يا أم الرجال شدى الحبال / Thouria Amer
يا أم الرجال شدى الحبال / ثريا عامر
Thouria Amer
وقفت أمامها ,
أخذت من يدها , حزمتين جرجير , وحزمة نعنان ,
كرمشت يديها تذكرنى , بقشرة الطين اليابس حين تشققها جفاف الماء والخصوبه , فى الارض ,
لمست يديها عمدا , ربما استشعرت رغم الجفاف , ليونة قلبى عليها , رفعت راسها المنحنى الساقط بين عظمتين الاكتاف بوشاحه الاسود الكثيف , لارى فى محاجر عينيها الزابله , نظرة ثاقبه , تتفرسنى بتمهل توقف الزمن عنده ,
وسالتنى : هى من كام سنة مخلفتش ؟؟!!
أجبتها : مش يمكن عجزت ,
فزعت وكادت تهب واقفه , وعاقها ضمور اعصاب ساقيها ,
وتسربت فزعتها الى حلقها , فى شهقة عميقه ,
قالت والحزن يسرى فى اوتار صوتها : لا لا لا اوعى تجولى كده ,
مصر صبيه , تخلف كل ساعه ولد , بس ,
سالتها بسرعه قبل ان تصمت ولا اجد سبيل للاستنطاقها تانى ,
بس ايه يا أم الرجال ؟؟!!
قالت : هى جابت كام ولد ؟!
أجبتها : كتير يا ام الرجال ,
قالت : هى ليه مش عايزه تطلق ؟؟
قلت : خايفه تطلق خلف الرجال صعب ,
مدت يديها الاثنتين ليا , ساندتها واوقفتها ,
قالت بتزلل شديد : انا جايه معاكى لدارها , أطبطب على عيالها , وانفخ فى رحمها الشده ,
شكيت فى كلامها للحظه ,
وسألت فيها السكات : وفين دارها يا أم الرجال ؟؟
بسرعه قالت : أنا جايه معاكى التحرير , هنيمها على فرشه حرير , واطعمها من خير النيل , وانور بستان قناديل , دى صبيه وبألها زمان منداسه , وشايله الاحزان ,
يا أم الرجال شدى الحبال , حبل وليدك , كان وتد مربوط بارضك ما أنقطع ,
شدى حيلك يا بلد الحريه بتتولد ,,
تعليقات
إرسال تعليق