بعد منع كتابه " قدّاس السّقوط " من العرض في الصالون الدولي / أحمد دلباني لأصوات الشمال : كل رقابة هي ممارسة ستالينية
بعد منع كتابه " قدّاس السّقوط " من العرض في الصالون الدولي / أحمد دلباني لأصوات الشمال : كل رقابة هي ممارسة ستالينية
لعل
آخر رمق لتطور أي مجتمع في أي قطر أو في جغرافية
ما هو بما يعرف " بالقراءة" ، ولعل آخره في
اثبات هوية ثقافية
معرفية تساعد طالبها
على التفتح الفكري
والذهني وقمع الثقافة السائدة
، فالكتاب أهم جزء لكسب معرفة ثقافية
تحارب ماهو سائد .
انتظرنا الصالون
الدولي للكتاب ككل سنة ، نفتقد فيها كل ماهو جديد من أدب وفكر ونقد
ورؤى نطور بها أذهاننا وأرائنا
ومواقفنا الثقافية في مجتمع تسوده ثقافة
الجوع والصمت الرهيب .
وإذ
بها تجول أنظارنا
على العناوين الجديدة
والقديمة منها في شتى
انواع الثقافة العربية
والعالمية لا حظنا حينها غياب عناوين
مهمة تساعد القارئ
في فهم المصطلح
الثقافي السائد ونقده وتأويلاته ، كما قال الفيلسوف اليوناني
أرسطو لما سئل عن حكمه على إنسان
:" أسأله كم كتاباً يقراً وماذا
يقـرأ؟"
.
وتحديدا في جناح دار التكوين للنشر والتوزيع في صالون الكتاب
حيث لوحظ غياب
" قداس السقوط "
للكاتب الجزائر " أحمد
دلباني الذي نشر فقط منذ أشهر والذي جاء في نقد بما يسمى بــ" الربيع العربي"
والثقافة العربية السائدة، فاتصلنا به هاتفيا حيث سألناه
عن سبب غياب هذا العنوان
والذي انتظرناه منذ أن نشر في دار التكوين بسوريا اليوم والتي تعاني بالذات من الأزمة ، في حين أن الجزائر
لا تعاني من ذلك ، فيا ترى ما سبب منع العرض ؟
وهل هذا
جاء في اطار قانوني .... أم
ما جاءت به هواجس
وكوابيس تراها السلطة
؟
التصريح الذي جاء به الأستاذ دلباني
: (( أعتقد مبدئيا أن كل رقابة هي ممارسة
"ستالينية" وهي تعتبر برأيي
انتهاكا لحق القارئ
في المعرفة وفي الوصول ، إلى مصادر الفكر المختلف عن السائد الإيديولوجي
التي تكرّسه السّلطة
القائمة
.
من
هنا لا افهم معنى هذه الممارسات
في جزائر اليوم
. فمن المفترض أننا خرجنا في الجزائر من عهد الأحادية
الحزبية وسيادة الفكر الواحد إلى طور
التعددية والديموقراطية بمفهومها
الثقافي الشامل ، إلا أن الوصاية في شكلها العتيق
مازالت حاضرة في أدهان المسؤولين
ومن بينهم المشرفون
على تنظيم الصالون
الدولي للكتاب .
وإلا
فما معنى أن يمنع كتابي
"قداس السقوط" من العرض في الصالون فهو كتاب يطرح مراجعات في الربيع
العربي ويطرح أسئلة في الثورة وشروط نجاحها ، فقد بلورت فيه رؤية عن الثورة بوصفها
عملا تغييريّا لايتوقف عند
قطع رأس الملك وإنما هي عمل يطال البنيات الإجتماعية
والذهنية أيضا ومن هنا
خوفي على الثورات
العربية التي ركّزت على أيقونة
الحاكم ولم تطرح مشروعها في إقامة مجتمع جديد .
ما
معنى أن يمنع كتاب يتحدّث
عن هذا الأمر وبهذه الكيفية
النقدية الفكرية ؟
لا أستطيع أن أصف هذا إلا باعتباره
عملا من أعمال الوصاية البائدة
وخوفا مثيرا للسخرية
على سلامة المواطن
الجزائري السياسية من فكر نقديّ لم
تعمل منظومتنا التّربويّة
والجامعية على تحصينه
بالعلم والثّقافة الطليعة
،الضّرورية اليوم .
أودّ أن أشير في الختام
إلى أنّني رغم انحيازي الكامل
إلى حرية الفكر والتعبير وإلى حق المواطن
في الوصول إلى المعرفة إلا أنني أعتبر أن هناك ضوابط أخلاقية
وقانونية لا سياسية يمكنها
أن تبرّر المنع وبخاصة وإن تعلّق الأمر بفكر عنصري أو طائفي أو
تكفيري أو يدعو إلى الكراهية
وإلى العنف .
وأستطيع أن أسجّل بكلّ أسف
أن الصالون الدولي
للكتاب في الجزائر
كان يعشّ بأمثال هذه الكتب لأنّ المنع
والرّقابة في الجزائر
لهما طابع سياسي لا أخلاقي
أو قانوني .
وأتمنى أن نتجاوز هذا الأمر في الطبعات القادمة .))
هذا
ما صرح به الأستاذ دلباني
من خلال المكالمة
،فمنع الكتاب كما فهمنا سياسة سلطوية تعني منع المجتمع
من التثقف والوصول
إلى ثقافة مزدهرة
، أو بمعنى آخر
" شعب لا يقرأ .... شعب يجوع ويستعبد "
رفيق جلول
تعليقات
إرسال تعليق