تتخذ معراج العضباء التي رمز بتا طاهر وطار في روايته الولي الطاهر يعود الى مقامه الزكي هذه العضباء تحلق بأجنحتها في سماء الوطن وتحول القمر والشمس الى أبار نفط أريد ديمقراطية استشرفها واسيني الأعرج بعد فاجعة اللية السابعة بعد الألف من شرفات بحر الشمال وجسدها في البيت الأندلسي الذي يعادل موضوعيا هوية ضائعة أريد ديمقراطية زئبقية زنبقية الروح تتجلى من ذاكرة الجسد لتمحو بقايا النحو من فوضى الحواس ويصير نسيانكم بداية حرية وتحضر .
الديموقراطية في الجزائر أدخلت البلد في عنق الزجاجة فلا السلطة استوعبت قضايا العصر فالواقع في واد والسلطة في واد وكل الحلول لمشاكل المواطن يتم حلها بالتلفيق فلا جرح ولاتعديل للقوانين المرحلة وتكاثرت القوانين والمراسيم كالطحالب على جدران الدولة وكثر اختراقها..أكل المواطن في ظل ديمقراطية السلطة الخبز الحافي وشرب الماء بذبابه ولبس الحياة بفجيعة وخديعة وقطيعة فجيعة المستقبل المجهول القاتم وخديعة الواقع وحالات اللامعقول والقطيعة في حبل الوصل بين المجتمع .
يجب أن نشير الى فكرة مهمة تتعلق بديموقراطية السلطة الجزائرية تتمثل في صورتين :
الأولى جوع كلبك يتبعك ويميل حيث الريح تميل
الثانية فجع الذئب وعدم قتله
بين الجوع والفجع يتم تخدير الشعب واللعب على أوتار قيم بائدة تشحن القلب بقاعدة حب الوطن من الايمان لكن الفقر في الوطن غربة وان نامت نواطير السلطة عن ثعالبها التي بشمت وماتفنى العناقيد على حد قول المتنبي .
يجب دمقرطة المؤسسات ودمقرطة السلطة ودمقرطة الأشياء والثروة وايضا دمقرطة الثورة حتى لا يجرفنا طوفان الديموقراطية وريحا الصرصر .
الديموقراطية هي وهم نتجرعه كل حين والمثقف يعرف هذا لكن يبلع السكين بدمها انه انتهازي الوجه واليد واللسان هي لعنة المثقف التي أصابتنا فتلوث صبحنا بالسراب ولليلنا باليباب يجب أن يعرف المثقف قاعدة هي اكسير الحياة ذكرها الكواكبي في طبائع الاستبداد الحرية أفضل من الحياة ونحن في
ديمقراطية التمومس ديمقراطية الحياة أفضل من الحرية ماذا بقي للمثقف اذا فقد حريته غير الخيبة انها حياة ما لجرح بميت ايلام .
ماذا بقي للمثقف بعد تاج الحرية لقد صار كالهدهد المخصي حسب قول الشاعر معين بسيسو هاهو المثقف يقتله سيف له ذنب السيف الذي لم يعد أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب لم يعد رمز الفتح والعدل والكرم يصدق شكل المثقف في خيبة الديموقراطية ما قاله المتنبي :
اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
يجب على المثقف أن يلتزم بالحب لشعبه ما يحب لنفسه ويكون في ذاته ومرآة الآخر ...
الديموقراطية في الجزائر خيبة ولدت سلطة التحالف السياسي والرئاسي من أجل تقاسم الريع والدجل على الشعب وهذه السلطة ليست سلطة شعب ومواطنين بل سلطة فن السيطرة على الادارة والشكارة كما أن بنيتها قائمة على هوية الثورة التي سرت في نسيج السلطة والواجب هو أن تدخل الى المتحف حتى يسري النور والماء في شجرة السلطة هذه الثورة قادت البلاد في نهايات الاحتلال ومنذ الاستقلال الى أحداث أكتوبر 1988ثم الانفتاح والتعدديةوانتقال المعارضة والعودة الى بيت الطاعة.
السلطة الجزائرية في هذه البنيات المتعددة أنجبت نموذجين من المثقفين مثقف ثوري له فكر يجهل صيرورات الواقع ومثقف تقني لا فكر له بل وظائف ترتبط بواقع معقد اجتماعي ثم نتج عن هذين النموذجين نموذج آخر هجين بين التكنوقراطي الاستئصالي اللائكي أغرق البلاد والعباد في طوفان مشاكل .
5 يوتوبيا المثقف / في الجزائر مثقف من القصور الى القصور ومثقف من القبور الى القبور ...
المثقف الجزائري بدا ثوريا وانتهى انتهازيا تعلق بالسلطة وكرسها ليلا ونهارا فكان خطابه خطاب هزيمة وخيبة وفوبيا فحدث له ما حدث في كليلة ودمنة مالك الحزين الذي أنقذ الحمامة من فخ الثعلب ولكن معرفته لم تحمية من شراسة الثعلب .
المثقف وقع بين الهزيمة واليوتوبيا هزيمة في واقع لم ولن يفهمه ويوتوبيا أبدعها متخيله الأيروسي لا اللوغوسي ورسم خطابا يشبه التيه والشتات وهو كالفاسق في عرف المعتزلة لا هو نجح في الولاء للسطة ولا هو انسجم مع ايقاع الناس .
اليوتوبيا التي يشتهيها المثقف الجزائري نابعة من هزيمته اجتماعيا وخوفه من غول السلطة هذه المدينة الفاضلة التي شكلها يعتقد أنها تسقيه بكيمياء السعادة حرم منها في واقع جامح وسلطة دجل.
لم يمثل المثقف الجزائري المواطن في البرلمان ولا مجلس الأمة ولا الوزارة ولا المجالس المنتخبة ولم يمارس التحزب ولا النقابات لأنه يجهل أبجديات التنمية وحتى الذي تقلد منصبا اداريا في قطاع الثقافة ذاب وتلاشى وحنط وسقط .
اليوتوبيا عند المثقف الجزائر خلاص من سقوطه وحلم يعوض به سلب وجهه ويده ولسانه انها يوتوبيا الوهم والعدم حين يصير الوجود كينونة بلا ديمومة خلاقة ...
اليوتوبيا ينسجها المثقف في ظل سلطة تجعل الجمل يلج في سم الخياط فيطرح جسده بساطها لكن مايجب في هذه اليوتوبيا يجب أن يمنح جسده قربانا لوطنه وشعبه الجسد بر فكره بحر قلبه قمر عقله شمس عظامه جبال دمه ينابيع حياة .
في يوتوبيا المثقف نظرية الأنسنة الأزراجية ولدت وجودا غريبا في واقع مخضب بعدمية السلطة ونظرية الأسلمة لعيسى لحيلح ولدت عالما منسوخا عن نموذج عتيق لا يصلح لقلق اللحظة ونظرية الدمقرطة لميهوبي ولدت عالما شرسا تسكنه مغنية صلعاء .
يوتوبيا أزراج أرادت مدينة فاضلة تبدأ من الحرية للتوغل في الحياة
يوتوبيا لحيلح أرادت مدينة فاضلة تبدأ من سلفية الهوية لتلج بحر الحياة المتطور المتغير بقاعدة البقاء للأقوى .
يوتوبيا ميهوبي أرادت مدينة فاضلة تراهن على حياة بلا حرية ولا هوية حياة دعه يأكل دعه يحيا كالحيوان بلا وجود بلا حرية .
أنسنة أزراج في رمزها تماثل الألم البروميثيوس
أسلمة لحيلح في رمزها تماثل عدمية سزيف
ديمقراطية ميهوبي في رمزها تماثل دون جوان في غوايته .
يوتوبيا الألم تغترب ويوتوبيا العدم تسلب ويوتوبيا الغواية تعلب .
ان المثقف الطليعي التحرري النخبوي التنويري النهضوي أنتج تيها وتفاوتا وعزلة عن الشعب واستبدادا ولم تكن أحلامه سوى زمنا ضائعا ينسج بيت عنكبوت يبشر بنهاية التاريخ .
يوتوبيا المثقف يجب ان تكون سكنى العالم يسكنها الشعب على كل شرائحه وطبقاته يوتوبيا تقوم على قاعدتين الأولى الحرية والحب الحرية وجه الذات في مرآة الأخر والحب انعكاس المعنى من مرآة الآخر وسريانه في دم الذات .
اذا بدأ المثقف موقفه من كينونة الحرية والحب فانه يفلح في تأسيس يوتوبيا تضمن السعادة والحضارة .
لكن هل يوتوبيا المثقف هي مدينة الله كما تخيلها القديس أوغسطين أم المدينة الفاضلة التي صورها الفرابي تشبه الجسد التام الصحيح العضو الرئيسي القلب ويجب ان يكون حاكم المدينة الفاضلة
جيد الفهم جيد الحفظ جيد الفطنة حسن العبارة محبا للتعليم غير شره في الماكول والمشروب والمنكوح كبير النفس محبا للصدق الدرهم عنده هين محبا للعدل هذه صفات الانسان الكامل على حد تعبير بن عربي في فتوحاته المكية هل تتوفر هذه الصفات في شخصية المثقف حتى يرسم معالم يوتوبيا وجوده .
المثقف الجزائري لم يقدم لوجوده فير معنى الخراب كلامه جعجعة بلا طحين وسلوكه نؤوم الضحى وموقفه كلبي الرؤيا يريد من غوايته واستمنائه عالما تسوده شريعة المتعة ومجتمع الفاقة .
أعلق هذا الجزء من المقال بثلاث اسئلة :
1 هل اليوتوبيا فردوس مفقود لجحيم موجود ؟
2 هل مايجب ان يكون يفرض تجاوز أو هدم ماهو كائن ؟
3 هل ساس المثقف الجزائري ليخاطر برأسه أو يريد شمسا أخرى تمحو ظلمة السراب ؟
6 كوجيتو المثقف / أنا أرى لأعرف وأعرف لأستكشف وأستشرف ذلك هو المثقف رؤية الواقع ورؤيا الوجود يجعله يعرف مايجب فيما يحدث فيكشف ويستشرف جسده وجدله العاشق مع الأشياء .
لاكينونة للمثقف بدون كوجيتو والكوجيتو إكسير الحياة ويمكن وضع فرضيات لكوجيتو المثقف في
أنا مثقف لأوجد ...
أنا مثقف لأتحرر ...
أنا مثقف لأبدع ...
أنا مثقف لأتحول ...
أنا مثقف لأخلص ...
أنا مثقف لأني أريد ما أرى ..

1- أنا مثقف لأوجد : لايمكن أن نتصور أنا مثقف الذات تبادر في الفعل الخلاق وهي مركز الوعي بجسدها ولحظتها ..الأنا المثقف ينظر في مرآة وجدانه فيوجد ويواجه نفسه بنفسه وينخرط في العالم ويندمج فيه ليحس أكثر بالآخر ...الأنا المثقف لكي يوجد علية أن يذوق لذة الألم بكل شيء يغترب لينتمي ‘ يتألم ليتلذذ ‘ يسقط ليعلو يشك ليتيقن ‘ يأثم ليتوب ‘ يكفر ليؤمن ‘ يصمت ليتكلم يتوتر ليعشق ‘ يكون ليتحرر ... الأنا المثقف يوجد بكوجيتو ديكارتي الفكر كانطي الواجب نتشوي الارادة كيركجوردي العدم سارتري الغثيان غزالي الشك معري التشاؤم متنبي الرغبة حلاجي الحلول حتى يشرق وجود! ه بفيض الذات المخضبة بالوعي . أنا مثقف أوجد حين أتوحد بالآخر فيصير جحيم الآخر جنتي وعدمه وجودي وحلمه واقعي الآخر لأنا المثقف هو الوجود فكأن الآخر للأنا هوية وحياة .
1- في هذا النمط من الكوجيتو نشير الى نموذج المثقف الجزائري الذي جعل من الألم العظيم وجودا لحريته انه محمد أسياخم الذي ربما وظفت ملامحه أحلام مستغانمي في رواية ذاكرة الجسد ويبدو ذلك جليا في لوحاته ماسح الأحذية والأرملة والصبية ماسح الأحذية هو المثقف الجزائري لقد جعل محمد أسياخم وجوده يرتبط بالكره المقدس الكره يعني الحب يقول في بعض مواقفه التي تعبر عن كوجيتو يريد وجها لجسد يتشظى بحرية لها أجنحة النورس تحلق به في سماء هوية مائية الاختلاف نورانية الاختلاف أني وحيد لأني أكره .
2- أنا مثقف لأتحرر الحرية هي نسيج الوجود ودم الحياة للمثقف بالحرية يحقق ارادته واختياره ومسؤوليته والحرية تحقق للمثقف شيئين : معنى الأشياء وطقس الفعل فحين يفهم المثقف حركية الأشياء وصيرورتها يولد طقس الفعل الذي يجعله يتكيف وينسجم جسده بواقغه .
3- أنا مثقف لأبدع الابداع خلق في جوهره يجد خلاصا لأي أزمة تواجه المثقف في واقعه به يحدس الواقع يكشفه يشخصه ويجد له ابدالات عملية دينامية تطور الوعي وعلاقته بالشعب .
4- أنا مثقف لأتحول لاشيء ثابت هذا الجوهر يجب على المثقف أن ينتبه إليه حتى يستطيع ان يفهم فيزياء الواقع ويفهم نواميسه السيكوسوسولوجية والسوسيوسياسية حتى يستطيع أن يجد حلولا ناجحة ناجعة لأزماته .
5- أنا مثقف لأخلص المجتمع بكل شرائحه ينتظر خلاص المثقف لتعود له حقوقه ويعرف واجبته المثقف نبي للخلاص بقلبه يرى حلم أمته وبلسانه يعيد للوحي والارادة يبعث النور في ظلمة محيطه وبيده يغرس بذرة الحرية والحياة .
6- أنا مثقف لأني أريد ما أرى من رؤية الحياة الى رؤيا معناها يدرك المثقف ما يجب ومايريد ومايفعل وفق ميتافزيقا براجماتية تضمن ديمومة الخلق للكينونة .
من خلال كوجيتو المثقف يمكن أن نرصد أنا المثقف الجزائري في وجوده يعدم بواقعه وفي حريته يقيد بفوضى الأشياء وفي إبداعه مقلد للسلف دينصوري عنكبوتي وفي تحوله يغلب شكه يقينه وغوايته توبته وفي خلاصه يلبسه التيه فيفقد براءة وحيه ويغرق في جحيم ضلالته وفي ارادته يصاب بالعمى وفوبيا الظلام فيفلت من قبضته ظل النور .
الكوجيتو هو ذلك الجسد الذي عرف كينونته من خلال ديمومة النور في باطنه فعمار بلحسن في يوميات الوجع يقول تبا لك يا وطني بلاد الألم العريض .
تبقى فكرة مهمة يجب أن نشير اليها كوجيتو أنا أنتخب من يمثل ارادتي ويمنحني حقوقي لكن ماحدث واقعيا أني أنتخب لأسلب وصار الانتخاب للنواب منبع الثروة والنفوذ والسلطة و صار صوت المواطن صدى للسراب واليباب .
7 أنتلجنسيا الخبز / النخب المثقفة في الجزائر ذابت في السلطة والذي أقصي أغترب بموقفه وحريته ومابقي في الساحة يمكن أن نصطلح عليها بتحفظ انتجلسيا الخبز تمارس الثقافة بهاجس الاستمناء والتعلق بريع سياسيا فلم يعد المثقف يكتب ولا يقرأ بل يعيش من أجل طاعون الخبز ... المثقف الجزائري هرطقي السلطة يشرع لها ويبدع يضرب ظله بسيف له ذيل .
المثقف الجزائري كوردة في الليل نسي لم يعد في قلبه النور ولا في دمه النار ولافي شعوره السماء ولا في وحيه الماء ولا في كلامه الهواء بل صار وجوده مفتوحا على الخبز من أجل الخبز وحده يعيش .. هذا المثقف الذي تكلف حمل السماء مثلما حملها أطلس كما تسرد الأسطورة ولما جاءه هرقل يسأله عن كنز التفاحات الذهبية قال أنك لاتعرف مكان التفاحات فدعني أذهب وأحضر لك التفاحات فاحمل عني السماء وتخلص من ثقل السماء وعاد بالتفاحات وقال لهرقل سأحمل التفاحات الى حيث تريد فتظاهر هرقل بالرضى وطلب من أطلس أن يحمل عنه السماء لحظات حتى يضع وسائد تساعده على الحمل الثقيل وما ا! ن حمل أطلس السماء حتى تركه هرقل وفر بالتفاحات فالسلطة مع المثقف مثل أطلس مع هرقل حين وجدت التفاحات الذهبية حتى أعادت الحيلة المثقف وتركته لسمائه ووهمه .
أما المثقف الجزائري مع الناس مثل أسطورة الكهف الأفلاطوني الكل مكبل بالسلاسل والاغلال في أعناقهم وأرجلهم لا يستطيعون حراكا واللهب المقدس من خلفهم ينبعث فيلقي أمام الجدار الذي أمامهم ظلالا متحركة والمتوقع أن المثقف هو المخلص الذي يجب ان يفك وثاقه وتمكن من فهم سريان النور .
المثقف الجزائري متسكع محظوظ منحوس بقدره ذاب في السلطة وأطفأ جذوة محبة الناس وكان من المفروض عليه أن يبدأ من الذوبان في الناس ليخلق السلطة .
لم يفلح المثقف الجزائري في خلاص واقعه من حرباء السلطة بل كرسها فكرا ومنطقا وخطابا ولم يعد نبي الكادحين بل مسيحا دجالا للسلطة ..المثقف هو نبي المجتمع حين لا نبي يأخذ بيده ويعلمه الحب والحق .
لم يقم المثقف الجزائري بواجبه المتمثل بسقي ظمأالقلوب بماء الحرية وجوع العقول بخبز الوعي .
الأنتلجنسيا في الجزائر التي تشكلت في العشرية السوداء هي أنتلجنسيا الخبز والانتهازية والمناسبات والتكريمات والكرنفالية الموسمية ..أنتلجنسيا تغطي الشمس بعين الغربال لاتاريخ لها ولا حرية ولا هوية ولامبدأ لم يفهم الحياة لأنه أعتقد أن قيمتها في امتدادها والمفروض أن يعرف القيمة في استخدامها.
أنتلجنسيا الخبز في الجزائر هي التي أنجبت سلطة الدجل والفرد النذل .
في الجزائر ظهرت أنتلجنسيا للخبز لم تكن لها وضعية منطقية داخل المجتمع فانسحبت لتعيش حتى بدون قيم وقدمت حريتها ومواقفها قربانا للوهم والسراب .
الأنتلجنسيا الجزائرية باعتبارها فئة اجتماعية قريبة من فئة الموظفين تساهم في ادارة الانتاج وتطوير الثقافة لم تنج وعيا ولم تطور طقوس التراث والهوية فالأنتلجنسيا في نظرية البلغاري نيقولاي فيليشيف فئة تهتم بالعمل العقلي من علماء وأدباء ومعلمين ومهندسين وموسيقين وفنانين وأطباء ذابو ا في قوالب السلطة بل مسخوا مرة بإسم الثورة ومرة بإسم الديموقراطية صار المثقف هو الدودة الهائلة في مذهب كافكا .
السلطة قصدت تهميش المثقف وسحقه وجوديا ويمكن حصر تهميش السلطة في :
1 تهميش المثقف الجزائري قد برمج وتمثل في غسيل عقله وفكره .
2 ثقافة الريع والمواسم والتكريمات والنهب بمنطق تحت الرعاية السامية .
3 التهريج والتخدير واعطاء المقام الكبير للشفوي.
4 تطبيع ثقافة الفلكلور والرقص على أساس أنها تمثل هوية .
5 تخصيص مناصب سياسية متعلقة بالهياكل الثقافية من أجل الولاء والتحزب .
6 محاولة احتواء اتحاد الكتاب الجزائرين وجعله كنقابة تدافع عن حقوق المثقف الضائعة وجعل المثقفين كفئة مسكينة متسولة تتمنى أن تلتفت السلطة اليها لا نقاذها من شبح الجوع والمرض .
السلطة نجحت في مسخ المثقف وفسخ حريته وهويته وموقفه وجعله مواطن همه القوت وانتظار الموت .
ان ما يروج الآن اعلاميا يكشف انتحار المثقف واقعيا سوى في الجانب الاخباري الموجه أو الخطاب الديني السطحي الساذج أو طابع الترفيه .
المشكل ليس في السلطة ولا الشعب هي في المثقف الذي لم حريته في مرآة هويته فوجوده ريشة في مهب الريح لا يملك ارادة الحياة . .

خواتم لهوامش تبحث عن متن /

1
المثقف يبدع وجوده بحريته وفي الجزائر فسخ وجوده ووأد حريته
2
المثقف مخلص للآخر وفي الجزائر أقصى الآخر وأكل خبزه .
3
المثقف نبي الحرية والهوية وفي الجزائر دجال الحرية والهوية .
4
المثقف مبشر بالحب والحق وفي الجزائر جعل الحب غواية والحق حكاية بلا بداية ولا نهاية .
5
المثقف في الجزائر كل شيء وهو عند السلطة لاشيء .
6
المثقف وجه والسلطة قناع وبين الوجه والقناع تجري الرياح بما لا تشتهي الشراع .
7
لاسلطة لمثقف لم يعرف نفسه ولا يدري ماذا يريد .
8
السلطة لسان الغواية .
9
السلطة أسندت لغير أهلها والمثقف منذ الاسقلال ينتظر الساعة .
10
بسكون المثقف تولد السلطة بحركته تغيب السلطة .
11
آفة السلطة المثقف وآفة المثقف السلطة .
12
السلطة هي العلة التي يشتهيها المثقف .
13
اذا عرفت السلطة المثقف احتقرته واذا جهلته غيبته .
14
السلطة وردة الشوك رؤيتها أسلم من لمسها باليد .


15
بالسلطة يعيش الشعب وبالمثقف يحيا وفي الجزائر يموت وينتحر
16
اذا كانت السلطة امرأة فانها تريد مثقفا عاشقا وان كانت أنثى فلا مثقف لها الا الفحل .
17
السلطة أم الشعب أما أبوه المثقف حتى يعرف أصله وفصله .
18
السلطة بدون مثقف إمرأة عانس أو مومس .
19
اذا كانت السلطة وجها والمثقف قفا يغمر طوفان التيه والشتات الشعب أما إن كان المثقف وجها والسلطة قفا فانه يبني مدينته الفاضلة .
20
عصا الطاعة في يد السلطة وجود وعصا الطاعة في يد المثقف جود

بشير ونيسي دار الثقافة الوادي سوف الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)