الفنان التشكيلي الجزائري محمد أمين غالمي / تكعيبية كتبها بوكرش محمد

 
الفنان التشكيلي الجزائري محمد أمين غالمي




 
 تمهيد: جولاتي في ربوع بلادي الجزائر من بداية الثمانينات كمشارك بالمعارض الجماعية والفردية بالمهرجانات الوطنية والدولية مكنتني من معرفة معظم الفنانين الأجانب، منهم العرب وغير العرب تعرفت على كل الفنانين الجزائريين وخاصة الفنانين الكبار الأوائل... عرفتهم وأنا طالب بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة كأساتذة مكونين وكفنانين مستقلين عرفتهم كزملاء يوم التحقت بالمدرسة كمساعد أستاذ في اختصاص النحت بعد تخرجي 1979 ،عرفتهم بانضمامي المبكر للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية 1981 أين عرفت فنان الثورة الجزائرية فارس بوخاتم... كان أملي الوحيد وأنا طالب بالمدرسة 1972/1979 الوطنية للفنون الجميلة وبعدها وأنا أستاذ مساعد بنفس المدرسة أن أجد فنانا واحدا له انشغال تشكيلي ثقافي ببحوث مستمدة من ثقافتنا وتراثنا...مع الأسف الشديد خاب أملي من جهة ومن جهة أخرى كان أملي معلق على من كانوا مختصين بالفنون التطبيقية الإسلامية العربية ومحترفي فنون المنمنمات والخط العربي..تزامنا مع هذا عرفت ما تفرد به المرحوم الفنان محمد خدة ويصب في الوجهة الأصيلة لفن مغاربي أصيل معاصر..كان السباق لهذا والمتميز به عن الجيل الأول في حركة تشكيلية جزائرية بالاسم فقط... تلاه جيل الفنان رشيد قريشي والفنان اليزيد خلوفي والنحات بوكرش محمد ، بوكرش زهير وحمزة بونوة.... (بالترتيب الزمني في الجيلين).

 **** 
 

سعدت سعادة منقطعة النظير وأنا أفتح صور أعمال الفنان التشكيلي الواعد الشاب محمد أمين غالمي الذي تفضل بنشرها على جداري بالفايسبوك بعد نشره سابقا مجموعة من الأعمال ذات الأسلوب الواقعي على طريقة المستشرقين، ربما كان بها يريد شد
انتباهي لتمكنه من ذلك...


  لكن سرعان ما باغتني بما كنت أتمنى وأريد وانتظرته طويلا، بأعمال فنية راقية ناضجة مبدئيا حسب رأينا المتواضع، الذي أثبت فيها الفنان أن بعض من هذا الجيل تمتع بخصوصية حب التميز ..بأسلوب البحث في عمق التراث والخط العربي تحديدا مقارنة بجيل الاستقلال وما بعده، بشكل مختلف على طريقة بعض من الفنانين، رشيد قريشي، اليزيد خلوفي وبوكرش زهير، ليتقاطع ببعض النقاط مع الفنان محمد خدة وبوكرش محمد وربما بأقلها مع رشيد قريشي وبونوة حمزة المتقاربان جدا...يحدث هذا بالتوازي مع نوع آخر من البحث الذي يرتكز على المرجعية المعمارية الإسلامية والخط معا الذي عرف به الفنان زبيلة مفتاح، محمد الأمين مداني، والفنان بوخلدة حمزة، هذه الأعمال التي تتنافس مع بحوث من مرجعية أخرى للفن التشكيلي المعاصر المغاربي وهي البحث في عمق التراث الأمازيغي والهندسة التي عرف بها حرف التيفيناغ والرموز المكونة للحلي والزينة، وزخرفة الزرابي وكثير من المنحوتات والخزفيات الوظيفية التي اعتمها كمرجعية الفنان نور الدين شقران والفنان الكبير تابرحة نور الدين والفنانة مريم
 بووارت..
  
أرجع وأقول أن الفنان الشاب الجزائري المعاصر وخاصة في شخص أمثال الفنان محمد أمين غالمي، مبشرة بنزعة التميز والتفرد ...متميزة بكسر الإيقاع والموروث الثقافي التشكيلي الغربي المستهلك في عقر داره وخارجها..

  

تاركين المجال للحرية الخلاقة انطلاقا من مخزون ومكنوز مغاربي طالت مدة النكران في حقه كحلقة وصل بين الماضي والحاضر الذي يفرض بدوره شخصية الفنان وما يتماشى والاحتياجات التعبيرية التشكيلية المعاصرة والصناعية مستقبلا... أشد على يد الفنان محمد أمين غالمي ليمتعنا ويزيد في نشوتنا وغذائنا الروحي بما يستسلم له من جماليات لونا وتكوينا ونضجا بالحضور..
وحضورعروض مشرفة.

  

تكعيبية كتبها بوكرش محمد 4/6/2012

تعليقات

  1. شكرا جزيلا لك سيدي محمد بوكرش.....و أثني على كلامك بأني أحد تلامذة الأستاذ بوكرش زهير
    و قد شجعني كثيرا على خوض ميدان الرمزية الغرافيكية
    و وجهني كثيرا في مجال الحروفيات
    و أنا بدوري أحاول ربطها بالتيفيناغ و الرموز الإفريقية....جسمانيا و سيميائيا من خلال البحث....
    و لدي إهتمام خاص بالخط المغاربي و خصوصياته في الطابعه الجزائري خاصة.....
    و إتصالي مع بعض المريدين في الزوايا يساعدني كثيرا في البحث في الروحانيات الخاصة بعلم الحرف....
    و الله الموفق في العلة القصوى و يليه توجيهاتكم الثمينة......أدامكم الله لنا مرجعا و سندا.....
    ............................غالمي محمد أمين.

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    هل يمكن التواصل مع الاستاذ محمد امين غالمي شكرا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح