المسرح العربي الإسلامي* / منصور عمايرة


المسرح العربي الإسلامي*  / منصور عمايرة

إن الحديث والنقد المسرحي الذي يتناول إشكالية المسرح في البلاد العربية الإسلامية حديث ذو شجون، لتفرعاته الكثيرة، وكلها تمس وجدانية الإنسان العربي المسلم، وتجس أوجاعه، لينهض بمسرحه الذي يمثل وجوده المتواتر، لأن هذا الوجود يعني الديمومة والاستمرارية، ولهذا تبقى الدراسات النقدية تلح على هذا ال
وجو
د، لتنقية المشهد المسرحي من شوائبه مهما كانت، والتي تجره إلى الوراء من دون كلل، ولهذا يتوجب أن تبقى المنافحة قائمة تطالب بهذه التنقية والوجود من دون ملل أو كلل.
***

الإسلام : الصورة والتجسيد والتمثيل
كانت الهوة كبيرة جدا ما بين العرب والمسرح الإغريقي، ولم يكن معروفا لديهم بشكله الذي كان متداولا عند اليونان، ويبدو أن جميع المشتغلين من العرب وغيرهم بالمسرح، يؤكدون ما يقوله توفيق الحكيم " أصبح المسرح بمعناه الواسع ضرورة من ضروريات الحياة المعاصرة وليس وقفا على طبقة دون طبقة فهو الغذاء اليومي لأذهان الناس "1 ومن منطلق الإيمان، فالمسرحي ينطلق من فكرة إنسانية، فالمسرح فن يتمثل في الرؤى والتفكير والتأمل والمتعة، لكن الأمر سيتعلق برؤية جسدية وتشخصية، تتمثل في ثقافات استمدت رؤيتها من رؤى قد لا تكون في الواقع إلا صورة مزيفة، وليست حقيقية من وجهة نظر قد تصل إلى أن كل شيء محرم، فصوت المرأة عورة في ظل مفهوم الثقافة السائدة، وهذه العورة تضع حجرا على صوت المرأة، ليأتي من يقول من بعض الذين شرعوا في هذا الأمر وبحدية أقل، إذا كان صوت المرأة فيه ما فيه من فتنة للآخرين فهو عورة، ولكن الأصل أن صوت المرأة ليس عورة. لكن الممارسة الحقيقة لهذه المقولة ترسخت في ذهنية العربي والمسلم الذي يتسم بالأمية كما هو معلوم في كل البلاد العربية حتى الآن، والأمية قد تنحو أكثر من منحى، وعلى كل الأحوال، فهي ستبقى ذات أبعاد إقصائية عن المعرفة.
وبالنظر إلى خشبة المسرح فإن المرأة عندئذ ليست في النادي الليلي، المرأة تؤدي رؤية إنسانية تتعلق بمفاهيم ثقافية تؤدي لخدمة المجتمع، ولهذا لن يكون صوتها عورة أو فتنة، وليست الفتنة على خشبة المسرح إذا ما كانت هناك غاية من أجل ذاتها، وغايتها توضيح الفكرة والثقافة العامة من خلال العرض المسرحي، وهذا يقودنا بالتالي إلى الإقرار بأهمية الجسد على خشبة المسرح ؛ لأن الجسد أصلا يشكل ثقافة، فالثقافة هي بتجسيده فيه، حتى الرؤى والفكرة ما هي إلا جسد، وربما نقول بـأن الجسد هو الذي يصنع الفكرة، أليس الجسد هو الخزان الشعوري والثقافي الذي يمثل منهجية حياة الإنسان ؟
وما يتعلق بهذا الأمر، الهيئة العامة التي سيكون عليها الجسد، انطلاقا من صوت المرأة مثلا، كيف ستكون حركة الجسد على خشبة المسرح ؟ إن الركح المسرحي بدا الآن يتشكل من لغة جسدية بصرية تطغى على المشهد المسرحي المعاصر، فيعبر الجسد عن مكنونات شعورية نفسية، يفترض بنا أن نعترف بهذه الحقيقة القديمة الجديدة، حتى في عصر الحكواتي في المجتمعات العربية استعمل الجسد، ليعطي تصورا ثقافيا يمثل أبعادا مختلفة، كأن يعبر عن الرفض أو القبول، والرفض والقبول هي رؤية مجتمعية، وبالتالي تعبر عن حركية المجتمع الإنساني مهما كانت درجة سكونه.
وإذا ما عدنا مرة أخرى إلى حضور المرأة والجسد في المسرح، سنجد هناك تناقضا ما، علما بأن هناك دورا كبيرا للمرأة المسلمة في الدولة الإسلامية، وخلال الغزوات "حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة "2 فالمرأة التي كانت تخرج لمداواة الرجل الجريح في المعركة هو أجنبي بعرف الدين الإسلامي، ممنوع الكلام مع أجنبي، فكيف إذا ما تعلق الأمر باللمس ؟ هذا يؤكد أن تفسير الخطاب الديني كان من أجل رؤية ما خاطئة أو مقصودة لذاتها، فالمسرح صاحب رسالة كبيرة .
إن مسألة التحريم بمقاييسها المختلفة، تندرج في ظل ثقافة عامة نابعة من تفسير خاطئ، وتأويل أكثر خطأ، ما زالت فكرة أن صوت المرأة عورة فكرة قائمة، وهذا ما يردده المتعلمون أيضا، ليس من منطلق ديني بل من توارث رؤية اجتماعية استندت إلى تفسير خاطئ، لتتحجر الفكرة، وتبقى شكلا صنميا يعبد متى يتلاقى مع المنافع، تماما كما كان يأكل الصنم المصنوع من التمر عندما يجوع، ولهذا فهو لن يتوانى عن القول بأن هذا حرام وهذا حلال من خلال المنافع .
وأكثر هذه المنافع ولوجا لحياة الإنسان في الوقت الراهن، البعد السياسي الذي يتواءم مع المصلحة الخاصة، أو مجموعة من الناس، فهو مثلا لن يتوانى عن استخدام القرآن والآيات القرآنية، ليعطي دلالة معينة تلاقي صدى عند جمهور العامة . فمثلا يقول وهو يتحدث عن نفسه ليمثل المجتمع مستندا إلى القرآن الكريم : (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين)3 ثم يقول بـأنه جاء يستند إلى رأي الناس فيردد قوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)4 ولهذا ينطبق هذا الخطاب على مفهومية خاطئة ذات منفعة خاصة، وليس منفعة المجموع في ظل دولة رأسمالية أو علمانية، ليصبح هذا الترداد في ظل ثقافة عاداتية وتقاليد قد تنزع إلى الاستلاب، وليس الفهم والمصداقية.
وبذكر الجسد الإنساني فلا بد أن نذكر الزينة وهي الزينة التي تخص الجسد، وهنا إشارة إلى أن تزيين الجسد صفة جمالية يفترض بالجسد أن يتزين، وهذه الرغبة فطرية، ويؤكدها الله سبحانه وتعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون)5 وهذا ما ينطبق على صوت المرأة أو حجابها، أو تشكيل جسدها، لنجد أن هناك هوة ما زالت قائمة تتعالق مع هذه الممنوعات العاداتية والتقاليد، وهذا بالتالي سيقود إلى تحريم الفرجة، كل هذا كان في ظل منظومة قيمية تمثلت في العادات والتقاليد، وربما دينية ذات تأويلات خاطئة، يراد بها الحصول على مآرب أخرى للذين قرروا بأن هذا حرام وهذا حلال، وضمن دائرة المسموح والممنوع.. وأقل ما يمكن أن نجده من تلك المآرب هي السطوة الدينية التي تماري سلطة سياسية، وهنا نشير إلى ممنوعية الجسد ثقافيا في البلاد الإسلامية، مثلا عندما يتبجح الكثيرون بأن المرأة ناقصة عقل ودين، كما يفهمه العامة بحديث ناقصات عقل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال : أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين6 وهذه دلالة واضحة لدى العامة بأن المرأة فتنة ينزع عنها التدين والتعقل، ويبقيها جسدا، وهذا النقص المفهومي للحديث، نابع بالأساس من الذين وكلوا بإفهام الناس أمور الدين، ولكن للأسف بدا أنهم يستفيدون من هذا القصور في الفهم، وهذا ما يكرره عوام الناس ويستمر كنتيجة تبعية لما قرره من أفتى بجهالة منهم، أو من استغفلهم، ليمنع عنهم الفهم، وكأن الجسد يحمل الفتنة فقط في ظل صياغة رؤية فكرية تؤكد على هذا الشيء، وهذا يعني أن الثقافة " تمنع الجسد المؤنث من حقه الطبيعي في إرسال إشارات عاقله، إنه جسد محصور حصرا قاطعا في لغة واحدة، لغة تحمل إشارات الإثارة الشبقية فحسب "7
***

التمثيل / الفقهاء :

إن نظرة الدين إلى التمثيل تنبع من عدمية هذا الشيء القائم على التسلية واللهو الفارغ، علي الراعي في أثناء حديثه عن المسرح في الوطن العربي، ومن خلال الإشارات البدئية لذلك في كتابه " المسرح في الوطن العربي " وهو يتحدث عن المقلدين والمضحكين والسماجة في الشوارع، وحفلات الزواج والختان والحواة والقرادين، يشير إلى هذا الرأي بهذا التمثيل البدئي للمسرح بقوله: " وقد ظلت هذه العروض التمثيلية المختلفة موجودة في القاهرة قرونا طويلة، ينظر إليها أهل الرأي والفقهاء وبعض الخلفاء والسلاطين على أنها لهو فارغ، وأحيانا محرم "8 هذه النظرة لم تكن وليدة هذه الفترة فحسب، بل لها جذور في البعد الديني الإسلامي من حيث تحريم الصور والتجسيد والتصوير الفوتوغرافي أيضا عند بعض من يتشدد في الأمر، ومادامت الصور محرمة، فإذن سيكون التمثيل عبارة عن صورة وتجسيد لهذه الصورة، فهو إذن تافه وأكثر من ذلك محرم .
ومن ذلك اللهو غير المفيد ما يروى عن الخليفة المنصور، بعدما قام رجل باستعراض أمام الخليفة برمي الإبرة ؛ لتلتصق بالحائط، ويرمي الأخرى لتمر من ثقب الأولى، وهكذا حتى المئة، بعد الانتهاء، أمر الخليفة بإعطائه مئة دينار، وجلده مئة جلدة، فاستغرب الرجل ذلك فقال الخليفة : المئة دينار من أجل براعتك، والمئة جلدة لإضاعتك الوقت فيما لا ينفع ولا يفيد.9
ولهذه النظرة التحريمية، سنجد أن التمثيل في البلاد العربية والإسلامية في الطقوس الاحتفالية، وبداية المسرح، كان يقوم به الرجل من دون المرأة، ويقوم الرجل بدور المرأة أيضا، وبالحديث عن المحبظين نجد " أن الممثلين كلهم من الذكور، ما بين رجل وصبيان، يقدمون الأدوار جميعا الرجالية والنسائية"10 وهذا دليل واضح على أن النظرة لما يحدث الآن، لا يعدو عن تصور ما يمثل بأنه ليس ذا قيمة ومن اللهو الفارغ، وكذلك الرؤية التحريمية للمرأة في الأماكن العامة، فلا يجوز إلا بوجود محرم مثلا، فكيف سيكون هناك دور للمرأة على خشبة المسرح ؟ لأن التجسيد والتصوير المادي والنحت كانت مرفوضة ، لأنها تبدو قريبة من الوثنية ..
وربما ينظر إلى المسرح من زاوية الكذب وذلك بسبب أن الكاتب المسرحي يخترع هذه الشخصيات والحكاية ويجعلها تنطق، ولكننا نرى موقفا آخر احيانا " إن هذا لا يدخل في الكذب المحظور ؛ لأن السامع يعرف جيداً أن المقصود ليس هو إخبار القارىء بوقائع حدثت بالفعل، إنما هو أشبه بالكلام الذي يحكى على ألسنة الطيور والحيوانات، فهو من باب التصوير الفني واستنطاق الأشخاص بما يمكن أن ينطقوا به في هذا الموقف"11 إذن تبدو الصورة متباينة أحيانا، ولكننا نميل إلى القول الأخير، وربما يكون التفسير للموقف من الكذب بات واضحا، ولهذا يفترض أن تتوقف بعض الأقلام التي تحرم كل شيء من أبواب عدة وكثيرة، ولكنها ستجعل الوطن العربي الإسلامي يعيش في جمود، والحركة الاجتماعية للمجتمعات تبحث دائما عن مساحة من الحرية، لتعبر عن آمالها وآلامها وتطلعاتها، من أجل أن تكون هناك حركية في المجتمع بالتفكير، لزحزحته لصالح المجتمع، ولا يمكن أن نغلق على الإنسان في بوتقة ونجعله سجين المسموح والممنوع، وربما يكون من وجهة رغبة شخصية قمعية، تقود المجتمعات إلى التخلف دائما، وبما أن الإنسان فطر على التأمل والتفكير والجدل وكما قال تعالى : (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) 12 كل هذا يؤكد حريته، وهي حرية كبيرة لا ينظر إليها من ثقب ضيق جدا، لتجعل الإنسان يعيش حياة القيود التي تلائم الجمود والسكون، وهي صفة الكائن غير الحي، فكيف إذا ما كان هذا الكائن هو الإنسان ؟
وهناك من اعتبر أن سبب غياب المسرح عن البلاد الاسلامية من وجهة نظر دينية، قد تبدو قاصرة عن فهم النص القرآني الذي يبين أهمية الجمال والزينة، وهذا ليس مقصورا على الرجل من دون المرأة قال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (13 من واجب المسلم أن يتزين وهذا الخطاب لكل المسلمين الذكور والإناث، وينطبق عليه قول الرسول عليه السلام : " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاس "14 وهناك من يزعم أن " الإسلام السني لم ينجح في خلق مسرح " بسبب تاريخي يعود إلى مفهوم الإنسان في الإسلام، الذي يمنع وقوع أي صراع إسلامي..15
ومرة أخرى هناك من يرى إن عدم معرفة العرب بالأدب اليوناني ؛ لأنه أدب وثني تعددت فيه الآلهة، وعبادة الأبطال، ولهذا امتنع المترجمون عن ترجمته، لتعارضه مع الدين الإسلامي ..16 وبعضهم يفصح بأن اللغة العربية قاصرة على أن تكون لغة يومية، لتعبر عن المسرح، فهي لغة شعرية، ولهذا فإن لغة المسرح لا تحتمل القوالب الجامدة .. 17
نجد من خلال ما مر بنا، أن الأسباب تعددت كثيرا، ولكنها ربما تجمع على أسباب تأخر الفن المسرحي عند العرب إلى حد اليقين.
***

المكان: اللغة / المسرح:
إن إشكالية وضوح معالم المسرح في الوطن العربي والإسلامي في الماضي، يرجعها بعضهم - وقد يكون غالى أحيانا - إلى أن من إشكالية المسرح في الوطن العربي والبلاد الإسلامية العامل الجغرافي، وكما تحدث بذلك توفيق الحكيم مثلا عندما قال أن المسرح أو ما يتطلبه عنصر الاستقرار، وهذا لم يكن متوفرا في الجاهلية ..18 هذا الكلام يؤكد حقيقة على وجود المدينة كعامل لوجود المسرح، ويبدو كلام الحكيم فيه الكثير من الصحة، علما بأن العرب قد امتلكوا أماكن استقرار معروفة مثل مكة، وربما يكون الوضع السياسي الذي يحيط بالعرب ما بين الرومان والفرس جعلهم في حالة اضطراب ليكون لديهم مسرح، ومهما تكن الحالة في ذاك الزمن، فإن المدينة العربية لم تكن معروفة كما عرفت في أماكن أخرى، ولكن نجد المدينة العربية قد ترسخت في العصر الإسلامي الأموي، لا نبالغ إذا ما قلنا أن الاستقرار كان سمة رئيسة في المجتمعات الإسلامية لقرون طويلة، بدءا من العصر الأموي، لكن توفيق الحكيم يعود مرة ثانية برأي آخر، ليبرر موقفه إزاء تأخر ظهور المسرح العربي في البلاد العربية الإسلامية " وهو أن العرب في الدولة الأموية وما بعدها ظلوا يعتبرون شعراء بداوة والصحراء مثلهم الأعلى الذي يحتذى وينظرون إلى الشعر الجاهلي نموذجهم الأكمل "19 وكأن مقولة الموقع الجغرافي ما زالت ماثلة في رأي الحكيم، لأن الموقع الجغرافي العربي منذ القديم، موقع شعري، قائم على الشعر الغنائي الذي يمثل الفرد، ويعبر الشاعر فيه عن رأي قبيلته، فهو من يدافع عنها، وهو من يرفع مجدها وقيمتها، ويحط من منزلة الآخرين.
وقول توفيق الحكيم، يقودنا إلى إشكالية الفصحى والعامية كما أشار إليها بعضهم، فالعرب كانوا يقدسون الفصحى، ولهذا كان الشعر العربي بالفصحى، وله الغلبة على كل اللهجات الأخرى، وربما أنف الشعراء أن يكتبوا بالعامية لما لها من منزلة دونية عند العربي ...20
وكأن الإشارة هنا واضحة إلى أن التمثيل وإن عرف عند العرب بشكل بدائي كان يمثل بلهجات عامية، وهي لغة دونية بنظر الشعراء العرب... وهذا ما يؤكده أيضا أحمد أمين في كتاب فجر الإسلام بأن " العرب كانوا متعصبين لشعرهم، لا يسمحون فيه بابتكار أو تحوير في الأساس، فنظم البيت، وبحر الشعر، وقافية القصيدة، أشياء مقدسة لا يصح أن تمس بسوء " 21
ومرة أخرى، بما يخص اللغة، يقول توفيق الحكيم في مقدمته لمسرحية أوديب، أن الذي صرف العرب عن الشعر التمثيلي الإغريقي، وهذا سبب تأخر ظهور المسرح بينهم " صعوبة فهم ذلك القصص الشعري، وكان كله يدور حول الأساطير، لا سبيل إلى فهمها إلا بشرح طويل، يذهب بلذة المتتبع لها، ويقضي على متعة الراغب في تذوقها " 22 لا أعتقد أن هذا السبب رئيس بما ذهب إليه توفيق الحكيم، والذي يفصح عن ضيق الأفق من السرد والتمثيل لدى العربي، علما بأن القصص كانت موجودة لديهم، كما أوضح ذلك شوقي ضيف في كتاب العصر الجاهلي " وإذا كنا نفتقد الأدلة المادية على وجود رسائل أدبية في العصر الجاهلي، فمن المحقق أنه وجدت عندهم ألوان مختلفة من القصص، والأمثال والخطابة وسجع الكهان .. وكانوا يشغفون بالقصص شغفا شديدا .. وشباب الحي وشيوخه ونساؤه وفتياته كانوا يتابعون الحديث في شوق ولهفة .. وكان العرب يقصون كثيرا عن ملوكهم من المناذرة والغساسنة ومن سبقوهم مثل ملوك حمير " 23 وربما يكون سبب العزوف، إنشغالهم بنقل علوم الفلسفة والطب، وهذا ما مال إليه آخرون، وربما يكون إحساس العربي بحالة من الزهو، بما لديه من قدرة شعرية فائقة فلم يلتفت كثيرا لشعر اليونان.
ولكن توفيق الحكيم مرة أخرى يسوق مثالا آخر عن عزوف العرب عن نقل المسرح " لعل السبب هو أن التراجيديا الإغريقة ما كانت - حتى ذلك الحين – تعتبر أدبا معدا للقراءة إنها لم تكن تقرأ مستقلة كما تقرأ جمهورية أفلاطون، فقد كانت تكتب للتمثيل "24 ربما يعتبر هذا القول شيئا منطقيا، لأن تلك التمثيليات كتبت لتفهم من قبل المشاهد اليوناني من دون شروح، و يؤكد الحكيم مرة أخرى على أن الغاية من ترجمة ما لدى اليونان هو النفع وليس حب الاطلاع.
وبالنظر إلى إشكالية الترجمة للمصطلحات الإغريقية بما يخص شعرهم وتمثيلياتهم، هناك من يرجع أنه لم تكن هناك مواقف مسبقة من المسرح والتمثيل، ولكنه يرجع تأخر ظهور المسرح في الوطن العربي إلى الترجمة، وخاصة أن الذين كانوا يترجمون قبل المترجمين المسلمين هم السريان الذين انشغلوا بترجمة الفلسفة والطب، ولم يهتموا للشعر اليوناني، وعندما جاء المترجمون المسلمون مثل ابن رشد عندما أرادوا ترجمة كتاب الشعر لأرسطو، لم يحسنوا الترجمة، ولم يدركوا المصطلحات التي وردت في الكتاب..25 إن الرؤية السائدة في مجتمع مسلم قد تفرض رؤية ثقافية على المثقف والمفكر، فيجد نفسه مضطرا للمقاربة أو المجاراة. وهذا ما ينطبق على ابن رشد من خلال ترجمة تراجيديا وكوميديا من منظور إسلامي كان سائدا، وليس من منظور فكري بما توحي به الكلمات والمصطلحات في البعد الثقافي اليوناني، فكانت أقرب ترجمة بما يتواءم مع السائد لهذين المصطلحين " هجاء ومدح " وذلك من خلال ما هو سائد كبعد مفهومي للشعر، فهو انطلق من منظور الشعر الذي انحصر في أشكال عدة. ولكن هذا الاتهام يدحضه الناقد أحمد بلخيري والذي نجد له رأيا آخر، حيث يقف موقف المدافع لدحض آراء النقاد المعاصرين، والذين تهجموا على المترجمين القدماء من العرب، بسبب ترجمتهم للمصطلحات المسرحيّة مثل التراجيديا والكوميديا، فترجمت الأولى بالمديح والثانية بالهجاء، وهو يؤكد أن ابن رشد كان عليما بهذا المصطلح، وقد ميز بين المفهوم الشعري للمصطح وهو المديح، والمفهوم المسرحي للمصطلح والذي يتعلق بالفعل وليس بالشخص.26
***

السلطة / المسرح :
إن بدايات المسرح الحديث في البلاد الإسلامية قد واجه رفضا، وللأسف هذا الرفض لا تنتبه له الدولة بأحيان كثيرة، بقدر ما ينتبه له أناس يجدون فيما يحصل الآن وأمامهم خرقا لمحرمات معينة، فلهذا شكا الناس مارون النقاش للحكومة العثمانية، والأخيرة قررت منعه من التمثيل، وفي الأستانة صاح بعضهم يخيف المسلمين والخليفة من الفتن والخوف على العقيدة " أدركنا يا أمير المؤمنين فان الفسق والفجور قد تفشيا في الشام... فهتكت الأعراض وماتت الفضيلة ووئد الشرف، واختلطت النساء بالرجال"27 ورجع هؤلاء بصك من السلطة العثمانية فأغلق المسرح وحورب وطورد القباني، حتى وصل الأمر لتسليط الأطفال والصغار عليه يصيحون بوجهه " أبو خليل النشواتي، يا مزيف البنات، ارجع لكارك أحسن لك، ارجع لكارك نشواتي" 28 فكانت النتيجة إغلاق مسرح القباني. إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم كانت تشكل المسرح الحديث في البلاد الاسلامية، فما كان من فضح ونقد للسلطة كانت ردة الفعل تأتي بإغلاق المسرح، وأكثر من ذلك النفي " أما في تجربة يعقوب صنوَع الفنية الشديدة النقد لسياسة مصر و لكثير من الظواهر و الأعراف الإجتماعية فقد شاركت ممثلتين في أداء الأدوار النسائية في العروض التي أقلقت الخديوي في مضجعه إلى أن عمل على إيقاف هذه التجربة بنفي الفنان صنوَع خارج مصر"29
ولا ننسى أهمية الفن المسرحي وخصوصيته في المجتمعات وبين البشر .. ينعت بالخطورة، لأن العرض المسرحي فن معايش للأزمات ولواقع الشعوب، وينتج عن العلاقة الخاصة بين الممثل والمتلقي..30 وهناك إشارة أخرى تظهر سلطة أخرى تتناغم مع السلطة السياسة، وهي سلطة الذكر، فكانت المرأة ممنوعه من الذهاب إلى المسرح إلا من قبل نساء الذوات والارستقراطيات، وكان الرجال يذهبون إلى المسرح من دون الزوجات.31
وما زالت لغة المنع سائدة في المجتمعات العربية، فهي ما بين منع كتاب يتناول لفكر ما أو لسلطة سياسة أو ثقافية أو اجتماعية أو لرؤية دينية انغلاقية، وليس المقصود بذلك الاعتداء على الحياء أو على أي ثقافة ما، بقدر ما يراد بذلك ثقافة المجتمع وتغييره، وكذلك ينطبق على مثل هذا المنع، منع المسرح والسينما والأفلام، إذن هناك منع مادامت الرؤية تنقد الوضع السائد، وتنادي بتغييره، أليس المسرح للتغيير كما ينادي به برخت، ما فائدة المسرح من دون تغيير؟
من هنا تبدأ إشكالية المسرح " المثقف " والسلطات، إذا ما كان المثقف هو الذي ينتج الوعي..32 فإن إشكالية المسرح والسلطة ستكون واضحة للعيان دائما وليس في العصور الإسلامية الأولى فقط، ذلك أن المسرح يحمل على عاتقه انتاجية الوعي بكل جوانب الحياة ووجود الإنسان، وبالتالي التغيير، لأن السلطة تقف في الاتجاه الآخر الذي يقبض على زمام الأمور كل الأمور، والمسرحي " المثقف " يعمل على زحزحتها، أو أقل شيء يفعله يدعو لزحزحة الجمود، والذي يتنافى مع حركية الزمن، والإنسان الذي ينتج الوعي دائما. وقد تتمثل السلطة بأنواع عدة، ومنها السلطة الدينية والسياسية والاجتماعية والتي تربت على شيء، وأولت الأحداث والأحاديث والآيات تأويلا سطحيا معمما، وهذا ما لاقاه القباني من السلطة الدينية عندما قامت الدولة العثمانية بإغلاق مسرحه.
المسرح يحمل بذور رؤى فكرية وثقافية تفصح عن رسالة إفهامية وتثقيفية في كل جوانب الحياة، وهذا ما يخيف السلطة. ولكننا سنعود مرة ثانية إلى العهد الإسلامي، إبان وجود النبي - عليه السلام - فكانت مقولة الشعر تلك، لا تجد إلا صدى عند جاهل يرى فيه كذبا، وخاصة من الذين وقفوا ضد الشعر من منطلق أن الشعر والشعراء هم غاوون قال تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) 33، وما زال الكثيرون يرددون هذه الآية عن هذا الإغواء الخارج على الدين، وقد يصل إلى حد اللعنة مثلا، وهذا نتيجة للتقصير في تفسير الآيات القرآنية، وناتج عن ضعف الثقافة العربية، وهي تمر بمراحل مختلفة وربما قاسية جدا من الحروب القديمة والحديثة، والتي تبدو متواصلة، ليكون التمثل بالآية من باب الحرص على الدين كمقاومة مثلا، ولكن هذه الرؤية خطأ عند الذين نقلوا الدين إلى العامة، وربما عن عدم معرفة بأهمية الثقافة التي أولاها الرسول - عليه السلام - أهمية كبيرة، وهو يقول لحسان بن ثابت: " اهجُهُم يا حسانُ فإِن شعرك أَشدُّ عليهم من وقع السيوف ". إن هذه المقولة التي تتمثل بمقولة الرسول - عليه السلام - من قوة الشعر وأهميته، تظهر لنا أن المسرح قوي يخشاه الآخرون، وخاصة أن المسرح جماهيري، ولديه قدرة توصيلية كبيرة، وبخاصة في ظل وجود إعلامي متنوع، يستطيع أن ينقل صدى المسرح بسرعة، فالمسرح تنوير مقابل الجهل، والمسرح حرية مقابل القيد والأغلال، والمسرح ثقافة مقابل الفوضى، والمسرح رؤى وأفكار مقابل الخنوع والتجهيل، والمسرح تغيير في النظام العام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري، ومقابل كل هذا الجمود، لهذا بقي المسرح في البلاد الإسلامية إشكالية من رؤى متعددة، ليبقى المسرح في مرحلة ما أقل بكثير من مستواه الغربي، وغيابية كاملة لما يعرف بالمسرح العربي والمسرح الإسلامي؟
***

المسرح في البلاد العربية الإسلامية الآن:
لن نجانب الحقيقة إذا ما قلنا أن من إشكاليات المسرح في الوطن العربي الإسلامي، يتوقف على بنيات أساسية الآن، والتي تبدو للعيان متمثلة بـ :
- المسرح بما هو عليه الآن في البلاد العربية الإسلامية، يقبع في ظلية المسرح الغربي، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى دقيق ومحدد، حتى المسرح الاحتفالي، والذي تم التنظير إليه منذ سنوات الخمسينيات والستينيات في الوطن العربي، مازال يدور في فلك المسرح الغربي في جزئياته الرئيسة مثل التأليف، الإخراج، التمثيل، المكان " العلبة الإيطالية ".
وهناك جزئية مهمة في المسرح، أو ما بعد العرض المسرحي، وهي جزئية النقد، ومازالت هذه الجزئية تنظر للمسرح من منظور غربي، وفي ظلية المدارس الأدبية والنقدية الغربية.
بالتأكيد، لقد فشل المسرحيون العرب في إيجاد مسرح خاص بالعرب، وما ذاك التناغي مع المسرح الاحتفالي إلا نزوة لم تأخذ شكلها الصحيح وطريقها الواضحة، وذلك لأن هناك من ينكر وجود مسرح عربي متعارف عليه قبل المسرح الحديث، والذي وصلنا بصيغته الكاملة، وما يدور في المسرح العربي هو مسرح غربي، وما يطبق في المسرح العربي هو تطبيق لرؤية مدارس مسرحية غربية، ولن تبخس جهود جملة من المسرحيين الذين انبروا للدفاع عن تأصيل للمسرح العربي، سواء أكان في مصر أو في المغرب، أو الذين أعادوا تأصيل المسرح العربي إلى خيال الظل كبنية مسرحية تحقق مقومات المسرح، هذه جهود من نظرة عاطفية حميمية، سنقول عنها بأنها مباركة وكبيرة ، ولكننا في الواقع قد فشلنا بإيجاد تقعيد للمسرح العربي، ومازال العرب المسرحيون يبحثون في حفرية الاحتفالية العربية، إن هذه الإريكولوجية بحاجة لنظرة أكبر على مستوى العاطفة، وبحاجة لنظرة أكبر بكثير على مستوى العقل، من هنا يجب أن ننطلق لتشكيل مسرح عربي إسلامي، وبالتالي سنجد أن لدينا مسرحا عربيا من دون التبجح بأعذار قد عفا عليها الزمن، فالغناء العربي بغض النظر عن النظرة إليه من جوانب عدة، والدوافع التي تروج ضده، أثبت وجوده، وصار الغناء جزئية في البلاد العربية أو الإسلامية لا يستطع الإنسان أن يتخلص منها، وهذا ما ينطبق على وسائل " الاتصال " مثل التلفاز أو السينما، والتي كانت تحرم في السابق، فهي موجودة في كل بيت، وتبقى خصوصية المسرح تقترن بالغناء من حيث الوجود، المطلوب هو ترسيخ بنية المسرح العربي، لنتخلص من كل الإشكاليات، كل ما نحتاجه هو الجرأة، بإعلان أن هناك مسرحا عربيا، ويجب أن ننطلق منه، نعم كدستور عام يتقيد به الجميع، إن الاحتفالية العربية تكاد تكون متشابهة سواء أكان مسرح الحلقة أو السامر أو التعزية أو التعليلة، جميعها تملك بينة مسرحية بحاجة لجس نبضها، لتشرع في العمل والديمومة. وهذا القول لا يعني الخروج على المسرح المتعارف عليه عالميا، ولكننا سنشارك برؤية عربية مسرحية تستند للتراث المتنوع، ويتشارك حتما مع المسرح الغربي أو العالمي، وهذه سمة ثقافية تبين عن حضارة الإنسان والتي تقوم على التفاهم والتشارك مع الآخر، وهذا الشكل الغربي أو العالمي لا يبخس المسرح العربي وجوده.
- جزئية أخرى تمثل إشكالية في الوطن العربي الإسلامي، وهي تلك التي تتعلق بنقل المسرح، والتجوال فيه بين ربوع البلد الواحد، وهذه المشكلة باستثناء حالات قليلة في البلاد العربية ظلت قائمة، وهنا نتحدث عن المسرح الريفي أو المسرح في الريف، هذه إشكالية صنعت، وتتمثل في تقاعس أصاب المسرحيين العرب، وكأنه لا يريد أحد أن يخرج من دائرة مدينة كبيرة أو العاصمة أحيانا، للعلم إن الريف العربي يتواجد فيه الآن كثافة سكانية كانت تسمى في السابق بالمدينة، نحن نتحدث عن قرى أو مدن صغيرة تتجاوز عشرة آلاف نسمة، وربما تصل عشرين ألف نسمة، لكنها لا تعرف من المسرح إلا هذه الكلمة الملفوظة أو المكتوبة بشتى الوسائل الاتصالية، هذه حقيقة تضم كإشكالية تواجه المسرح العربي لينهض، إن الكلام والتنظير لن يصل إلى دائرة العمل، فالكلام في المسرح سيكون قاصرا جدا بالنظر إلى وجود مسرحية تعرض في الريف، هذا ما نتكلم عنه، لنضع أيدينا على أوجاع تتمثل في بنى عدة، أولها وليس آخرها هم المسرحيون جميعهم من الكاتب حتى الممثل والمتلقي أيضا، ولا نغفل عن دور الحكومة في هذا، ولكن يجب أن تخضع الحكومة ورؤى وزارات الثقافة في البلاد العربية الإسلامية لرؤية المسرحيين، إذن تنقصنا الأداة والاستعداد لننطلق.
منصور عمايرة كاتب وباحث مسرحي أردني
ـــــــــــ
الهوامش :
المصادر : القرآن الكريم.
المراجع :
1 - توفيق الحكيم، الملك أوديب، مكتبة مصر، مصر، القاهرة،
2 - البخاري، كتاب الجهاد، باب مداواة النساء الجرحى في الغزو(2882) من حديث الربَيِّع بنت معوّذ رضي الله عنها.
3 - سورة القصص الآية 26
4 - سورة آل عمران الآية 159.
5 - سورة الاعراف الآية 32 .
6 - مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، باب الإيمان(76)
7 - عبدالله غذامي ثقافة الوهم مقاربات حول المراة والجسد واللغة المركز الثقافي العربي بيروت ط1 1998
8 - علي الراعي، المسرح في الوطن العربي ط2 المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1999
9 - الراعي المرجع نفسه ،
10 - الراعي المرجع نفسه ،
11 - يوسف القرضاوي، الإسلام والفن، دار الفرقان للنشر والتوزيع، عمان، الأردن 1996
12 - سورة الكهف الآية 54 .
13 - سورة الأعراف الآية 31
14 - مسلم، صحيح مسلم، باب تحريم الكبر، (91).
15 - بركات محمد مراد، الإسلام والفن، الإمارات، دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة، ط1 2007
16 - حورية حمو، تأصيل المسرح العربي، اتحاد الكتاب العرب، سوريا، دمشق،1999
17 - بركات محمد مراد مرجع سابق،
18 - توفيق الحكيم، الملك أوديب، مرجع سابق،
19 - توفيق الحكيم المرجع نفسه ،
19 - شاكر اللامي، أحمد أبو خليل القباني رائد المسرح، جريدة ستار تايمز 23-4-2007 نت.
21 - أحمد امين، فجر الاسلام، وزارة الثقافة، عمان، الاردن، 2008،
22 - توفيق الحكيم الملك أوديب مرجع سابق،
23 - شوقي ضيف، العصر الجاهلي، دار المعارف، مصر، القاهرة، ط24، 2003،
24 - توفيق الحكيم مرجع سابق،
25 - محمد كامل حسين، من الأدب المسرحي، بيروت، لبنان، دار الثقافة، 1960، ص188
26 - أحمد بلخيري، المصطلح المسرحي عند العرب، البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع، المغرب، ط1، 1999م.
27 - شاكر اللامي، مرجع سابق .
28 - شاكر اللامي، المرجع نفسه.
29 - أثير محمد علي، حقوق المرأة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات، الحوار المتمدن-العدد: 1474-2006/2/27
30 - بركات محمد مراد مرجع سابق
31 - أثير محمد علي مرجع سابق.
32 - سعيد يقطين، الخطاب والتأويل، المركز العربي، بيروت لبنان، ط1 2000،
33 - سورة الشعراء الآية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)