الفنان الكردي السوري جوان فرحان العلي بالسويد.. / بوكرش محمد
الفنان الكردي السوري جوان فرحان العلي
بالسويد..
من
سوريا تحديداً خرج الشاب جوان فرحان العلي للعالم الفني يحمل معه لسانه، لسان
أجداده المتمثل في أعز الآلات الموسيقية الكردية التي رافقته منذ نعومة الأظافر، يحمل
آلة الساز (الطمبور) وأحلامه الوردية المشحونة بعبق الماضي وحاضره عارضا اياها وما
تكنه وتحسن قوله.. تدابير بمعاناة ومقادير سنتها الأيام والليالي وطول السنين..بين
سوريا الأمس وقدرها اليوم، ولد الفنان جوان فرحان العلي يتلمس عمق أخاديد ما رسمه القضاء
والقدر وطموحات أمثاله... ليس له باليد حيلة، ما عدا أن يمسك بما ترامى من خيوط بعثرها
البعض والزمن ليواصل نسيج ما يراه السبيل الوحيد للنجاة بما تبقى.. فنان عرفناه عن
قرب وكثب ابتسامة متنقلة، تقربنا منه بعد ان
استقر اليوم بالسويد يمسح جروحة الغائرة...فكان لنا معه هذا الحوار السريع بتاريخ
22 - 5 - 2012
س1: تزامن نضجك الفني ومرحلة الثورات العربية
كيف ترى هذه الثورات بعيون الفنان ؟
أنا أعتقد أن بداخل كل إنسان ثورة أو بركان خامد قد ينشط في أي وقت , ولديّ تصور بأن الفن ايضاً سيزدهر في أوطاننا
متى تحرر الانسان من العبودية , أنا أرى أن هذه
الثورات العظيمة غيرت نظرة العالم لنا كشرقيين وكسرت حواجز الخوف فينا ومازال الكثير أمامنا لنغيّره أكثر متى ما تحررنا
أيضاً من دائرة الطائفة والعرق واللون والدين وتمسكنا بالانسان بداخلنا
س 2 : أنت فنان كردي سوري ؟
ماذا عن هذه الازدواجية في عالم الفنون؟
كرديٌ سوري أو سوريٌ كردي لا فرق بين كل هذه التسميات التي ورثناها مصادفةً فالصدفة كانت السبب ان جلعتني اخرج إلى الدنيا من
مدينة القامشلي السورية ذات الاغلبية الكردية والوارثة هي من حدّدت لغتي وقوميتي وهذه الازدواجية ( الحميدة ) أعتبرها من الناحية
الفنية إثرائاً للموسيقى بداخلي وبداخل أي أنسان
س3: ماذا عن سوريا ثقافيا قبل مغادرتك لها
واليوم تحديدا وما بعده في تصورك..؟
سوريا تعني لي الامان والسلام والتعايش المشترك , ثقافياً ستكون في المستقبل في
حالٍ أحسن مما كانت عليه طيلة إثنان وأربعون عاماً مضت في تصوري أن ما يحدث الآن في سوريا هو المخاض و ما يمر به الشعب السوري البطل محنة ستزول قريباً اعتقد آن الأوان ليتوقف الدم والدمع في بلادي سيعود كل من تغرّب وابعتد عن الوطن لنبنيه سوياً.
س4: تابعتُ اهتمام الفنان التشكيلي السوري
آرام خالد الرز باللاجئين في تركيا واليوم سمعت أنك أنت أيضا تنوي زيارة مخيم اللاجئين
هناك بالسويد ، اذا كان الفنان خالد الرز فك أطفال المخيم من عزلتهم بورشة الألوان
التي نشطها بنفسه وبحر ماله ، هل لك ما قدمته أو ستقدمه أنت لأطفال سوريا بمخيم السويد؟
السويد بلد مترامي الاطراف ذو مساحات شاسعة
والوضع هنا يختلف كثيراً مما هو عليه في دول الجوار السوري فلا توجد
هنا تجمعات ضخمة للاجئين السوريين ولا توجد خيم أيضاً كما هو الحال في مخيم الزعتري
مثلاً , وبالتالي الأعداد هنا تكاد تكون بضع عوائل او اكثر بقليل - في كل مكان - نظراً
للبعد الجغرافي عن سوريا وصعوبة الوصول الى هنا
وأنا هنا أشكر مملكة السويد التي تستقبل هذه العوائل و الأفراد وتمنحم حق الحياة في هذا البلد
وانا بصدد ان ألتقي بهم في مخيم gävle وسأعيش معهم فترة هناك اعزف لهم أعلم الأطفال الموسيقى وسأسعى ان أوصل مطالبهم الى المجتمع السويدي
عن طريق الموسيقى والعزف ومؤخراً أهديت قطعة موسيقية الى شهداء سوريا ونشرتها على موقع اليوتيوب
س5: ماذا عن اللاجئين و الأطفال وخطورة
هذه المخيمات الفاقدة لمعايير الصحة من كل الجوانب
إن
الخطورة لا تكمن فقط بنوعية
السكن والظروف الصعبة التي يعيشها السوريون
بل هناك ما اقسى على السوريين من هذا بكثير وهو ما آلمني حقاً تلك الفتاوى الغبية من بعض ما يسمون بالدعاة الاسلاميين
وللأسف بالزواج من حرائر سوريا اللاجئات بداعي
السترة !!!!!!
في حرب العراق وصل أعداد اللاجئين العراقيين
في سوريا قرابة المليونين ونصف لم نرضى لهم المخيمات سكناً !!! والعالم كله يعرف استقبالنا لهم في بيوتنا وكذلك في احداث الحرب اللبنانية كان من السوريين
الوقفة ذاتها , يحزنني ان ارى لاجئينا في هذه
الحال المزرية فهذا ليس عدلاً ......
س6: جوان فرحان العلي فنان لسان حاله نصوص
موسيقية فيها ما كتب وفيها ما ينتظر ،متى يكتمل التأليف ويرى ألبومك السوري السوري
النور؟
أنوي
في الفترة القريبة أن أزور القاهرة
وما زلت أفكر بتسجيل أول اسطوانة لي هناك
في ستديوهات القاهرة , لكن دائما أفضّل
أن أتريث أكثر لأنني في كل فترة اكتشف أفكار
جديدة , لكن أتوقع ان يصدر السيدي في العام
الجديد 2013 إن شاء الله
س7 : الجزائر من بين البلدان التي كنت بها
تدرس آلة العود ،ماذا عن هذه التجربة وبيت العود القسنطيني؟
التدريس في الجزائر له متعه خاصة وما يدفع
المدرس ان يبذل اكثر فأكثر هو تعطش الطلبة للموسيقى وحبهم للمدرس وتعلم الجديد ولا
انسى اني قدمت احدى اجمل حفلاتي على خشبة المسرح الجهوي في قسنطينة , ومشروع بيت العود
العربي في قسنطينة ما زال مستمراً بجهود فردية من بعض المثقفين في المدينة ننتظر من
وزارة الثقافة الجزائرية تحديداً أن تنظر في الامر بجدية فمثل هكذا مشروع يتطلب تدخل
الدولة واخيراً لا بد ان اذكر سحر الطبيعة في الجزائر ومساحاته الواسعة على مد النظر
تجولت في معظم حارات قسنطينة والعاصمة وزرت
جبال الشريعة مع الاصدقاء اتمنى ان ازور الجزائر للمرة الرابعة قريباً والتقي بطلابي
واصدقائي ان شاء الله
س8 : بماذا تريد ان تختم اللقاء؟
الحرية ثمنها غالي ونحن السوريين قدمنا
الكثير وما زال انا ارى النصر في عيون اطفال
سوريا وامهاتهم
قد آن الأوان ان يتوقف الدم والدمع في سوريا سنعود قريبا ونبني سوريا جديدة لكل السوريين وسنعزف
في كل شبر من ارض سوريا
بوكرش محمد الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق