الفنانة الصاعدة الشابة (ديانا الخطاط) / الدكتور مجيــد القيسي


الفنانة الصاعدة الشابة (ديانا الخطاط) /  الدكتور مجيــد القيسي



كثيرا ما تخدم المصادفة البحت عابر سبيل قد رغب ان يتجول على ساحل البحر فإذا به يعثر على بضع صدفات من المحار ليجد داخلها لؤلؤآت ملونة نادرة. فيشعر بسعادة من يختاره الحظ لسعيد لأحدى النجاحات البطولية. 
هذا ما شعرت به حين وقع نظري على أعمال الفنانة الصاعدة الشابة (ديانا الخطاط). وللتو تساءلت مع نفسي: 
يا ترى ؛ هل يمكن لشخص ما وهو يقف عند أعتاب العمارة 
أن يتسلق السلم من منتصفه ؛ او حتى من نهايته ؛ ليصل 
إلى ألأدوار العليا..؟. 
فها هي الفنانة ( ديانا) قد فعلت ذلك. فهي تلعب بالمفاتيح 
السحرية الثلاثة اللآزمة لنجاح أي فنان تشكيلى ؛ وبإقتدار 
عال ، وهي: الموضوعة والتكوين ثم اللون والضوء 
وأخيرا العقيدة والتقنية. وقد تختلف المفاتيح بين مدرسة 
وأخرى من حيث ألأولويات. 
ولاشك في ان كل فنان منطلق لابد ان يتجول على المدارس الفكرية للفن التشكيلي ليستقر في نهاية المطاف عند مدرسة 
تميزه عن سواه فتكون هي هويته وهي بصمته. 
وهنا يمكن القول بان الفنانة (ديانا) قد تفاعلت بوضوح مع 
ريشة الفنان الإنطباعي (سيزان) من حيث السرعة في حركة 
الفرشاة ومساحة الضربة على القماشة ؛ كما في اللوحتين 
(5 و6). وكذلك مع الفنان الإنطباعي (مونيه) برقة فرشاته 
وبشفافية ألوانه وإشراقها كما في(3). 
أما أسلوبها في معظم اللوحات ألأخرى فقد تجلت فيها تقنيات 
المدرسة الواقعية التي علتها مسحة من (المحلية) العراقية. 
كلمة أخيرة اقول فيها: أن قدرة الفنانة الفائقة عل مزج الألوان وتجانسها وهارمونيتها وإشراقها قد تجلت في اللوحة (2). 
ختاما ؛ أتمنى للفنانة الصاعدة (ديانا الخطاط) سرعة مغادرة ألأدوار العليا نحو الفضاء التشكيلي الرحب وهي تقود مدرسة
تشكيلية عراقية تميزة. 

الدكتور مجيــد القيسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح