أطروحة دكتوراه في الدراسات العربية النقدية للطالبة فاطمة الزهراء بن يحيى عن موضوعها ''دلالة المكان في الرواية الجزائرية العربية'' الروائي محمد مفلاح نموذجا من1980 1990،
دلالة المكان في الرواية الجزائرية العربية أعمال الروائي مفلاح في أطروحة دكتوراه
نورالدين لعراجي / جريدة الشعب 2013/05/17
ناقشت أول أمس لجنة الاشراف المكوّنة من أبرز النقاد والأساتذة عبر جامعات الجزائر، أطروحة دكتوراه في الدراسات العربية النقدية للطالبة فاطمة الزهراء بن يحيى عن موضوعها ''دلالة المكان في الرواية الجزائرية العربية'' الروائي محمد مفلاح نموذجا من1980 1990،
حيث قدّمت الأستاذة بن يحيى موضوع أطروحتها حول الدلالة المكانية لكل المواضع والأماكن التي جاءت بها الشخوص أو كانت حدثا مفصليا في التأخير لنوع المكان الذي لا ينتفض من خلال الاشارة إليه، بل يمتد إلى إحداثيات المعنى والهامش.
إنّ الاستجابة الجمالية لبلوغ النص أو تهيئة الرمز، هي إحالات تتداخل ضمن السياق الفني لتوظيف ''دلالة'' المكان، وباعتبار الدراسة هي تشريح تأريخي لروايات مفلاح، لأنّها حملت الدلالات البسيطة جدا للمجتمع الجزائري، فهي تحمل في طياتها هذا الرصيد التاريخي المرتبط بالهوية والموروث.
الكوخ، الزاوية، المسجد، الڤربي، الدار، هي مسميات للأمكنة المفتوحة والمغلقة، ولكن دلالة المعنى في بعدها الانساني والعالمي لا تغفل السيرورة التاريخية، بل هي استجابة لبساطة الأشياء في روايات مفلاح انطلاقا من أنّ الروائي هو ابن بيئته، ويعبّر ويكتب عمّا يعيشه، وينقله بكل أمانة دون تنميق ولا تزيين.
بعد المناقشة الطويلة للجنة الاشراف، والتي أخذت كل الصبيحة، حيث تدخّل الدكتور رشيد قودار جامعة الجلفة، والذي ركّز على مواضع الخلل في الرسالة حول المنهجية التي ربما أغفلتها الطالبة، أو سهوا فيما يخص الهوامش، المراجع والمصادر.
مذكّرا إيّاها لماذا المنهج التاريخي هو الذي تمّ اعتماده؟ في المقابل كان من الأحسن اعتماد المنهج البنيوي لأنّه الأقرب لمثل هذه الدراسات، أمّا الدكتور مصطفى فاسي جامعة الجزائر كانت ملاحظاته تصبّ في بعض الاشارات التي ذكرها سالفه، وكذلك الدكتور عبد القادر عيش، جامعة الشلف، ومحمد السعيد عبدلي جامعة البليدة والدكتورة الرئيسة سعيدة قدام، كانت جّل الملاحظات في صميم العرض الذي قدّمته الطالبة.
وفي الأخير جاء دور المقرّر الدكتور علي ملاحي جامعة عين الدفلة، الذي برر بعض الاحالات التي استعانت بها الطالبة في مذكرتها، باعتقاده الجازم أنّ المكان ليس باعتباره الحيّز الجغرافي أو الفضاء المتربّع على مساحة معينة، وإنما لعظمة الرسالة التي يقوم بها، وأعطى أمثلة لما تضمّنته الأطروحة.
وبعد رفع الجلسة التي عرفت حضور أسماء أديبة معروفة وأقلام واعدة، وباعتبار أنّ هذه الرسالة ركّزت على أعمال روائي مازالت مسيرته الأدبية في تواصل وامتداد وهو الروائي مفلاح، نالت الأستاذة درجة مشرف جدا لرسالتها، وأمرت بطبعها بعد عملية الأخذ بالملاحظات التي تمّ تقديمها.
للاشارة، الأستاذة بن يحيى فاطمة الزهراء متحصّلة على ماجستير سنة 1984 بالعراق، حول موضوع ''القضية الفلسطينية في الشعر الجزائري''، وهي أستاذة بجامعة الجزائر، معهد اللغة العربية وآدابها.
تعليقات
إرسال تعليق