رسالة مفتوحة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة / الدكتور عيسى لحيلح


رسالة مفتوحة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة / الدكتور عيسى لحيلح


״ عَبدَ العَزِيـزِ ״ تَحية وَ سَـلاَمَا 
أَنتَ العَزِيـزُ مَكَاَنةً وَ مَـقَامَا
يَا حَـامِلاً بُشرَى الوِئَامِ لأِمـــةٍ 
تَعَِِبتْ تُقـاتِلُ ظِلهَا أَعْـوَامَا
تَعِبَتْ تحَُُـزﱡ وَرِيدَهَا لِتَــصُبﱠ لِلـــ
ــمُتَثَائِبِينَ سُلافَةً و مُدَامَا
وَ تَزِيدَ في عُمُــرِ الفَوَاجِعِ و المَوَا 
جِعِ و النـوَاحِ مَظَالِمًا و ظَلاَمَا
هَل تَستَطِيعُ ـ و لَيسَ شَكا سَيدِي ـ
أَن تَجعَلَ الصقرَ الغَضُوبَ حَمامَا
و تَصُدﱠ عن شَرَفِ الجِياعِ و خُبزِهِم 
قِطَطًا سِمَاناً أَدمَنُوا الإِجرَامَا
قَد ضَاجَعُوا الوَطَنَ العَزِيزَ فَأحبَلُو 
هُ و أَولَدُوهُ ثُكلاً و يَتامى
مَن هَؤلاءِ النابِهُونَ الناهِبُو 
نَ الطامِعُونَ الطامِحَونَ دَواما ؟؟
الأَوفَرونَ مثالِبًا ، و الأخسَرو 
نَ مَنَاقِبًا ،و الأفجَرُونَ خِصاما
و الأَخبَثُون مشارِبًا ، و الأَخنَسُو 
نَ مَساربًا ، و الأَخنَثُونَ كَلاما ؟؟
كَيفَ استطاعُوا ـ ويحَهُم ـ أَن يُفقِرُوا 
وَطَنًا كَمائِدةِ المَسِيحِ تَماما؟؟
*****
يا فَارِسَ الحُلُمِ الجَمِيلِ أما ترى 
وَطَنِي الجَمِيلَ خَرائِبًا و حُطاما؟
كرﱠت علَيهِ مَصائِبٌ بِمَصائِبٍ 
فَاستَخلَفَ الجَرَبُ الخَبِيثُ جُذَاما
و استَنفَرَ الطوفَانُ رَوعَ زَلازِلٍ 
فالشعبُ بَينَ يَدَيهِِما يَتَرامى
و أَراَكَ مِثلَهُ صابِرا و مُصابِرًا 
هَـذي سَجايا الأَتقِياءِ تماما 
كُلُ المآسِي في الجَزَائِرِ سَيدِي 
ضَرَبَتْ لها بَيْنَ الجِيَاعِ خِيَامَا
طف بالحواري النائمات على الطوى 
و الحالمات بما يدر طعاما
فهناك في ظل الصفيح صغارهم 
صفر الوجوه يلاعبون زكاما
غرثى البطون كأنهم ـ و هم الصغا 
ر ـ قد أدركوا قبل البلوغ صياما
"عبد العزيز " و ما أمر حديثنا 
لما نصبه مزبدا آثاما 
و لأنت أوفى بالوعود و بالعهو 
د ، و أنت أصدق ـ يا رئيس ـ ذماما

*****
هزوا غذونا في الحياة و سبة 
و معرة و حثالة و طغاما
حتى المرايا انكرت سحناتنا 
و استقذرت أن تعكس الأقزاما
فإذا نظرنا في المرايا لم نجد 
إلا دخانا فائرا و غماما
لكأننا أحفاد " مازوش" اللعيـــ
ـــن ، و وارثوه تمزقا و فصاما
و كأن "دوساد" الشقي قد اشتهتــ
ـــــه نساؤنا لما وجدن وحاما
حتام نرسف في الضلالة تائهيـــ
ـــن ، و أرضنا مهوى الهدى ، و علاما
ماذا أحدث يا رئيس و أنت أد 
رى بالفواجع مبدأ و مراما
فافتح فمي يا سيدي فلقد كرهـــ
ـــت من الحياة عصابة و غماما
"عبد العزيز" أما و ربك سيدي 
لولا مخافة أن أًسُرَ لِئَاماَ 
لجهرت باليأس الذي في أضلعي 
و ملأت أقداح الشكوك جماما
و سقيت أولها بكأس أخيرها 
و رميت منشفتي ، و قلت : سلاما
لكنني مستيقن أن "الجزائر" أنجبت أغــ
ـــلى الرجال ـ نشامى
قد يصهر الفولاذ غيظ صدورهم ، 
و بنظرة قد يثقبون رخاما
فبهؤلاء ، و أنت قطب رحاهم 
نجني المنى ، و نحقق الأحلاما
و نعيد للوطن الجريح ربيعه 
فإذا المرابع زنبق و خزامى
يأبى لنا التجار .. تجار النعو 
ش تصالحا و تسامحا و وئاما
يأبى لنا التجار .. تجار النعو 
ش تحضرا و تحررا و فطاما
و تجددا ، و تحددا ، و تمددا 
، و توحدا و تحررا ، و نظاما
يأبى لنا التجار إلا عيشة 
مثل القطيع تناحرا و صداما
****
"عبد العزيز " و أنت أدرى سيدي
أن المصير من المسير تماما
ماذا أعد الظالمون لربهم 
إن صيح : ـ يا أهل القبور قياما
ماذا أعد الحاكمون لربهم 
إن صيح يوما : ـ احشروا الحكاما
ماذا أعد القاتلون لربهم 
إن صيح : زيدي يا سعير ضراما
أمجازرا و مقابرا و هياكلا 
و جماجما مثقوبة و عظاما
اشهرت سيفك فابتهجت ، و إنني 
لأعيذ سيفك أن يكون كهاما
فافلق به ان كنت "بوتفليقة" 
رأس البغاة أكابرا و عواما
و ابدأ برأسي إن تراني باغيا 
أنت المحكم شرعة و ذماما
و افتح زنازين السجون و بعدها 
سن القصاص و شرع الإعداما
أو فاعف عفو اب تخاصم ولده 
و استحفظوه أراملا و يتامى
لا يعرفون أباسواك ، فضمهم 
ضم الطبيب يضمد الآلاما
و استنفر النفس التي بين الضلو 
ع ، و كن لنا "عبد العزيز " عصاما 
قد كان عالج سابقوك جراحنا 
لكن ما يشفي الكلام كلاما
فارعد و امطر صيبا أو وابلا 
و اسق العطاش و نور الآكاما
******
طاب المقام و راقني قدح المدا 
م و لم أجد حول القداح ندامى
فالطيبون ـ و هم أهيل مودتي ـ 
عافو القداح ، و أنكروا الأنغاما
لما رأوا شرف الجزائر ضائعا 
و نساءها بين النساء أياما
و رجالهم بين الرجال أذلة 
و كرامها بين العوام عواما
يا قاعدين على الديار ألا قفوا 
أشهى البكاء على الديار قياما
فلم القعود و قد جعلنا أرضنا 
بين البلاد خرائبا و حطاما
و لم القعود و قد جعلنا شعبنا 
بين الشعوب هياكلا و عظاما
و لم القعود و ليس ثمة منزل 
إلا و فيه مروعون يتامى
و مهجرون و نازحون قد احتموا 
بمهجرين و نازحين قدامى
******
شيعا تقاسمنا الحواة و صار أفـــ
ــــجرهم هنا للمتقين إماما 
ذا يدعي ثورية .. ذا يدعي 
وطنية .. ذا يدعي الإسلاما 
ذا يدعي قومية ، قد كاد يعــ
ــبد ـ ويله ـ من أجلها الأصناما
حتى إذا نثر النظام وعوده 
صار الجميع مع الجميع نظاما
******
"عبد العزيز" لإذا مررت بدار من 
باعوا الضمير و بايعوا الحاخاما
عرج عليهم إن أردت مسلما 
و انصب سلاحك كي يكون سلاما
ستراهم و كأنهم قرب الصدى
بين الكراسي سجدا و قياما
متضرعين ، و رافعين أكفهم ، 
مستنزلين حقائبا و مهاما
مستوخمين أطايبا ، متباطريــ
ـــــن تعاجبا ، متورمين وخاما
متفرغين و فارغين سوى صدى 
متقاعدين و قاعدين دواما
حتى إذا نادى المنادي : وافقوا 
قبضوا الأكف و عوجوا الإبهاما
******
"عبد العزيز" و لست أول من شكا 
و أخالني لست الأخير ملاما
من عصبة كعصابة قد روجوا 
شتى السموم و سفهوا الأحلاما
في كل عام ردة عن ردة 
ماذا يريد الزائغون تماما
استغربوا ... فاستغربوا ما استعربوا 
يا ويحهم قد دوخوا الأفهاما
استعجموا الإعراب يقطر سلسلا 
و من الشقاوة استعربوا الإعجاما
و استوصلوا مستأصلا ، و استأصلوا 
مستوصلا ، و استقطعوا الأرحاما
فالأم تصبح جارة في عرفهم 
و الجارة الشقراء تصبح ماما
عافوا الأصالة و الأصيل لأنهم 
لا يعرفون أبا و لا أعماما
يتلجلجون .. يخنخنون ... يمقمقو 
ن ، و يلثغون كما الصغار تماما
مستوطنون مواطنون ،،، قد اشبعوا 
هذي الجزائر علة و فصاما
هم نحسها .. هم بؤسها ، و ان استمـ
ــروا نافذين فلن تسير أماما
إن الغات جميعها عملاقة 
ما لم يكن أصحابها أقزاما
ماذا اعدد من مثالب عصبة 
حقرا الإماما و بايعوا الحاخاما
"عبد العزيز " لو أنني قد كنت أنـ
ــت فصاحة و بلاغة و مقاما
لرفعت في وجه المسوخ منشتي 
و نششت عن لغة النبي هواما
****
عبد العزيز .. و للحديث بقية 
مثل الثمالة في قداح ندامى
ابقوا عليها بعد ما لم تبقهم 
إلا بقايا لا تطيق كلاما
سنصبها ، و لسوف يعذب مرها 
و نديرها بين الصفوف جماما
و لربما قد ننتشي ، بل قد نغنـ
ــي نشوة ،: أرض الجدود سلاما
فغلى الأمام معزرا و مؤزرا 
و الشعب يدفع من يسير أماما
و الشعب يرفع من يلملم جرحه 
و الشعب يرفع من يريد وئاما
و الشعب يبقى للوئام ركيزة 
مركوزة ، و لداعميه دعاما


عبد الله عيسى لحيلح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح