صدَى أمنية : رسالة إلى سُمُوِّ الشِّيخة " أسماء بنت صقر القاسمي " / يوسف الباز بلغيث
رسالة إلى سُمُوِّ الشِّيخة " أسماء بنت صقر القاسمي " / يوسف الباز بلغيث
صدَى أمنية
رسالة إلى سُمُوِّ الشِّيخة
" أسماء بنت صقر القاسمي "
أيّتها الشّاعرة ؛
إنّه _ و بعدَ كلِّ هذه المدّةِ من لقاءِ أدبِنا بالمنتدى الأغرِّ " صدانا "_ أسائلُ نفسي طلعةَ كلِّ نفحةٍ شعريّةٍ _ عمّا سيمكّنُ حرفيَ من السُّموِّ بالذّائقةِ العربيّةِ ، بعيدًا عنْ الثّرثرةِ و رجعيّة اللّغةِ ، و قد طالتِ شُهورُ الأحلام ،و قصُرَتِ الحيلةُ لِتَحَيُّنِ الفرصةِ البهيّة لأكونَ مستأنسًا بسِحرِ أدبِنا العربيِّ .. اَستسقي من بهائِه تسْبيحةً جليلةً ، أشْفِي بها غليلَ نفسٍ، في ثناياها شَبهٌ لهذا البهاءِ ،الذي أبحثُ عنهُ في سحرِ اللّغة.
أيّتها الشّاعرة ؛
ها أنا أترقّبُ _ مُجدّدًا_ شذاءاتٍ و قصائدَ و أحلامًا، لها في أدبكِ مَعَانٍ ، تشِفُّ عن روحِكِ الشّاعرةِ الشّفيفةِ ،و لو صارحتُكِ القولَ بأنّكِ تنْدَيْنَ في الشّعر كالياسمين بضَوْعِ المِسْكِ ، لمَا وَسِعَني هذا البوحُ لأنشرَ لكِ نزْرًا يحْوي هذا الكونَ برُمَّته، و يكفي أنفاسًا تئِنُّ حنينًا إلى زمن الأدبِ الجميل..و لا أريدُ أنْ أعذّبَ نفسيَ ببوحٍ يقفُ غُصَّةً بحَلْقِ قَلَمِي،لا هيَ تزُولُ فتريحُه منْ تعليلةِ الأحاسيسِ، و لا هيَ تثبتُ بقرارتِه ، فيصادقُها على مضضٍ، و يرْضَى بألمِها.إنّها تجليّاتٌ تستوردُ الألمَ لما نأملُهُ ، و تُصدِّرُ الأملَ لألمٍ آتٍ لا محالة..فلا تعْتبي على نفسٍ تنبضُ غربةً ، و لا حظَّ لها فيها .
لأنّي على يقينٍ منْ أنَّ الواقفَ حيالَ شواطئِ البوح بملامحِ و تقاسيمِ حُزني ليسَ سِوَى سرابٍ ، سيزولُ بانقشاعِ شمسِه الحارقةِ ..و حالمَا يسدلُ اللّيلُ أطيافَه السَّوداءَ على كلِّ بياضٍ ، ستتلاشى تلكَ التّقاسيمُ و الملامحُ ، و سيشردُ شبحُها إلى غير رجعةٍ.فهل سيبقى وطنًا بلا روحٍ ،أم ستحيا روحُه بلا وطن..؟
أيّتها الشّاعرة ؛
لا أدري لِمَ كلّما يندى الأقحوانُ يأتي على نظارتِه هجيرٌ على غرّةٍ من ألقِه ؟ و لكنّي على يقينٍ _أيضًا_ بأنَّ ما بين يديكِ ليسَ مُجرّدَ كلماتٍ منمّقةٍ أو تراكيبَ برّاقةٍ أنشدُ بها التأثيرَ على المتلقّي أو اَستجلبُ بها إليه دهشةً و إبهارًا؛ إنّما هيَ ما وَقَرَ بالقلبِ و لمْ يلبثْ على حالٍ بأحاسيسِ أوجاعي . و لعلَّ من دواعي الرِّضا؛ بل من أساسيّاتِ العدلِ أنْ أتلقّى منْ شاعرةٍ مثلكِ تفسيرًا لهذه الهواجِس، ما دمنا نتقاسمُ رغيفَ الحرف، و نحتسي كأسَه المرّة ..و قد آثر حرفُكِ الصَّمتَ ، و سكنْتِ إلى ليلِ (كَلْباءَ )* السّاحرةِ..و بدرُ الشّعر مأسورٌ تحتَ لِحَافِ غيومِها البيضاءِ ، ينتظرُ صفْحًا عنْ شقاوتِه معَ نجومِها؛و السّكينةُ تلفُّهُما بنفسِ القَدْرِ منَ البهاءِ و الأمان. أمْ تُرى أنَّ الخَفرَ يُطبقُ على بريقِ نَدَى أقحوانِها -المتلألِئِ بنفاستِه- إطباقًا يحْجبُ البوحَ عن ليلِها الجميلِ، و يأسرُه تحتَ ظلمتِه؛ و هيَ تناورُ أحلامًا قشيبة ؟
فتقبَّلي من حُزنِ الآهاتِ غُنجْها.و لا تُوصِدي بابًا في وجهِها ، لأنها تحملُ _بلفحِها_ إلى (كَلْباءَ) ربيعًا أخضرَ ، و تتمنّى لكِ و لـها أحلامًا ، تنزلُ عليكما بردًا و سلامًا .
يوسف الباز بلغيث
بيرين -الجزائر/ 2011
صدَى أمنية
رسالة إلى سُمُوِّ الشِّيخة
" أسماء بنت صقر القاسمي "
أيّتها الشّاعرة ؛
إنّه _ و بعدَ كلِّ هذه المدّةِ من لقاءِ أدبِنا بالمنتدى الأغرِّ " صدانا "_ أسائلُ نفسي طلعةَ كلِّ نفحةٍ شعريّةٍ _ عمّا سيمكّنُ حرفيَ من السُّموِّ بالذّائقةِ العربيّةِ ، بعيدًا عنْ الثّرثرةِ و رجعيّة اللّغةِ ، و قد طالتِ شُهورُ الأحلام ،و قصُرَتِ الحيلةُ لِتَحَيُّنِ الفرصةِ البهيّة لأكونَ مستأنسًا بسِحرِ أدبِنا العربيِّ .. اَستسقي من بهائِه تسْبيحةً جليلةً ، أشْفِي بها غليلَ نفسٍ، في ثناياها شَبهٌ لهذا البهاءِ ،الذي أبحثُ عنهُ في سحرِ اللّغة.
أيّتها الشّاعرة ؛
ها أنا أترقّبُ _ مُجدّدًا_ شذاءاتٍ و قصائدَ و أحلامًا، لها في أدبكِ مَعَانٍ ، تشِفُّ عن روحِكِ الشّاعرةِ الشّفيفةِ ،و لو صارحتُكِ القولَ بأنّكِ تنْدَيْنَ في الشّعر كالياسمين بضَوْعِ المِسْكِ ، لمَا وَسِعَني هذا البوحُ لأنشرَ لكِ نزْرًا يحْوي هذا الكونَ برُمَّته، و يكفي أنفاسًا تئِنُّ حنينًا إلى زمن الأدبِ الجميل..و لا أريدُ أنْ أعذّبَ نفسيَ ببوحٍ يقفُ غُصَّةً بحَلْقِ قَلَمِي،لا هيَ تزُولُ فتريحُه منْ تعليلةِ الأحاسيسِ، و لا هيَ تثبتُ بقرارتِه ، فيصادقُها على مضضٍ، و يرْضَى بألمِها.إنّها تجليّاتٌ تستوردُ الألمَ لما نأملُهُ ، و تُصدِّرُ الأملَ لألمٍ آتٍ لا محالة..فلا تعْتبي على نفسٍ تنبضُ غربةً ، و لا حظَّ لها فيها .
لأنّي على يقينٍ منْ أنَّ الواقفَ حيالَ شواطئِ البوح بملامحِ و تقاسيمِ حُزني ليسَ سِوَى سرابٍ ، سيزولُ بانقشاعِ شمسِه الحارقةِ ..و حالمَا يسدلُ اللّيلُ أطيافَه السَّوداءَ على كلِّ بياضٍ ، ستتلاشى تلكَ التّقاسيمُ و الملامحُ ، و سيشردُ شبحُها إلى غير رجعةٍ.فهل سيبقى وطنًا بلا روحٍ ،أم ستحيا روحُه بلا وطن..؟
أيّتها الشّاعرة ؛
لا أدري لِمَ كلّما يندى الأقحوانُ يأتي على نظارتِه هجيرٌ على غرّةٍ من ألقِه ؟ و لكنّي على يقينٍ _أيضًا_ بأنَّ ما بين يديكِ ليسَ مُجرّدَ كلماتٍ منمّقةٍ أو تراكيبَ برّاقةٍ أنشدُ بها التأثيرَ على المتلقّي أو اَستجلبُ بها إليه دهشةً و إبهارًا؛ إنّما هيَ ما وَقَرَ بالقلبِ و لمْ يلبثْ على حالٍ بأحاسيسِ أوجاعي . و لعلَّ من دواعي الرِّضا؛ بل من أساسيّاتِ العدلِ أنْ أتلقّى منْ شاعرةٍ مثلكِ تفسيرًا لهذه الهواجِس، ما دمنا نتقاسمُ رغيفَ الحرف، و نحتسي كأسَه المرّة ..و قد آثر حرفُكِ الصَّمتَ ، و سكنْتِ إلى ليلِ (كَلْباءَ )* السّاحرةِ..و بدرُ الشّعر مأسورٌ تحتَ لِحَافِ غيومِها البيضاءِ ، ينتظرُ صفْحًا عنْ شقاوتِه معَ نجومِها؛و السّكينةُ تلفُّهُما بنفسِ القَدْرِ منَ البهاءِ و الأمان. أمْ تُرى أنَّ الخَفرَ يُطبقُ على بريقِ نَدَى أقحوانِها -المتلألِئِ بنفاستِه- إطباقًا يحْجبُ البوحَ عن ليلِها الجميلِ، و يأسرُه تحتَ ظلمتِه؛ و هيَ تناورُ أحلامًا قشيبة ؟
فتقبَّلي من حُزنِ الآهاتِ غُنجْها.و لا تُوصِدي بابًا في وجهِها ، لأنها تحملُ _بلفحِها_ إلى (كَلْباءَ) ربيعًا أخضرَ ، و تتمنّى لكِ و لـها أحلامًا ، تنزلُ عليكما بردًا و سلامًا .
يوسف الباز بلغيث
بيرين -الجزائر/ 2011
تعليقات
إرسال تعليق