صالون الفنون التشكيلية الخامس بقصر الثقافة مفدي زكرياء




بوكرش محمد

30/10/2012

تتهيأ قاعة باية* للعروض احتضان المعرض الجماعي للفنانين التشكيليين الجزائريين الوافدين كالعادة من ربوع الوطن اليوم
30/10/2012 لحضور افتتاح الصالون الخريفي للفنون التشكيلية يوم 31/10/2012 مساء على الساعة الخامسة، عشية التأهب لاستقبال يوم أول نوفمبر يوم احتفالنا باندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
تستقبل مديرة قصر الثقافة السيدة محاجية بوشنتوف ضيوفها للمرة الخامسة انطلاقا من سنة 2008 لإلقاء الضوء على تطور الفن التشكيلي بالجزائر والتقرب أكثر من الأسماء الواعدة في هذا الميدان بين جملة من الأسماء اللامعة الأحياء بأعمالهم المتحفية وشهرتهم التي تعدت الحدود..
ينشر قصر الثقافة بالمناسة كاتالوق يجمع أعمال الفنانين المشاركين ونبذة عن مسيرة كل واحد منهم يبدا بافتتاحية تتمثل في كلمة للسيدة المديرة محاجية بوشنتوف مديرة قصر الثقافة وبكلمة بوكرش محمد راعي هذه التظاهرة كعميد للفنانين بعد رعاية الطبعات السابقة بعمداء من فنانين وفنانات آخرهم بالطبعة الرابعة* الفنانة سهيلة بالبحار.
يقول بوكرش محمد في كلمته:
الفنون التشكيلية والجزائر
الفن التشكيلي الجزائري ان صح هذا التعبير، قد بدأ مبكرا جدا في الرقعة الجغرافية التي نسميها اليوم الجزائر الشبه قارة المتصلة جنوبا بالأفارقة وشمالا بالبحر الأبيض المتوسط ولها امتداد شرقا بالعالم العربي وغربا بالمغرب الأقصى والمحيط الأطلسي..
بين القدم الضارب في عمق التاريخ واليوم، مرت الجزائر بعدة مراحل تطور خلالها هذا الفن مع تطور احتياجات ألإنسان بداية بعملية التدوين المبكرة التي تمثلت بنقوش ورسومات مشهدية على جدران الكهوف في أماكن مختلفة انطلاقا من أقصى الجنوب بجبال الأهاقار والطاسيلي مرورا بجبال الأطلس الصحراوي بعين البل بالجلفة وامتدادها غربا الى ولاية النعامة كلها شاهدة بهذه النقوش والرسومات على البدايات المبكرة لممارسة الجزائري لعملية البيان والتبيين بالرسم والنقوش...بالرموز والإشارة المتمثلة في خط التيفيناغ أيضا المستعمل الى اليوم من طرف بعض سكان أقصى الجنوب الجزائري.
ظهرت هذه البصمة لاحقا في أعمال نحتية على صخور المباني الرومانية بما يدل على أن اليد العاملة الحرفية الفنية التشكيلية لسكان المنطقة كانت واضحة ومستعملة بتوظيفهم وتوظيف مهاراتهم حتى وان كانت محتشمة..الى جانب ما عرف منها وعنها في لباسهم وأسلحتهم وأدوات عملهم..عرفت في صناعة النسيج، الجلود، الخزف،وأدوات الزينة من فضة وذهب الحلي.
سافرت هذه المعارف والتقنيات عبر الزمن الى يوم الفتوحات الاسلامية وما جاء معها من تجارب ومعارف لأجناس أخرى لتأخذ لنفسها بين الكل مكانا بالتوليف والتأليف وحسن الصنع واندمجت لتصبح فنا اسلاميا بمسحة وبصمة أمازيغية خاضعة لمواصفات تتماشى مع ما يخدم الاسلاميات على جميع الأصعدة...
ومن هنا بالتحديد بدأ في نظرنا المتواضع تأريخ الفنون الاسلامية المعاصرة المغاربية وخاصة التجريدية منها انطلاقا من عصر ادريس الأول بين القرن الثاني والثالث هجري يوم كانت صناعة الزجاج الملون مزدهرة جدا في شمال افريقيا من قيروان تونس الى بجاية ، تلمسان والمغرب.
بدأ الفن التجريدي بالمغرب الكبير أولا، بمشاركة الفنان المحلي المغاربي الآخرين، باختراع الأرقام الغبارية المغاربية الغبارية لتكون بديلا للأرقام الهندية العربية الوافدة عليه من المشرق التي تأسست بتركيب تكرار الأهلة كأجزاء من دائرة القمر الذي يكتمل في متنصف الشهر ، بذل الفنان المغاربي هذا الجهد التشكيلي ايمانا منه بالرسالة المحمدية ومخافة من الوقوع في مكروه برسم واقع البدر الذي قد يؤدي بمسلم المغرب الكبير بالإحساس بالذنب أي الشرك بالله (...)
بإصرار كامل رفض الفنان المغاربي الأرقام الهندية العربية وأشكالها، رفض التعامل مع تكرار الاهلة... معوضا اياها بلغة الدلالة والمجاز ودراسة الفضاء تشكيليا بتفصيل شكل ما، يشير به ويرمز للجزء الواحد من الكل،و..... الى الكل من أجزاء.
عوض الأهلة وتكرارها بتوظيف الزاوية بالتركيب والتكرار والتوزيع ليكون الرقم مركبا من عدد الزوايا التي يحتويها ومعبرا عنها انطلاقا من واحد الى تسعة ( أشكال ومضامين).
لهذا نجد بالمغرب الكبير أماكن كثيرة تمثل فضاءات سميت بالزوايا وهي عبارة عن مدارس وجامعات خاصة بالتدريس وتلقين العلوم نسبة للزاوية كفضاء خاص بشيء ما، من الكل...
لتتعدد بهذا لاحقا مهام الفضاءات والمضامين بالتخطيط والتلوين حسب المراد بالإشارة والرمزية كبعد رابع في العملية التشكيلية..وهي العمليات التي تبنتها بعض رواد المدارس التشكيلية الغربية لاحقا بعد الانطباعية الحديثة أو الجديدة مثل أساليب التكعيبية والتعبيرية و ... من بينهم الرواد ماتيس، بابلو بيكاسو، موندريون وكاندانسكي..
تزامن هذا التطور التشكيلي بالغرب بعد قرون من العصر الذهبي الاسلامي وأيام استهدافنا استدماريا
( الاستعمار..) .
من جملة ما انتشر بالرقعة الجغرافية الجزائرية، هذا النوع من الفنون التشكيلية الغربية المعاصرة المستوحاة والمستمدة من الفنون الاسلامية وما سبقها من فنون الواقعية والانطباعية والسوريالية وهي تجارب نهل منها الأذكياء من فنانينا لاكتساب المهارات والتجارب التي طعم بها الفن المغاربي مع احتفاظه بما يميزه عنها وهي أعمال قليلة جدا تتضح في عينات مثل أعمال المرحوم الفنان محمد خدة وبعض من أعمال الفنان قريشي رشيد ، النحات محمد بوكرش(متحف الفنون الجميلة بالحامة الجزائر العاصمة ومتحف زبانة وهران الغرب الجزائري)، الفنان يزيد خلوفي، الفنان تابرحة نور الدين، الفنان مداني محمد الأمين،الفنان زبيلة مفتاح ،الفنان بوخلدة حمزة وبونوة حمزة.
أما باقي معظم الأعمال انجزت بتقنية عالية الجودة لكن للأسف الشديد نعتبرها مستهلكة واستنساخ لما عرفت به المدارس الغربية نستحضر من خلالها أسماء غربية معروفة في الميدان التشكيلي ولا نستحضر أسماء من قاموا بانجازها.
يرجع هذا في نظرنا للتقليد... والى مستوى التكوين المتراجع جدا، قلة احتكاك الفنانين ببعضهم البعض، قلة احتكاكهم بالمؤسسات القريبة منهم في الميادين الفنية الأخرى المكملة لبعضها البعض. غياب النقد..غياب مشروع ثقافي استراتيجي متكامل..
بوكرش محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
مفدي زكرياء شاعر الثورة الجزائرية والنشيد الوطني (قسما بالنازلات الماحقات)
2
باية فنانة تشكيلية جزائرية (تتلمذت على يد بابلو بيكاسو بدعوة منه) .
3
الطبعة الرابعة للصالون التشكيلي ( وكالة الآنباء الجزائرية )
http://www.aps.dz/spip.php?page=article&id_article=19835

بوكرش محمد


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح