الروائية هدى درويش في حوار ليومية المقام / حاورها حمزة ضيف


الروائية هدى درويش في حوار ليومية المقام / حاورها حمزة ضيف


" أوقفوا هجماتكم غير المبررّة ضدي و ضد فضيلة الفاروق و أحلام مستغانمي ...


 من هي هدى درويش ؟    
 امرأة كآلاف الأنثيات حول العالم , باحثة عن الحب و عن الحرية , حالمة بالفرح , ثائرة ... متمردة أحيانا , مسافرة بين المرافئ , تصرخ بأناملها حين يسكن في أعماقها صوتٌ لا يسمعه أحد...  حين ترغمها و تزعجها بعض أعراف المجتمع ... حين تحلم خائفة من أن تقتلها الأحلام , كائنة ليلية, شخوص حياتها حبرية و مهربها الكتابة رغم أنها مدركة حجم الخطورة على من يلعب بقنبلة ...
    
 استوحيتِ اسمك من الشاعر الكبير محمود درويش فماذا يعني لك الراحل ؟
 كنتُ في بداياتي تلك المغامرة الصغيرة التي أصيبتْ حد الجنون بحب إنسان كبير يشبهها في الحب و في الشجن , في عاطفة وطن ٍمنكسر تحلم به الكلمات  ...في بوهيميات عاشق خالد مسافر بين الأزمان, وجدتُ نفسي حين قرأته و كأنه كتب عني و كأنني أكتب له ... كانت صوره تزيّن غرفتي  و لا زالتْ فعلمتني هيستيرياته كيف يكون الشاعر شاعرًا و الإنسان إنساناً ... و كيف يحاور دمعنا الأحزان و النكبات ... تعلمتُ منه كيف نتعامل مع الحياة في كل فجر جديد بمنظار جديد  و كيف يعيش الشرفاء هزيمتهم  على أرض و هوية ممزقة و أعتقد أنّ بعض ما قلته يكفي لرسم لوحة رمزية له في الوجدان.

 أ لم يخطر ببالك أنّ اختيارك لاسم محمود درويش يعتبر ابتعادا عن الهوية الجزائرية ؟
 "قد لا ندرك قيمة ما نكتب لحظة ما نكتب ,لكنّ الأهم فيما نكتب أننّا لا نكتب لأجل أنْ نكتب "... اقتبستُ لكَ هذه الكلمات من إحدى منشوراتي 
المقتبسة أفكارها من فلسفة التعبير عن الحقيقة بين الواقع و الحرف و هنا لا أعتقد أنّ الكاتب لحظة ما يدوّن شيئا عن حاضر أمّته , يفكر في هويته أو اسمه أو عنوانه ... كلّ ما يفكر فيه هو جرعة إنسانيته الكافية للتعاطي في مثل هذه الأفكار , للتعبير عن أوجاع بعض البؤساء و الحزانى , ليئّن بألم من لا يقوى على الأنين ... الجزائر حاضرة كقطعة لا تتجزأ من أمتي و هويتها حاضرة حين أكتب عنها و أنتقدها و أمدح فيها ما يستحق الثناء  و ستثبت الكتابات يوما بعد يوم قوة و إرادة اعتقادي في النضال على طريقتي .

ما قصتك مع اسم حسناء الجزائر ؟
°° رغم أنني لا أحبّذ الألقاب كثيرا و لا العناوين الرناّنة و الأكاديميات  في الحياة الأدبية لأنني أراها نوعا من القيد الفكري ...فالكتابة كما صاحبها ليس عليها إلا أنْ تكون حرّة طليقة مقتحمة كلّ الفضاءات دون استثناء , عليها أن تجيء كعاصفة مغيّرة... مجنونة  لا تنتظر أن يمنحها أحدٌ مرتبة أو جائزة أو لقبا أكاديميا معيّنا ... لكنني أحب ُ هذه التسمية " حسناء الجزائر" لأنها رغم تداولها رسميا و مؤخرا على الكثير من المنشورات و المواقع ... أذكر أنّ أولّ من أطلقها عليّ هو قارئ أو مجموعات من القراء أنشأوا باسمي صفحات الكترونية و منتديات و قدّموني بها في الكثير من الندوات و الملتقيات  مع الطلابّ ... و أسعد أنْ أحمل مع اسمي وطناً أبكيه و أفرحه و أعبده بكلّ ما فيه  من تناقضات  اسمه " الجزائر"... 

 ما هي المدينة التي استولتْ على قلبك ووقعت حضورها في كتاباتك ؟ 

°° كلّ المدائن التي كان بإمكاني الكتابة عنها إلى حد الآن  أخذت بكل صدق و شفافية صورتها التي بداخلي , لم أزد عليها و لم أنقص من ماكياجها لأنني تعودتُ أنْ أكتب بصراحة و لو انزعج البعض و تضايق ... غزة , باريس, بروكسل , سوسة ... لكنّ وهران ظلتْ تأسرني و تقتلني  باشتياقي لها ... ظلتْ صاحبة الحب الأعظم , كلّ شيء فيها بالنسبة لي ساحر , طنفها , أزقتها الشعبي منها و الأرستقراطي ... كلّ هذا حاضر معي بقوّة على مكتبي و سوف يتجلى أكثر في رواية قادمة تحكي حياة بطلة من وهران و تتحدث باسم نساء الجزائر و العالم...

ما الذي تعنيه لك الكتابة الأدبية ؟؟ 
 الكتابة في حياة كلّ مثقف شيئان: احتياج و واجب ... المثقف الحقيقي هو الذي يعبّر عن أوجاع الإنسان بكلّ ما تحتويه الحقيقة من أسرار و خبايا ... بالكتابة نغيّر و نثور و نتمرد و نهزم ما لا نريده من واقعنا ... الكتابة حرف بريء كلازوردية القمر , متوحش إن لزم الأمر  لأنها هويّة البحث عن المتاعب... هوجاء كالعاصفة في وجه من يؤمن بالرجعيات و كأنها كتاب مقدس , جبان لا يحب أن يكون تابعا  فحسب , بل يحاسبك حين تريد الإصلاح  و ينعتك بأقسى الأوصاف و  أنتَ تناضل لأجله ... هي تجلب الأعباء و الأعداء لكن أينما تنبض الحياة فثمة كاتب مرتبطة نهاية عمره بالتوقف عن الكتابة...

 في روايتك ..آمال حب يبحث عن وطن .. صوّرتِ معاناة المرأة الفلسطينية ...حدثينا أكثر عنها ؟ 
°° هذه الرواية تصوير لصراعات حقيقية نصفها يدور في الواقع و نصفها الآخر في وجداني اتجاه الواقع نفسه ... لقيَتْ استحسانا رضيتُ عنه  خصوصا و هي الأولى من نوعها التي دونّتْ لحياة امرأة فلسطينية مثقفة " شاعرة و موسيقارة " مضطهدة بين دروب السياسة و الجوسسة... تبحث عن وطن ضائع و عن هويّة مهزومة في زمن الفولاذ و العولمة ... تحاول أنْ تغيّر كروية الكون راجية بعض الأمل ... لكنّه نحيل و ميئوس منه ... هذه الحياة المتناقضة يمكن تعميمها على كل مثقفي الأمة – و بذلك طبعا أستثني المحسوبين زورا على الثقافة-   و أحتفظ بالباحثين عن الحقيقة نفسها بمعناها المطلق خصوصا و أنني فتحتُ ملفات بعض الجاسوسات العربيات مثلا و تعرضتُ لواقع " عرب إسرائيل" و مفاهيم الأقليات الدينية و العرقية و المدن العربية الإسرائيلية المختلطة ...  أي أنّ التدوين لكلّ هذا لم يكن كلاسيكيا كماّ تعودنا عنه في الكتابة عن فلسطين.

 في كتاباتك تأخذين من السورية غادة السمان وأحلام مستغانمي... هل هو إعجاب بأسلوبهن ؟
°° قبل أنْ نحترف الكتابة نكون هواة و قرّاء و حين نقتحم هذا العالم الكبير علينا أنْ نحترم من دخلوه قبلنا من أوسع الأبواب ... لكلّ جيل نجوم لامعة لذلك نحترم من كانوا قبلنا نجوما و لا نحاول أن نقارن أنفسنا بهم ... لكنّ خصوصيات أسلوب كل كاتب تطرح نوعا من الموازنة فالسيّدة غادة الدمشقية مدرسة جميلة عايشتْ بلياد و نخبة الكتابة الأدبية الحديثة و السيدة أحلام رائعة و امرأة غيّرت مسار الكتابة الجزائرية و العربية ... أفخر بها كوني جزائرية و أتعلم منها  و هنالك 
الكثيرات أيضا : كفضيلة الفاروق و كوليت الخوري و مريانا مراش و غيرهن ... من اللواتي أضفن رونقا للكتابة النسوية في القالب و المضمون.

 كيف تقيمّين المستوى الذي وصلت إليه الرواية الجزائرية ؟ 
هي رواية في الواقع أكبر من أنْ تقيمها شخصية أدبية واحدة أو نقدية أو غيرها... بكل تاريخها و مقوّماتها رغم أنّها انهارتْ مؤخرا حيث دخل عالمها الصالح و الطالح , هي انهارت موازاة مع انهيار النقد أيضا و تراجع نخبة القراء و قلتهم نوعا لا كمّا , زد على ذلك مشاكل النشر و التسويق التي تعاني منها الدُّور الجزائرية ... لكنها تظل تحقق مستوى لا بأس به و ليس علينا كأدباء ينتمون إليها سوى العمل و النهوض بها من جديد .

رواياتك تُرجمت لعدة لغات كيف ترين أهمية الترجمة في إيصال صوتنا  الى العالم؟
 أقول دوما أنّ الترجمة هي طَرْق أبواب العالمية ... رواية " حب يبحث عن وطن"  ذهبت إلى باريس و أهنأ نفسي على ذلك حيث ستصدر منها طبعة أخرى منقحة بعنوان 
بداية شهر جوان المقبل و ستشارك في عديد فعاليات و صالونات الكتاب بكلّ الدول الفرانكفونية الأوروبية كسويسرا و بلجيكا و لكسمبورغ ... سعيدة بأنْ أكسب ثقة و محبة المئات ممن ينتمون لغير ديني و غير هويتي و سوف يؤمنون حتما بعدالة ما أدافع عنه من قضايا.

ما سر اللهجة الطيبة وطلاقة وعذوبة الصوت الذي تتميزين به ؟
أشكر ذوقك و لباقتك و كلماتك الجميلة ... هي ربما مميزات أنثوية تستقطب الأرواح لتتعاطف و تساند و تدعم مطالب حروفي لأنني أعيش على محبة الآخرين لي و إن لم استحقها فلا أستحق هذه الحياة الأدبية.

عُرف عن كتاباتك أنها جريئة, ألم تتعرضين للنقد من هذا الجانب ؟
 هادف سؤالك ومهم و إنْ لم تطرحه كنتُ سوف أثير الفكرة لإيضاحها, التعبير عن الواقع ليس عليه أن يجيء مزيّنا و إلاّ فهو تقليد و تصوير لا جدوى منه ... الجرأة مهمّة في الكتابة لأن كلّ الأفكار الجديدة إن لم تأتِ قويّة فلن تسود و ستنهار أمام أولّ محاربة لها ...  أمّا النقد فأرى بصراحة أنّ  ما عليه أكثر  مما هو له ... غريبة هي الساحة الجزائرية حين لا تنفرد بشيء  عن غيرها على المستوى النقدي سوى أنّها تحارب الجنسية الجزائرية في الكتابة الناجحة ... حتى أعطتْ تلك النظرة السلبية  أنّ كتابات الجزائري عليها أن تهاجر حتى تنجح فإذا نجحتْ رجعتْ لتلقى قارئا متذوقا منبهرا بها , يجهل عنها الكثير , و على الجانب الآخر بعض النقد و الصحافة الهجومية  التي لا ترى فيك سوى الجانب المظلم أو بعضهم يترّزق الشهرة من وراء مهاجمة الأسماء التي انسلختْ عن بداياتها المحلية لتصبح أسماء عربية تضيف الكثير لتاريخ الرواية الجزائرية ... بعضهم  يهاجمك ببذاءة و آخرون لا علاقة لهم بالإبداع , لا يملكون سوى لقبًا أكاديميا بارد الملامح و ورقة بيضاء و قلماً يمكن له أن يكتب و ينشر في أي جريدة يومية ليجعلك بعيدا عن أصوليات النقد البنّاء تسلية يومه ... لذلك أوجّه نداءً من منبر 
جريدتكم التي خصتني بهذه المحبة أقول فيه : "أوقفوا هجماتكم غير المبررّة ضدي و ضد فضيلة الفاروق و أحلام مستغانمي ... أوقفوها لأنّكم من خلالها لا تحترمون ذكاء القارئ الجزائري الذي أصبح لا يؤمن بتفاهتكم و خزعبلاتكم الرجعية ... سوف لن تطفئوا في حرفي البريق لأنني لا أكترث لتقييمكم و كلّ ثروتي هي محبة القارئ ... لا أهتم لكم لأنكم  دخلتم الساحة لتصفية حساباتكم و عُقَدِكم على حساب الناجحين أما أنا فدخلتها تعبيرا عن أوجاع الإنسانية و القرّار من حق السيّد الجمهور لوحده... و حماسي و تجربتي تجعلني أمضي في أرستقراطية فكري و شفافية مبدئي و لا شيء غير ذلك"... (مع احترام الأقلية التي تستحق طبعا)
°°ما نوع العلاقة التي تجمعك بالكاتبة زهرة مبارك؟
°° الكاتبة زهرة مبارك صديقة أكثر من رائعة , أحّب حماسها , كتاباتها , ذوقها , أحبّ احترام القراء لها و أتمنى أن ألتقي و إياها على المحبة و النجاحات.

كيف ترى هدى درويش الحالة التي آلت إليها الموسيقى العربية؟
°° موسيقانا تأمركتْ و اتسختْ و أصبحت لا تصلح حتى للبكاء عليها , لستُ متشائمة و لستُ ضد التجديد لكنّ غالبية الجمهور الشبابي هي التي أساءتْ أكثر باستهلاك كلّ ما يقال خلف الميكروفون ... قبل الحديث عن الأغنية المشرقية سوف أتحدث عن أغنية الراي التي اقتحمها السكارى و المخنثون من بعد ما كانت نغمة  كترانيم الصلاة من حنجرة أحمد وهبي و الهاشمي قروابي و دحمان الحراشي و غيرهم من الأيقونات التي ربّما لا يذكر أسماءها بعض شبابنا اليوم ..
أستعين في حكمي هذا برأي الموسيقار الذي أقدّره جدا الأستاذ " حلمي بكر" لأتساءل أين الهوية في موسيقانا ؟ و ما هذا التخلف و التقليد و الاستعمار الثقافي الذي وقعنا ضحيته بهذا الشكل الرهيب ... على الرقابة أن تعود لمقامها و على الاستوديوهات ألا تُفتح لمن هبّ و دب... يجب العودة إلى علم الموسيقى و الكلام و على الكتاب و الشعراء أيضا أن ينتهجوا كتابة الكلمات و لو باللهجات العامية ... من منّا لا يذكر جمال المسرح الرحباني ...؟ فيروز قلّما غنّتْ بالفصحى فالسر ليس في نوع اللغة بل في أصالة الكلمة  و في عذوبة الموسيقى ... مع استثناء طبعا بعض الأصوات الشابة الجميلة  التي تستحق الدعم و الثناء  فأنا مع الأصالة حين تكون انتماء و مع التجديد حين يكون ارتقاء.

من يهواه قلب هدى و تطرب له أذنها من المغنيين حاليا؟
من الجزائر أذكر ماليا السعدي و سعاد ماسي و من لبنان الكثيرات كجاهدة وهبة و غادة شبير و أميمة الخليل ... أما دمشق و حلب فتبعث نسماتها رغم الألم في ميادة بسيليس و لينا شماميان و غيرهم فالإبداع موجود لكنه لا ينال الشهرة التي يستحقها مع الأسف.  
°°كصحفي يهمني السبق دائما ما الذي تكشفينه حصريا لجريدة المقام ؟
°° الحصري هو الديوان الشعري " لك وحدك" الذي صدر لي بالقاهرة قبل أسابيع و الذي يغني سوناتا الحب و الثورة و الوطن , يتغنى  بالحب و السلام و الأرض العربية الممزقة و الذي أتمنى أن يلقى ما يستحقه من إعجاب... كما أنه 
هنالك مشاريع غنائية لقصائد لي باللغة العربية و الفرنسية و التي سأفصح عنها بالتفصيل في الوقت المناسب.

 أيّ نوع من الكلمات يشكل عبق ختام هذا الحديث الشيق..ّ ماذا تقول حسناء الجزائر إلى أحبائها عبر العالم …؟
هؤلاء الأحبة هم عائلتي الثانية و هم رأس مالي الحقيقي ... هم دعمٌ و حصنٌ لا مثيل له ... هم  قوّة تجسيد الأفكار  على أرض الواقع و هم منبع التغيير الذي أحاول جاهدة الوصول إليه... أشكرهم أينما كانوا من قرّاء و أصدقاء و صحفيين بالجزائر و خارجها ... أرجو السلام لأرض الشام و أبتسم رغم أنني أدمع لفراق بعض من أخذتهم أحداث الشغب زورا بدمشق و حلب ... أتمنى رجوع الطمأنينة لبلاد النيل الأزرق التي أعطتني بمحبتها الكثير و أشكر حسن استضافتك و الجريدة. 

   

تعليقات

  1. من روائعي... كتبت لهدى درويش رائعة لنعترف بالحروف أشيد فيها بكل أعمال هذه الشاعرة والأديبة الجزائرية حسناء الجزائر وأقر فيها بكلمات حروفها تروي ما سطرته أنامل الشاعرة هدى درويش
    رائعة لنعترف بالحروف
    لنعترف.... أمال...حب يبحث عن وطن..فيا قصة بحروفها قلبي وزن

    ألف..أولها أكتب ردا للاعتبار
    ميم.. محرومة من لذة الانتصار
    ألف..أغنية عزفت بلا أوتار
    لام..لوعة وشوق بلا قرار
    حاء..حروب كلها حطام كلها دمار
    باء..بكاء أطفال لا يعرفون شيئا اسمه استقرار
    ياء..يهود يقتلون أبرياء ودون سابق انذار
    باء..بنود يفرضونها علينا..بنودهم فخر قبولنا لها عار
    حاء..حصار في كل وطن في كل دار
    ثاء..ثورات تسود تأبى الانتشار
    عين..عرب صامتون جوابهم الانتظار
    نون..نيرانهم تغزو أشقائنا ليل نهار
    واو..وعود كاذبة في المجالس وخلف الستار
    طاء..طوابير شبيهة بلغة الخشب والمسمار
    نون..نعم اننا نحن العرب نموت باختصار

    لنعترف...أغنية التماثيل غيرت بداخلي كل الأقاويل
    ألف..أولها أعود لهدم الجدار
    غين..غرباء يدخلون قلوبنا دون اصرار
    نون..نفحات تسلك دروبنا مرارا ومرار
    ياء..ينابيع الحب تنفجر أي حب وأي انفجار
    تاء..تائهة عقولنا في عشق تركه القطار
    ألف..أجمل قدر في صدورنا حين يكبر في عيون صغار
    لام..لاحت فوق الأفق غيرتنا با فهم بلا حوار
    تاء..تركت فينا صرختنا قدر ليس ككل الأقدار
    ميم..مسحت عنا دموعنا وعيوننا ليس فيها غبار
    ألف..أبكت كل عاشق..أيبك الكبار
    ثاء..ثارت الكراهية في وجوهنا أنطلب الاعتذار
    ياء..يومنا في الحب سنين كحب السجين للفرار
    لام..ليتنا كنا حجر يرمى بنا في البحار

    لنعترف...أنا أورشليم كبرت في فكري جعلتني أهيم
    ألف..أولها تبقى متمسكة بحسن الجوار
    نون..نادت عليها فكي قيدي ففي قلبي شبه اعصار
    ألف أسرتها وتاهت في جزيرة خالية من الأشجار
    ألف..أعتقتها انه الحب فلهيبه في القلب نار
    واو..وصلت بها الى حد الانتحار
    راء..رفضت وبدى على وجنتيها الاحمرار
    شين..شاءت أن تعود أدراجها فقد حدث وقد صار
    لام..لمحت الحرية تكبلها فبقى عقلها محتار
    ياء..يسري حنانها في دماء بلا مسار
    ميم..مدمنة عشق بلا حرية بلا حصار

    لنعترف...عائدون اننا كعرب تائهون
    عين..عزباء أرض العرب يغتصبها الأعداء بالأفكار
    ألف..أنجبنا الصمت وتألمنا من شدة الاحتقار
    ألف ممدودة..أهانتنا مذلتهم ولدينا الخيار
    دال..دموعنا أفراحهم وجوهنا فيها اصفرار
    واو..واقفون رغم كل شيء رغم كل ما نشعر به من دوار
    نون..نحن لهم ..لن نتراجع ولن يسلب حقنا باحتكار

    لنعترف...خريف القلوب العاشقة أكتب يا قلم فكلماتك صادقة
    خاء..خراب يغزو العرب بكلمة برؤية باستمرار
    راء..رقصت على عيوبنا مسارح الكفار
    ياء..يطفو فوقنا أعداءنا أمام الملأ والأنظار
    فاء..فكو عقدتنا فسماءنا ليس فيها أمطار
    ألف..أمل يبقى يجرفه التيار
    لام..لوحة عشق رسمت بها أنثى تعزف على الجيتار
    قاف..قاب قوسين نحن نسكن الوديان وهم يسكنون الأنهار
    لام..لغة الحرب لا نفهمها الا عند موت أطفال صغار
    واو..ولاء منا..كلا لا نريد الاختيار
    باء..بصمة عار علينا أن نرى ونصمت ببرودة دم واقرار
    ألف..أطفالنا..أباءنا..أمهاتنا بلا أجنحة فكل ذي عقل طار
    لام..ليتنا حقا عرب فينا ارادتنا لا تنهار
    عين..عاشقون في الليل نخشى الحب في النهار
    ألف..أحببنا وأثنينا على كل حب عابر مار
    شين..شربنا من كأس الرحيل وسنشرب ونشرب بلا أسفار
    قاف..قسونا على رغبتنا صبرنا فصبرنا ثار
    تاء..تلك هي عروبتنا فنحن عرب وأعداءنا فجار

    لنعترف...لك وحدك ديوان يسقي أرضك
    لام.. لامست الألام فابتسمت لها جراح الأضرار
    كاف..كفكفت دمع اليتيم فأدركت قيمة الأبصار
    واو..ولجت بداخل عش فغارت منها كل الأوكار
    حاء..حاكت قصص بأناملها حاربت به كل عدو جبار
    دال..دقت ناقوس العرب هلمو انه الانتصار
    كاف..كشرت عن أنيابها فوجدت نفسها وحدها بلا أسوار
    لنعترف...هدى درويش كلماتها بعد الماء بها سنعيش
    هاء..همزة وصل في أرض بلا محراث ولا جرار
    دال..دمعة حزن سقطت على حسناء الجزائر ففاضت بالأشعار
    ألف مقصورة..أصرت على أنها شاعرة ولو باسم مستعار
    دال..دكتورة بقلمها شبيهة بنزار
    راء..روائع كلماتها جعلتني أكتب عنها وبافتخار
    واو..وليدة عصر جديد تركت خلفها أثارا وأثار
    ياء..يسمع صوتها في بوح ونغم انه صوت الاعصار
    شين..شاءت أن تصنع نفسها بنفسها بل شاءت الأقدار
    لنعترف...لنعترف...لنعترف

    ردحذف
  2. رائعتي الأفقية العمودية:أنت: هدى درويش أنت امرأة فيك كل النساء صفات درويش شاعر وأنت شاعرة ومنك حروف شفاء الحياة أنت وأنت كلمة أحبت الوطن شعرك هواء للذات امرأة شاعرة أحبت والحب لك نظرة ولقاء بالحكايات فيك ومنك الوطن لك به حب ودواء وكلمات كل حروف شعرك نظرة حب امل وبقاء باقيات النساء شفاء هواء ولقاء ودواء وبقاء ورجاء للذكريات صفات الحياة للذات بالحكايات وكلمات باقيات للذكريات أوقات https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/1240252_10200532042205463_1132252598_n.jpg

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح