أتفق مع.. ولا أتفق مع سطحية الناقد وتسطيح النقد بأمثلة الأرقام المغاربية الاسلامية نموذجا/ بوكرش محمد


أتفق مع.. ولا أتفق مع سطحية الناقد وتسطيح النقد / بوكرش محمد


بعد أن ناقشنا مع الفنان التشكيلي والناقد المحترم خضير الصالحي الناقد المحلل هذا الجانب المهم من العملية التشكيلية  لإعطاء العمل التشكيلي كبنية ثنائية بجانبيها (المحطة ) الشيئية و(المنصة) الدلالية  قدرا كبيرا من الاهتمام هذا الذي خص به الجانب الشيئي بما لا يعطيه لجانبها البنيوي الدلالي، وذلك في نظرنا لأن العمل قائم ببنيته بما لا نختلف فيه معه  وهي الأشياء المستعملة في بناء اللوحة بحضورها الملموس الذي لا يترك مجالا لذلك (الاختلاف)، عكس الجانب الذي يخص منصة البنية الدلالية فيها التي هي منصة انطلاق أو إحداث ردود فعل مختلفة من واحد لآخر...هذا الاختلاف في ردود الفعل الذي لا يعني اللوحة أو العمل التشكيلي بقدر ما يعني اهتمامات وأحاسيس صاحبه كان ذلك كتابيا أو قولا...
اختيارنا في سياق الحديث حدثين يمثلان  العمل التشكيلي الواحد، والعكس صحيح،  أ- حدث ارساء محطة أو محط  أشياء اكتملت لتصبح العمل التشكيلي بطمه وطميمه ،  ب – الحدث ( أ ) نفسه منصة انطلاق أو منصة إحداث الدلالة التي تخص بناء اللوحة ثنائية الحدث  ، لتحدد بالمقاربة ما يمكننا به القبض على المعاني التي هي القصد في النهاية والحدث الثاني (ب)، لئلا نختلف على تكامل الحدثين الشيئي والدلالي،  أو نعمل بهما لتضييق مجال الاختلاف قدر المستطاع.
بين وضع (أشياء) بالمحطة وانطلاق (ردود فعل ) من منصة، نتبين المعاني والمقاصد من البناء الواحد أي العمل التشكيلي كتوظيف.
ونكرر مرة أخرى أن خلاصة ما ذهب اليه الناقد والفنان خضير الصالحي* مفاده أن العمل التشكيلي قائم بذاته ( بشيئيته لا غير) ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن نوفيه حقه بنص تقريبي نقدي وهو النص اللغوي الذي يكون بمثابة  النص المثالي الممثل أو النسخة التشكيلية الكتابية... أشاطره الرأي أيضا، والاستنتاج في ذلك : أن العمل ونفوذه على المتلقي لا حدود لأنواع مؤثراته على المتلقي والتأثر به هوالشيء الذي يتسبب في اثارة الكثير من الأحاسيس وردود الأفعال الغير منتظرة وبالتالي كل هذا يزيد من اعتقادنا أن العمل التشكيلي كما هو، القيمة والحضور القادر على هذا..

 إلا أني عندما أقف معارضا أمام  الناقد والفنان خضير الصالحي وأمام نفسي ببعض الأعمال التشكيلية القديمة وهى استثناء تماما  تؤسس في نظري المتواضع بداية التأريخ للفن التشكيلي الإسلامي المغاربي والعربي المعاصر، مكررا مرة أخرى كلامه واستنتاجه بما معناه ( خضير الصالحي ): أن الفنان العربي متخلف .. بالمقارنة مع ما وصل اليه الفنان التشكيلي الغربي .. متخلف نعم.. وأشاطره الرأي كذلك، لكن هذا لا يعني أن الفنان الغربي هو الآخر متقدم جدا...
ونتساءل: لماذا تخلى الغرب عن أشكال أرقامه اللاتينية..؟

 
لماذا تبنى الغرب أشكال الأرقام المغاربية الغبارية  الإسلامية؟.
وهي الأعمال التشكيلية المغاربية الغبارية الاسلامية المتقدمة جدا جدا التي نتخذها أمثلة لنتكلم على قدرة الفنان المغاربي البيانية شكلا ودلالة هذه التي سبقت قدرة الفنان الغربي ماندريون وماتيس وكاندانسكي الايحائية وأتباعهم بقرون..في بناء لوحة تشكيلية شيئية ودلالية في نفس الوقت أي أن معنى اللغة فيها يعني شيئية الشكل ومعنى شيئية الشكل فيها يعني المعنى اللغوي.
ونتساءل أيضا: هل هذا ممكن؟
الجواب جاء مفحما بوجود هذه الأرقام ( الأعمال التشكيلية) اسم على مسمى في 10 أعمال تشكيلية منفصلة ومتصلة وهي : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9، 0.
كل شكل من هذه المباني الـ 10  ثنائية الحدث بمعنى واحد شيئي وآخر دلالي لغوي في نفس الوقت أي بإمكاننا استحضار صورة أو شكل أي رقم من الـ 10 أرقام كتابيا أو قولا بلا زيادة أو نقصان وذلك برسم الشكل بعدد الزوايا كمضامين التي يمثلها وتمثله .
وهي البيان والتبيين باللغة وبالشكل والمضمون كتابة وتشكيليا.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل الفنان التشكيلي بصفة عامة بإمكانه القبض على ما يريد بالتحديد لينعم بها معه الآخر ويتلقاها بالقبول ويعمل بها وتكون على مقاس ومثال الآرقام المغاربية الغبارية العربية الإسلامية كأعمال تشكيلية وفنية لغوية؟.
هذه الأرقام المغاربية الغبارية العربية التي أسست في نظرنا المدرسة التكعيبية قبل أن ترى النور الحضارة الغربية ويرى النور معها أمثال جورج براك و بابلو بيكاسو وماندريون...هذه المدرسة التي يقال عنها ظلما وتظليلا أنها مستمدة من الفن الإفريقي لئلا يقال أنها شمال افريقية أو مغاربية..

هل بالإمكان أن ينطلق الفنان من منصة البنية اللغوية الدلالية إلى محطة بنية شيئية تشكيلية ويمثل فيها الأول الثاني والعكس صحيح؟.
الجواب جاء مع قصة سبب اعتناق العالم اليهودي الإسلام، عالم الأجنة روبرت غيلهم..
العالم الذي انطلق من الشك أو التشكيك .. انطلق من الجانب الدلالي للنص اللغوي القرآني الى مراد  لمس الحقيقة التي قد تكون شاخصة أيضا بجانبها الشيئي أو (...).
وذلك بالسؤال الذي طرحه اليهودي العالم روبيرت غيلهم : لماذا الـ 3 أشهر شرط ربط العدة قبل زواج مطلقة أو أرملة في القانون أو الدستورالاسلامي ؟.
(أسلم ألدكتور روبيرت غيلهم بمجرد وصوله الحقيقة بالعلاقة المتينة والترابط  بين القول اللغوي في الدستور الإسلامي وما تطابق معه بتشكيل أشيائه المخبرية التجريبية التي حققت ذلك بمخبره)*.
أختم المقال بقولي المتواضع: أن نجاح الفنان التشكيلي أو غيره في عمله، لا يكون إلا بعدد ردود الأفعال التي يحظى بها العمل، كانت كتابيا أو غير ذلك من ردود الأفعال الكثيرة، والنجاح الأكبر في نظرنا إذا حقق هذا العمل مكانة أو صفة متفردة تسافر عبر الزمن.. مثل وحدة القياس أو المثل الذي لا يمكن الاستغناء عنه إلى أن يأتي ويمثل أمامنا ما هو بديل بـ...أو أحسن منه..
شكرا للدكتور الفنانان والناقد خضير الصالحي على إثارة مثل هذه المواضيع للنقاش..
بوكرش محمد 15/9/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  المرجع
1
3

  
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح